وكالات الأنباء والصحف البريطانية (صحيفة الديلي ستار)
المؤلف:
د. يونس عباس الياسري
المصدر:
موقف المرجعية الدينية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمدة (9 ــ 16 حزيران 2014)
الجزء والصفحة:
ص 114 ــ 117
2025-08-25
434
كتَبتْ صحيفة الديلي ستار البريطانية(1) في عددها الصادر يوم الجمعة 13 حزيران 2014 مقالاً تحت عنوان : آلاف العراقيين يتطوعون لمقاتلة المسلحين ، وذكرت التحاق آلاف المقاتلين لمواجهة تقدُّم المسلحين من المتشددين العرب السنة , وأوردت قصص بطولية عن اول يوم للتطوع , ونقلت عن مواطن خلافه مع زوجته التي عارضت خروجه للقتال , وذلك لأنَّها لا تعي خطورة الموقف الذي تمر به البلاد ، وأوضحت الصحيفة إنَّ الهجوم بقيادة (الجهاديين ) من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والذين أحكموا السيطرة على مدينة الموصل وأجزاء من تكريت ، ويحثون الخطى باتجاه بغداد , وبسبب عدم قدرة القوات العسكرية على وقف تقدمهم , أدت برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوة الحكومة لتسليح المواطنين , وفي العودة إلى مواقف المواطنين نقلت عن رجل عمره 37 عام متزوج منذ شهرين وقد أسرع باتجاه مراكز التطوع وذكر للمراسل " إن بقيت حبيس داري وكذلك فعل الآخرون ، مَنِ الذي يقوم بالدفاع عن وطنه وشرفه؟" وبجانبه والد زوجته خدم في الجيش العراقي سابقاً، قال: سمعت بفتح أبواب التطوع لجميع الأعمار فقررت التطوع والمشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة (2).
وفي حديثه لأحد مراسلي الصحيفة ذكر أحدُ قادة مراكز التطوع زيادة وتيرة التطوع باضطراد وشملت مختلف الأعمار , ونقلت عن مراسل آخر أن المشاركة في التطوع مُنحت زخماً كبيرا بعد بيان المرجع الديني الأعلى علي السيستاني الشخصية الدينية التي لا تضاهى من حيث السمعة والوقار والاجلال ، فأتباعه عددهم بالملايين داخل العراق وخارجه , وفي خطبة الجمعة قدّم ممثله في مدينة كربلاء المقدسة بياناً تناول فيه التطورات الأمنية والسياسية التي عصفت بالبلاد ونقل عن المرجع الأعلى الذي يفوق تأثيره أي شخصية سياسية "على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم , التطوع للانخراط في القوات الأمنية دفاعاً عن الغرض المقدس والذي يُضحي دفاعاً عن وطنه وعائلته وشرفه يُعد شهيداً" ، تابع المراسل نقل مشاعر المواطنين وهم يتقدمون لتسجيل أسمائهم في قوائم التطوع فمحمد صالح تقاعد سنة 2010 , جاء للتطوُّعِ وهو مُستعد للخدمة ثانية من أجل الوطن وهو مستعد للدفاع عن بلده وحبه لوطنه عاد به ثانية لينخرط في صفوف القوات العسكرية ونقل عنه "لن أبقى لكي أرى الإرهابيين يسيطرون على بلادي , والعراق اليوم في خطر كبير وسوف نقدم الغالي والنفيس للدفاع عن بلدنا العراق "(3).
مواطن آخر بدا عليه التعب مع أنّ عمره لا يتجاوز الـ 25 عاماً، عمل سائقَ تكسي ليوفر لزوجته وطفليه الطعام ولا يطمح في الكثير جاء ملبياً نداء الوطن يُردد: أريد أن أحمي وطني ولست بحاجة إلى راتب فعملي في سيارة الأجرة يكفيني وأشكر الله عليه، وسألناه عن وجهة نظر عائلته في تطوعه في هذه الظروف العصيبة فأخبرنا" الكل لديه ثقة بالله الذي منحنا فرصة تاريخية لن تتكرر لمقاتلة المُتطرفينَ "(4).
نشرت صحيفة في 13 / 6 / 2014 تقريراً تحت عنوان : فوضى كبيرة في العراق ، والسيستاني دعا لحمل السلاح جاء فيه : دعا رجل الدين الشيعي الأعلى في العراق اتباعه لحمل السلاح ضد المُتمردينَ والذين هدفهم الاطاحة برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، ومن الممكن أن يدفع إلى نزاع مفتوح يهدد بانزلاق البلاد في حرب أهلية, وفي تدخل نادر من على منبر صلاة الجمعة في مدينة كربلاء المقدسة تم إعلان بيان عن آية الله العظمى علي السيستاني , صاحب السلطة العليا في العراق , طالب فيه المواطنين الاتحاد ضد تقدم المسلحين من تنظيم الدولة في العراق وسوريا (5).
ازداد الأمر خطورة بعد اندلاع اشتباكات في مدينة ديالى بين متمردين سنة ومتطوعين شيعة وحدث الصدام في مدينة العظيم حوالي 90 كم شمال بغداد وفي المقدادية حوالي 80 كم شمال شرق العاصمة وكثرت الشائعات ان وجهتهم بغداد لإعادة الخلافة الإسلامية، وذكر ممثل آية الله السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي (إنَّ المواطنين القادرين على حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم وأماكنهم المقدسة عليهم التطوع والالتحاق بالقوات الأمنية لتحقيق الغرض المقدس ... ومن يُقتلُ ضد تنظيم الدولة يُعد شهيداً).
ذكرت الصحيفة تعزيز تقدم تنظيم الدولة بمناصرة ضباط البعث السابقين الموالين لرئيس السابق صدام حسين ومجاميع مسلحة وقبائل معارضة لسياسة المالكي، وسقطت المدينة تلو المدينة بأيدي المسلحين، ومن المعروف إنَّ مدينة الموصل البالغ عدد سكانها حوالي 2 مليون نسمة يتواجد فيها تنظيم الدولة وتنظيم جيش النقشبندية بقيادة عزت إبراهيم، وقد تطَّرفَ هؤلاء بعد عدم عودتهم إلى الجيش العراقي بعد 2003 وساهمت الحدود الواسعة المفتوحة مع سوريا بعودة نشاط البعثيين وكذلك قوة النظام الراديكالي الاسلامي المتشدد (6).
يبدو أنَّ هناك صلة بين تنظيم الدولة وضباط من جيش النظام السابق إذ ذكر احد الضباط ان تنظيم الدولة اتصل قبل ثلاثة أيام من سقوط الموصل وطلب منهم الانضمام إليه وذكر الضابط أنهم كانوا مترددين للالتحاق بهم بسبب عدم القناعة على قدرة هؤلاء على دحر القوات العسكرية المتواجدة في الموصل وبعد دخول التنظيم وطرده للقوات العسكرية في عدة ساعات قرروا الانضمام إلى تنظيم القاعدة والعمل على إبعاد قوات المالكي خارج الموصل ، ويمكن أن يهدد خطر تقدم تنظيم الدولة الجمهورية الإسلامية في إيران والتي قاتلت حكومة صدام حسين المدعومة أمريكياً ولكن خطر تنظيم الدولة يمكن أن يجبر إيران على التعاون مع الشيطان الأكبرَ ضد تنظيم الدولة لاسيما بعد أن اتجه بعد الموصل وتكريت إلى ديالى والسعدية وجلولاء(7).
...................................................
(1) ديلي ستار هي صحيفة يومية صحيفة شعبية تنشر من الاثنين إلى السبت في المملكة المتحدة منذ 2 نوفمبر 1978 للمزيد ينظر
The Daily Star: Home of Fun Stuffhttps://www.dailystar.co.uk
Daily star, Wikipediahttps://emirate.wiki
(2) Baghdad, June 13, 2014. REUTERS/Mushtaq Muhammed, Jun. 13, 2014 | 04:09 PM Thousands of Iraqis volunteer to battle militants byAmmar Karim| Agence France Presse
(3) Baghdad, June 13, 2014. REUTERS/Mushtaq Muhammed, Jun. 13, 2014 | 04:09 PM Thousands of Iraqis volunteer to battle militants byAmmar Karim| Agence France Presse
(4) Baghdad, June 13, 2014. REUTERS/Mushtaq Muhammed, Jun. 13, 2014 | 04:09 PM Thousands of Iraqis volunteer to battle militants byAmmar Karim| Agence France Presse
(5) www.dailystar.com.lb/.../259987-sistani-issues-call-to-arms-against-ir../ Further chaos in Iraq, Sistani issues call to arms.
(6) www.dailystar.com.lb/.../259987-sistani-issues-call-to-arms-against-ir../ Further chaos in Iraq, Sistani issues call to arms.
(7) www.dailystar.com.lb/.../259987-sistani-issues-call-to-arms-against-ir../ Further chaos in Iraq, Sistani issues call to arms
الاكثر قراءة في قيام الجهورية العراقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة