التغطية الإعلامية ليوم 10حزيران والاحداث المرافقة لها (أسباب سقوط الموصل وفق رواية وكالة رويترز البريطانية)
المؤلف:
د. يونس عباس الياسري
المصدر:
موقف المرجعية الدينية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمدة (9 ــ 16 حزيران 2014)
الجزء والصفحة:
ص 11 ــ 13
2025-08-14
434
بدأَ المشهد الأمني في مدينة الموصل بالتدهُّور في 5 حزيران 2014 بعد أنًّ نقلتِ الأخبارُ أنتشار مسلحين في عدة مناطق من الموصل , وفي اليوم نفسه كذَّبَ الخبرَ أثيلُ النجيفي محافظ الموصل في لقائه مع أحدى الفضائيات مؤكداً بعدم وجود مسلحين لا في الموصل ولا في أطرافها , وقامت السلطات الأمنية بفرض حظر التجوال كفعل احترازي وجاء في التقرير: في يوم 6 حزيران 2014 قامت قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بمُهاجمة مناطق مشيرفة و17 تموز والهرمات وحي التنك وحي العربي والزهراء والتحرير، وَسُمِعَ دويُ انفجارات ناتجة عن سيارات مُفخخةٍ قُتل على أثرها 12 مدنياً وأُصيب العشراتُ رافقها اشتباكات في أطراف المدينة , وفي يوم 7 حزيران اشتبكت قوة عسكرية مع عناصر مسلحة في عدد من مناطق الموصل ، ونتج عن القصف العشوائي نزوح الكثير من المواطنين ، في المقابل ذكرتِ اْلقوات الحكومية أنَّ الوضع تحت السيطرة وتم قتل 105 مسلحاً (1).
استمرَّ الوضع بالتدهور في 8 حزيران مع استمرار الاشتباكات وزيادة وتيرة القصف العشوائي، وفي 9 حزيران انسحبت قوات الشرطة الاتحادية من مقراتها في منطقة الموصل الجديدة وحي الرسالة، فيما هاجم مسلحون من تنظيم الدولة قوة من الشرطة الاتحادية التي لم تصمد أمامهم، تبعها انهيار سريع في غضون عدة ساعات لقوات الفرقة الثانية من الجيش العراقي بعد أنْ أُشيعَ خبرُ انسحاب القادة من مواقع القتال (2).
انتشر مسلحو تنظيم الدولة في مدينة الموصل في اليوم العاشر بعد فِرار القيادات السياسية والأمنية والعسكرية، وكانت تُقَّدر القوات في السجلات الوثائقية بثلاث فرقٍ من الجيش وتشكيلات الشرطة أي ما يعادل حوالي 50 ألف مقاتل مُجهزُّة بأحدث الأسلحة الأمريكية أُصِيبتْ بانهيار أمني كامل، كما ورد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية (3).
ذكر التقرير وفق رواية عدد من المُتحَدِثينَ إنَّ القيادةَ السياسيةَ في بغدادَ لم يكنْ في حساباتها التدَهورُ الأمني الذي حدث في مدينة الموصل, وكانت تراهنَ على إمكانية القوات العسكرية والأمنية الأخرى التعامل بقوة ضد أيِّ تهديد يمثله تنظيم الدولة, حتى إنَّ حكومة المركز رفضت طلباً تقدم به الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى لتعزيز القوات المُتمركزِةِ في مدينة الموصل, وتناولَ التقريرُ معلوماتٍ مُخيفِةً عن واقع عدد القوات المُتواجدةَ بشكل فعلي على الأرض فاللواء السادس الذي يمثل خط الدفاع الأول في الفرقة الثالثة على الورق تعدادُّه 2500 مقاتلٍ وعلى أرض الواقع لا يزيد مقاتليه عن 500 مقاتلٍ ينقصهم السلاح والعتاد الكافي للدفاع وطبقاً لمعلومات أحد الضباط أنهَّ تم في وقت سابق نقل قوة من صنوف المشاة والدروع والدبابات إلى مدينة الأنبار(4).
كانت الموصل بحاجة إلى 25 ألفِ مقاتلٍ وعنصر أمني وفي أيام السقوط لم يتواجد فيها أكثر من عشرة آلاف ينقصهم السلاح والعتاد، والانتشار الأمثل لصدَّ أيِّ اعتداءات خارجية، ويتضح ذلك من مهاجمة تنظيم الدولة لأحد النقاط التي تواجد فيها 40 مقاتلاً (5).
بعد استيلاء تنظيم الدولة على مناطق غرب الموصل ومهاجمة مركز شرطة 17 تموز، بدأ مُسلسلُ فِرارِ الشرطة والجيش من المناطق الغربية، وفي محاولة لتدارك التدهور وصل الفريق الركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبود قنبر إلى الموصل في اليوم السابع ومع قصف مناطق المسلحين ازداد الأمر خطورةً يوم 8 حزيران بعد أن عبر 400 مقاتلٍ في 100 عربةٍ مسلحةٍ إلى الضفة الأخرى من الموصل
وبدأت مساعدتهم من جيش المجاهدين السلفي وجيش رجال الطريقة النقشبندية وتنظيم أنصار السنة الجهادي وعدد من ضباط سابقين في الجيش العراقي السابق (6).
أظهرتْ معركة فندق الموصل ضَعْف القوات العسكرية والأمنية إذ انفجرتْ سيارة مُفخخة (شاحنة كبيرة) أصابت أحد الضباط وعدداً من القوات الأمنية، الأمر الذي دعا أثيل النجيفي بالاجتماع مع عبود قنبر وعلي غيدان في قيادة العمليات قرب المطار، وتم الاتفاق بأنْ تقومَ الفرقةُ الثانية بمهاجمة المسلحين ولكن العملية لم تنجحْ، وفي ليلٍ مُظلّم يسوده الخوف والرعب قَّررَ عبود قنبر وعلي غيدان الانسحاب إلى الجانب الآخر من الموصل وتضاربتِ الأنباء واختلفت الروايات حول مَن أمر بالانسحاب (7).
يمكن القول : إنَّ التقرير كتب في 14تشرين الأول2014 أي بعد أربعة أشهر من البحث والمقابلات وذكر إنَّ أغلبية المسلحين هم من تنظيم الدولة الإسلامية ولوحظ في التقرير انهيار معنويات القوات العسكرية لأدنى مستوياتها ، وإنَّ الانسحابَ والهروب كان لا مفرَّ منه فالمعركةُ مَحسْوُمة لصالح المُسلحِينَ وليست القضية في انسحاب القادة، وإنْ كان لهم دور محوري وأساس ، فالمعنويات المنهارة نتيجة تراكمات لسنوات عدة أهمها الفساد الإداري الذي نخرَ جسمَ المؤسسة العسكرية وعن طريقه جنى كثير مِن القادة الأموال على حساب المراتب الأخرى وعلى حساب النقص في الأعداد الكافية التي يجب توافرها في النقاط العسكرية وخير مثال اللواء السادس من الفرقة الثالثة الذي تعداده على الورق 2500مقاتل وعلى أرض الواقع 500 مقاتل ، وكذلك عرج التقرير على موقف الحكومة وانها لم تكن تتوقع ما حدث وكان تعويلها على القوات المتواجدة في الموصل للقضاء على أيِّ تحرك أُو تمرُّد مسلح وكل تقديراتها كانت خاطئةً.
.....................................................
(1) http;//www.businessinsider.com/how-isis-managed-to-take-mosul-2014-10.
(2) Ibid
(3)Ibid
(4) Ibid.
(5)http;//www.businessinsider.com/how-isis-managed-to-take-mosul-2014-10.
(6) Ibid.
(7) http://www.businessinder.com/how -isis-managed-to-take-mosul-2014-10/by Reuters/Ned parker, Isabel Coles and Raheem Slam.
الاكثر قراءة في قيام الجهورية العراقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة