عطايا تملكُ القلب وتهبُ الابداع...//زهراء حكمت //
تم نشره بمجلة رياض الزهراء /الملف التعليمي
صباح أشرق وترقرق على قلوب كانّها الورود الندية...
تحمل عطرا زاكيا عابقا بالحياة والامل بيوم جديد وجميل
وكيف لايكون كذلك وهو اليوم المدرسي الأول بالعام الدراسي.
توزعت الطالبات بالساحة المدرسية كأنهن فراشات يرتدين ملابسهن الجميلة وحُلتهن المدرسية النظيفة والمرتبة
فلا انكر ان ليس الكل يقدر على شراء الجديد لاولادهم خاصة ونحن نتحدث عن مدرسة
في احدى النواحي الريفية...
وانتظم الاصطفاف بوجود الكادر التربوي من معلمات ومديرة كفؤءة تهتم جداا بالاصطفاف الصباحي وبكل مناسبة
من مواليد ووفيات اهل البيت ع وتعدُ العدة المسبقة لذلك
بالامتار من القماش الذي تكتبُ عليه مايُحي تلك المناسبة المباركة
وهاهي تفعل نفس الامر بوشاح ابيض كبير مكتوبٌ عليه بامتار من خيوط الزينة
((اهلا وسهلا بالعام الدراسي الجديد ))
وتجملها بالورود المتفرقة على الكتابة هنا وهناك
عبارة مهيبة واحتفال بهيج يبعثُ في نفس الكبير قبل الصغير مزيجاً من مشاعر الانشراح والفرح والترقُب
وتُهنئ الطالبات بكلمات الحُب والحنان والحرص والتأكيد على المستوى الدراسي
وشدّ الاصطفاف كل الطالبات رغم ان بينهن طالبات الصف الأول
اللاتي لايخفى على احد صعوبة الأيام الأولى بالمدرسة عليهن وعلى الأمهات ايضا
لانه عالم مجهول يحمل من الخوف والترقب الكثير..
لكن المديرة والتي قطعت خيوط الخوف والقلق وهي توزع الحلويات والورود الزاهية الألوان لتحوله لفرحة غامرة حملت عطر الزهور وذكراها...
وانصرف الجميع بانتظام للصفوف المرتبة
واكملت المعلمات المسيرة بالتوعية والتوجيه للطالبات وتوزيع الأقلام والقرطاسية عليهن...
والذي ادهشني اكثر التكافل الاجتماعي في تلك المدرسة البسيطة جداا
لاجد المعاونة بدأت تحتوي الطالبات بتوزيع الملابس المدرسية
بشكل منتظم وسجل مُعد مسبقاً من قبل المعلمات والإدارة
عن أسماء المحتاجات واليتيمات من الطالبات..
وعندما استفسرت اكثر علمت ان المعلمات متكاتفات فيما بينهن ومع بعض العوائل الميسورة بتنظيم توزيع الكسوة الصيفية والشتوية
ورغم اعداد الطالبات الكثيرة الاّ ان التنسيق بالتوزيع قد شمل الكل وحسب الحاجة للمساعدة
ووجدت البعض من المعلمات تستثمر التوزيع للملابس لتقديمها بطريقة اجمل لتكون كحافز
للطالبات المحتاجات وبلا احراج او اخبار بأنها مساعدة
بل بأنها هدية تُحفُّ بالتصفيق والكلمات التحفيزية بالصف...
أما شعور الطالبة بتلك الهدية وان كانت متواضعة
شعورٌ يعانق الجبال علواً وفخرا...
ويقارب الشمس نوراً واشراقا...
ويجعلها كزهرة فواحة متجددة النظارة
ملكتها وتيمت قلبها تلك المعلمة وذلك العطاء وأن قلّ
لأنه اشعرها بانها انسانة تستحق ان ترتدي الجديد..
وتستحق الذكر والتشجيع فهي تشمل مساحة من مجتمع يعرف معنى التكافل والحُب والتقدير للجميع صغيراً او كبيرا..
فليت الجميع يتحلى بذلك العطاء الذي يهبُ المدرسة والدراسة طعماً اخر....
ويجدد الابداع وجذور الحب والتقدير بالنفس
خاصة لنبتاتنا اللاتي جفت قبل ان تُعطي أكلها الخصب وثمارها اليانعة بالنجاح والتفوق...







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN