صحيفة الواشنطن بوست
المؤلف:
د. يونس عباس الياسري
المصدر:
موقف المرجعية الدينية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمدة (9 ــ 16 حزيران 2014)
الجزء والصفحة:
ص 105 ــ 107
2025-08-24
418
قَّدمت صحيفة الواشنطن بوست (1) تقريراً مفصلاً تناولت فيه دعوة السيد السيستاني لحمل السلاح تحت عنوان "الدعوة إلى حمل السلاح تذكر بقوة آية الله علي السيستاني".
أهتَّم الرأي العام الأمريكي منذ مدة طويلة بالمواقف التي تصدر عن آية الله العظمى علي السيستاني المرجع الديني الأعلى في العراق والدعوة لحمل السلاح تُذّكر بقوة السيستاني التي يمكن أستثمارها في ظل الظروف الصعبة التي يعيش فيها العراق، فمع تقدُّم المُقاتلينَ المُتطَّرفينَ وسرعتهم في السيطرة على مختلف المناطق والمدن شمال العراق، أوجزّ ممثل السيستاني في مدينة كربلاء التدخل الواضح للسيستاني بالقول: إنَّ الدفاع عن البلاد ضد الإرهابيين هدف مقدس ومُنْ يموت دفاعاً عن ذلك يُعدُّ شهيداً (2).
وتناولت الصحيفة جوانب من حياة السيد السيستاني (3) وأوضحت انعزاله في زمن نظام صدام حسين وابتعاده عن الحراك سياسي، فيما أصبح المرشد الديني والسياسي بعد سقوط نظام صدام حسين ومرجع معظم شيعة العراق وكلماته اليوم ودعوته للقتال تُعد تطوراً مهماً في مسيرة السيستاني الذي لعب الدور الأبرز في رسم السياسة العراقية، وطالما وقف بوجه الاستفزازات الطائفية المتكررة الي عصفت بالبلاد... (4).
وُلد من عائلة دينية إيرانية، وهاجر إلى العراق وقضى شبابه في تحصيل الدراسة الدينية في مدينة النجف (5)، وصمته وانعزاله عن السياسة أنقذاه من حكم الدكتاتور المتوحش صدام حسين، وفي التغيير الجديد منذ عام 2003 توسعتْ سلطته الدينية والسياسية وكثير من الطائفة الشيعية ترجع إلى فتاويه وتعليماته (6).
تقرير آخر للصحيفة قدمه لوفدي مورس في 13 حزيران، جاء فيه: إنَّ دعوة يوم الجمعة لحمل السلاح يمكن أنْ تُنذرَ بمواجهة طائفية في العراق لاسيما بعد دعوة الحكومة ورجل الدين الشيعي الأعلى لحمل السلاح ضد المقاتلين المتطرفين من السنة وهذه الدعوة يمكن أن تُحِدث انقساماً في القوات العسكرية والأمنية على أسس طائفية، وترافقت الدعوة مع طلب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة العراقية بضرورة الوحدة وتجنب الانقسام الطائفي (7).
ذكر الكاتب إنَّ السيستاني الذي عمل جاهداً وفي مرات عدة على سحب العراق من أتُون الحرب الطائفية (لم تكن دعوته موفقه) , والتي دعا فيها ممثله كل شخص قادر على حمل السلاح أنْ ينهض لمقاتلة المسلحين , واستطرد في نقل ما ذكره الشيخ الكربلائي (على المواطنين الذين يتمكَّنونَ من حمل السلاح دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق الغرض المقدس ), وتناول زيارة رئيس الوزراء إلى سامراء بالقول : أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي المتهم من الكثيرين باتباع سياسة الانقسام الطائفي من أجل التمسُكِ بالسلطة , اختار زيارة الضريح المقدس في سامراء يوم الجمعة ويمكن أنْ نفهمَ من زيارته التأكيد على البعد الطائفي ولم يختر موقعاً يتناسب مع موقعه كرئيس حكومة عليه أن يُقدم رسالة وطنية تطمئن الجميع(8).
مقال آخر ركَّزَ على دعوة آية الله العظمى علي السيستاني القائد الروحي للشيعة، وإصداره بياناً دعا فيه كل العراقيين الالتحاق بالقوات المسلحة دفاعاً عن الأمة العراقية، وعلى الرغم من تركيز وتأكيد السيستاني الانخراط في صفوف الجيش العراقي، فإن البيان استغِلَ مِن أطراف عدةٍ لتكوين قوات شيعية.
ذكر جون كول إنَّ سقوط الموصل وتكريت والفلوجة ومناطق أخرى بهذه السرعة لا يعني سقوط بغداد يكون بسهولة , وما حققه المتمردون لن يحصلوا عليه في بغداد وفي حال عدم تغير لغة الخطاب المتطرف الموجه للطائفة الشيعية , فإنَّ المتمردين سوف يفشل مشروعهم حتى لو حققوا نصراً في مناطق مؤيدة لهم في بغداد , لاسيما أنَّ آية الله العظمى علي السيستاني صاحب أعلى سلطة في العراق دعا العراقيين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي للدفاع عن العراق ولاقت دعوته في ساعاتها الأولى استجابة آلاف المتطوعين من مختلف الأحزاب الدينية , حتى أنَّ جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر شكل أفواجاً للدفاع عن بغداد والمدن المقدسة ضِدَ أي تقدم مُحتمَل لتنظيم الدولة(9).
تكمَّنُ الأهمية في دعوة السيستاني ابتعادها عن الروح الطائفية فهو لم يُشر إلى مصطلح الجهاد أو أي مناشدة ذات فحوى طائفية في بيانه مع خطورة الوضع القائم , ودعا العراقيين للالتحاق بالجيش العراقي وليس بأحزاب سياسية لها قواعد ذات أبعاد ميليشية وناشد الحفاظ على الوحدة الوطنية والشعور الوطني ووفق بشكل جيد بدعوة التنظيم بالإرهابيين ليفضح محاولات ربطهم بالإسلام والمبادئ الإسلامية في العالمين العربي والاسلامي , وكرَّرَ السيستاني إنَّ الدفاعَ عن الوطن مهمةُ الجميع وهذه الرسالةَ عندما تصدر من الشخصية المبجلة ذات الوقار الرفيع سوف يتردَّد صداها بعيداً ، حتى لو لم يشير إلى رئيس الوزراء بشكل مباشر ولكن بياناته السابقة ومِن منبر الجمعة حملته بشكل كبير جزءاً مِن أخطاءِ النظام السياسي الذي أثار الطائفية في السنوات الأخيرة (10).
...........................................................
1 واشنطن بوست The Washington Post: صحيفة يومية أمريكية أُسست في 6 كانون الأول 1877، تصدر في العاصمة الأمريكية واشنطن وأكثر الصحف انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، تركز بصفة خاصة على السياسة المحلية، وتطبع في كل من واشنطن العاصمة وولايتي ماريلاند وفرجينيا. وحصلت على 47 جائزة بوليتزر، 6 منها مُنحت في عام 2008 للمزيد ينظر:
The Washington Post: Breaking News, World, US, DC News ...https://www.washingtonpost.com
واشنطن بوست - ويكيبيدياhttps://ar.wikipedia.org.
2 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
3 للمزيد عن حياة السيد السيستاني ينظر: محمد صادق بحر العلوم، الامام السيستاني شيخ المرجعية المعاصرة في النجف الاشرف، (بيروت، دار المحجة البيضاء، 2009).
4 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
5 للمزيد عن المؤسسة الدينية في النجف: محمد الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، (النجف الاشرف، دار الاضواء، ط1، 1994)؛ علي احمد البهادلي، الحوزة العلمية في النجف معالمها وحركتها الاصلاحية 1920-1980، (بيروت، دار الزهراء للطباعة والنشر، 1993).
6 للمزيد عن فتاويه ينظر: السيد علي السيستاني، منهاج الصالحين، (بيروت، دار المؤرخ العربي، 2008).
7 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
8 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
9 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
10 http://www.washingtonpost.com-call-to-arms/ Call to arms a reminder of the power of Iraq’s Ayatollah Ali al- Sistani.
الاكثر قراءة في قيام الجهورية العراقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة