بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على محمد وآله الميامين
لقد تحدث الكثير من العلماء وكتب الكثير من الكتاب في تشخيص افضل نساء العالمين فقال بعضهم هي مريم بنت عمران و قال البعض الاخر هي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله) .
ان الله سبحانه خاطب مريم بنت عمران سورة ال عمران بقوله {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران42) ومن الملاحظ ان فهم هذه الآية الكريمة احدث الاختلاف بين علماء المسلمين بحسب طبيعة فهمهم لهذه الآية و في الحديث الشريف المروي عن النبي محمد (صلى الله عليه و آله) انه قال : ((خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد)) ، وقد قال الشيخ محمد جواد مغنيه في كتاب التفسير الكاشف في الجزء الثاني بأن هذا الحديث الشريف مذكور في صحاح السنة ، ورأيته في تفسير الطبري والرازي والبحر المحيط ، وروح البيان والمراغي وصاحب المنار .
ان علماء الشيعة قالوا بأن فاطمة عليها السلام هي الأفضل لأنها بضعة من رسول الله (صلى الله عليه و آله) وأن رسول الله هو أفضل الأنبياء و ان مريم بنت عمران عليها السلام هي افضل النساء في زمانها.
وبحسب ما قاله الشيخ محمد جواد مغنيه في كتاب التفسير الكاشف في الجزء الثاني أن جماعة من علماء و شيوخ السنة قالوا بنفس هذا القول الذي قال فيه علماء الشيعة ونقل استنادا الى تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي عند تفسيره لآية : (( واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ)) هذا القول : قال ما نصه بالحرف :
(قال بعض شيوخنا : (والذي اجتمعت عليه من العلماء انهم ينقلون عن أشياخهم ان فاطمة أفضل نساء المتقدمات والمتأخرات ، لأنها بضعة من رسول اللَّه) .
إن خير ما استدل به القائلون بأفضلية السيد الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام هو الحديث الشريف المتواتر عن طريق السنة و الشيعة (( فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني )).
قال الشيخ محمد جواد مغنية في التفسير الكاشف : (أما قوله تعالى لمريم:
{ واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ } فالمراد به عالم زمانها ، لا كل زمان ، وهذا التعبير معروف ومألوف ، يقال : فلان أشعر الناس ، أو أعلمهم ، ويراد بذلك انه أشعر أو أعلم أهل زمانه ، أو أبناء أمته ، ونظيره كثير في القرآن ، ومنه قوله تعالى عن بني إسرائيل : {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الجاثية : 16]. ولا يختلف اثنان بأن المراد عالم زمانهم ، فكذلك تفضيل مريم التي هي من بني إسرائيل . . ومنه قوله تعالى : {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 86] : ولا قائل بأن لوطا أفضل من عيسى ، أو مساويا له في الفضل ، ولا إسماعيل أفضل من أبيه . ومنه : {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل : 23]. أي كل شيء في زمانها .
الكاتب : مهند السهلاني







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN