صحيفة الديلي تلغراف
المؤلف:
د. يونس عباس الياسري
المصدر:
موقف المرجعية الدينية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للمدة (9 ــ 16 حزيران 2014)
الجزء والصفحة:
ص 117 ــ 119
2025-08-25
455
تناولت صحيفة الديلي تلغراف (1) الأوضاع المعقدة في العراق وعنونت تقريرها: الأزمة في العراق مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يندفعون باتجاه بغداد، ونقلت تركيز وكالات الأنباء العالمية على دعوة لآية الله العظمى علي السيستاني القائد الروحي الأكثر تأثيراً على الغالبية الشيعية في العراق، دعا فيها إلى حَملِ السلاح ضد الإرهابيين، وهو المرجع الأعلى المُوقرُ لدى الملايين ودعوته كانت تمثل حلماً للسياسيين الشيعة في أصعب الأوقات التي يمرون فيها، وسوف تمنح زخماً كبيراً للتطوع (2).
قدمت الصحيفة بيان المرجعية الذي تلاه الشيخ عبد المهدي الكربلائي "على المواطنين الذين يتمكنونَ مِن حَملِ السلاح دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية تحقيقاً للغرض المقدس ... وإنَّ الذي يضحَّيُ دفاعاً عن وطنه وعائلته وشرفه يُعد شهيداً " وذكرت أنَّ البيان جاء بعد التدهور الأمني الكبير الذي شهده العراق لاسيما بعد استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية والمجاميع المتحالفة معه على ثلاث محافظات بعد فِرارِ القوات العسكرية تاركةَ تجهيزاتها العسكرية في ساحات القتال (3).
من الواضح تناول كثيراً من الصحف العالمية شخصية آية الله العظمى السيستاني ودوره السياسي في العراق ومكانته العلمية والشعبية لكي توضح لقرائها السبب في سرعة استجابة المواطنين في الدفاع عن بلادهم , فصحيفة التلغراف تناولت حياة السيد السيستاني وأوردت بواكير حياته في إيران ودراسته الدينية وهجرته إلى العراق للدراسة في حوزتها العلمية في النجف الأشرف وتسنَّمه موقع المرجعية العليا منذ سنة 1992 وانعزاله عن السياسة حتى سقوط نظام صدام حسين , ثم بعد ذلك تدخله في الشأن السياسي ما بعد 2003 (4), وموقفه الحاسم لوقف النزاع الطائفي (2006 – 2008) وحثه على كتابة الدستور بأيــدٍ عراقية ورغبته في إشراك الامم المتحدة وإدارتها للعملية السياسية في العراق وتدخله لفض القتال بين جيش المهدي والقوات العراقية المدعومة أمريكياً بعد أن تركز النزاع في المدن المقدسة كربلاء والنجف , ورحلته العلاجية إلى لندن واستقباله استقبال الأبطال ومساهمته في وقف هجوم القوات الأمريكية على قوات جيش المهدي المُتمركِزة في ضريح الإمام علي , وأنه على كبر سنه لم يملْ أو يكلْ عن المطالبة بإقامة انتخابات ديمقراطية منذ إنهيار حكم صدام حسين ، والرجل الكبير في موقعه ومكانته المتواضع الناسك في بيته ومكتبه لم يتردد في جعل ذلك المكان المتواضع قاعدة للإرشاد والتوجيه والمطالبة بإقامة حكومة تستند في شرعيتها على صناديق الانتخابات .
وفي ختام تقريرها أوردت الصحيفة وجهة نظر الباحث روي ستيوارت إنَّ السيستاني الشخصية الأبرز والمحرك الأساس في توجيه العملية السياسية في العراق وعُرف بدقته في كل توجيه وبيان يصدر عنه , ولذلك فإنَّ دعوته( للشيعة) لحمل السلاح سوف يكون لها أكبر الأثر في العراق , ونقلت وجهة نظر أخرى تَخوف كاتبها من أن الدعوة سوف تؤثر بزيادة العنف الطائفي (5)، ويمكن القول إنَّ وجهتي النظر مقبولتانِ ولكن في الأولى لم يذكر بيان السيد السيستاني أي اشارة لا من قريب ولا من بعيد لكلمة الشيعة أو دعوة الشيعة فقط للتطوع , ووجهة النظر الثانية كانت أكبر تخوف يراود الكثيرون في الداخل والخارج.
وفي موضوع متصل تحت عنوان : رجل الدين الشيعي دعا لتشكيل حكومة جديدة ، تناول كاتب التقرير دعوة السيد السيستاني لحمل السلاح فذكر أنَّ السيستاني ولد في إيران وهو يعيش في العراق ولا يرغب في المقابلات التلفزيونية وقليلاً ما يخرج من بيته ، ولاقت دعوته استجابة آلاف المتطوعين لقتال تنظيم الدولة , وهناك من تخوف في زيادة العنف الطائفي في البلاد ، ولكن رفض مكتب اية الله السيستاني في النجف هذه التأويلات وذكر ممثله السيد احمد الصافي أنَّ الدعوة للتطوع تهدف إلى دعوة العراقيين من جميع الطوائف لحمل السلاح وليس لها اساس طائفي ولن يكون لها ذلك (6) .
يتمتع السيستاني بمكانة كبيرة في الأوساط الشيعية والسنية بعد ان كان موقفه واضحاً سنة 2006 ودعا لإنهاء الاقتتال وعدم التحريض وعامل الجميع من السنة والأكراد والمسيح وجميع الأقليات الأخرى على حد سواء، عُدِّ الدفاعُ عِن البلاد مسؤوليةً قانونيةً وشرعيةً ووطنية وأكًدَ مُمثِلهُ على ملأ الفراغ الذي حدث في القوات الأمنية وعدم تشكيل قوات رديفة للجيش العراقي (7).
.............................................................
(1) ديلي تلغراف The Daily Telegraph: صحيفة يومية بريطانية وطنية نُشرت في لندن بواسطة مجموعة تلغراف للإعلام الموزعة عبر المملكة المتحدة والعالم، تأسست بواسطة آرثر بي سليغ في عام 1855 كصحيفة التلغراف والساعي. وقد وصفت صحيفة التلغراف كصحيفة سجل، لديها سمعة دولية من حيث جودتها للمزيد ينظر
The Telegraph - Telegraph Online, Daily Telegraph, Sunday ...https://www.telegraph.co.uk
ديلي تلغراف - https://ar.wikipedia.org.
(2) http://www.telegraph.co.uk/news/word news, middleast Iraq/Iraq-crisis - ISIS.byNed Parker Raheem Salman| Reuters
(3) http://www.telegraph.co.uk/news/word news, middleast Iraq/Iraq-crisis - ISIS.byNed Parker Raheem Salman| Reuters
(4) للمزيد ينظر، حامد الخفاف، النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية، (بيروت، دار المؤرخ العربي، 2018).
)5( http://www.telegraph.co.uk/news/word news ,middleast Iraq/Iraq-crisis - ISIS.byNed ParkerRaheem Salman| Reuters
(6) Ibid
(7( Ibid
الاكثر قراءة في قيام الجهورية العراقية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة