الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة أبي عبد الله الشديد
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج6، ص:168-169
2024-09-21
592
ومن نثر لسان الدين ما ذكره في ( الإحاطة ) في ترجمة أبي عبد الله الشديد وهو محمد بن قاسم بن أحمد بن إبراهيم الأنصاري الحياني الأصل ثم المالقي
إذ قال ما صورته
جملة جمال " من خط حسن واضطلاع بحمل كتاب الله ، بلبل دوح السبع المثاني ،
وطيب النغمة ، اقتحم لذلك دسوت الملوك ، وجر أذيال الشهرة " ، عذب الفكاهة ، ظريف المجالسة ، قادراً على المحاكاة ، متسوراً حمى الوقار ، ملبياً داعي الانبساط ، قلد شهادة الديوان بمالقة فكان مغار حبل الأمانة ، شامخ مارن النزاهة ، لوحاً للألقاب ، وعززت ولايته ببعض الألقاب النبيهة ، وهو الآن الناظر في أمور الحسبة ببلده ، ولذلك خاطبته برقعة أداعبه بها وأشير إلى أضداده بما نصه :
يا أيها المحتسب الجزل ومن لديه الجد والهزل يهنيك والشكر لمولى الورى ولاية ليس لها عزل
كتبت أيها المحتسب ، المنتمي إلى النزاهة المنتسب ، أهنيك ببلوغ تمنيك ، وأحذرك
168
من طمع نفس بالغرور تمنيك ، فكأنني بك وقد طافت بركابك الباعة ، ولزم أمرك السمع والطاعة ، وارتفعت في مصانعتك الطماعة ، وأخذت أهل الريب بغتة كما تقوم الساعة ، ونهضت تقعد وتقيم ، وسطوتك الريح العقيم ، وبين يديك القسطاس المستقيم ، ولا بد من شرك ينصب ، وجماعة على ذي جاه تعصب ، ودالة يمت بها الجناب الأخصب ، فإن غضضت طرفك ، أمنت على الولاية صرفك ، وإن ملأت ظرفك 2 ، رحلت عنها حرفك ، وإن كففت فيها كفك، حفك العز فيمن حفك ، فكن لقالي المجبنة قالياً ، ولحوت السلة سالياً ، وأبد لدقيق الحوارى زهد حواري ، وازهد فيما بأيدي الناس من العواري ، وسر في اجتناب الحلواء ، على السبيل السواء ، وارفض في الشواء ، ، دواعي الأهواء ، وكن على الهراس ، وصاحب ثريد الراس شديد المراس، وثب على طبيخ الأعراس ليئاً مرهوب الافتراس ، وأدب أطفال الفسوق في السوق ، لا سيما من كان قبل البلوغ والبسوق ، وصمم على استخراج الحقوق، والناس أصناف فمنهم خسيس يطمع منك في أكلة ، ومستعد عليك بوكزة أو ركلة ، وحاسد في مطية تركب وعطية تسكب ، فاخفض للحاسد جناحك ، وسدد إلى حربه رماحك ، وأشبع الخسيس منهم مرقة فإنه حنق ، ودس له فيها عظماً لعله يختنق ، واحفر لشريرهم حفرة عميقة ، فإنّه العدو حقيقة ، حتى إذا حصل ، وعلمت أن وقت الانتصار قد اتصل ، فأوقع وأوجع ولا ترجع ، وأولياءه من الشياطين * فافجع ، والحق أقوى ، وأن تعفو أقرب للتقوى ، سددك الله تعالى إلى غرض التوفيق ، وأعلقتك من الحق بالسبب الوثيق وجعل قدومك مقرونا برخص اللحم والزيت والدقيق.