الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
رسالة إلى مبارك بن إبراهيم
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج6، ص:400-402
2024-12-11
172
رسالة إلى مبارك بن إبراهيم
ومن كلام لسان الدين رحمه الله تعالى قوله في مخاطبة شيخ العرب مبارك بن إبراهيم رحمه الله تعالى:
ساحات دارك للضياف مبارك وبضوء نار قراك يهدي السالك
ونوالك المبذول قد شمل الورى طرا وفضلك ليس فيه مشارك
قل للذي قال الوجود قد انطوى والبأس ليس له حسام فاتك
والجود ليس له غمام هاطل والمجد ليس له همام باتك
جمع الشجاعة والرياحة والندى واليأس والرأي الأصيل مبارك
400
للدين والدنيا وللشيم العلا والجود إن شح الغمام السافك
عند الهياج ربيعة بن مكدم في الفضل والتقوى الفضيل ومالك
ورث الجلالة عن أبيه وجده فكأنهم ما غاب منهم هالك
فجياده للآملين مراكب وخيامه للقاصدين أرائك
فإذا المعالي أصبحت مملوكة أعناقها بالحق فهو المالك
يافارس العرب الذي من بيته حرم لها حج به ومناسك
يا من يبشر باسمه قصاده فلهم إليه مسارب ومسالك
أنت الذي استأثرت فيك بغبطي وسواك فيه مآخذ ومتارك
لا زلت نورا يهدي بضيائه من جنة للروع ليل حالك
ويخص مجدك من سلامي عاطر كالمسك صاك به الغوالي صائك
الحمد لله تعالى الذي جعل بيتك شهيرا وجعلك للعرب أميرا وجعل
اسمك فالا ووجهك جمالا وقربك جاها ومآلا وآل رسول الله صلى الله
عليه وسلم لك آلا أسلم عليك يا أمير العرب وابن أمرائها وقطب سيادها
وكبرائها وأهنيك بما منحك الله تعالى من شهرة تبقى ومكرمة لا يضل
المتصف بها ولا يشقى إذ جعل خيمتك في هذا المغرب على اتساعه واختلاف أشياعه مأمنا للخائف على قياس المذاهب والطوائف وصرف الألسنة الى مدحك والقلوب الى حبك وما ذلك إلا لسريرة لك عند ربك ولقد
كنت أيام تجمعني وإياك المجالس السلطانية على معرفتك متهالكا وطوع الأمل
سالكا لما يلوح لي على وجهك من سيما المجد والحياء والشيم الدالة على العلياء وزكاء الأصول وكرم الآباء وكان والدي - رحمه الله تعالى - قد عين للقاء
401
خال السلطان قريبكم لما توجه في الرسالة إلى الأندلس نائباً في تأنيسه عن مخدومه ، ومنوهاً حيث حل بقدومه ، واتصلت بعد ذلك بينهما المهاداة والمعرفة ، والوسائل المختلفة ، فعظم لأجل هذه الوسائل شوقي إلى التشرف بزيارة ذلك الجناب الذي حلوله شرف وفخر ، ومعرفته كنز وذخر ، فلما ظهر الآن لمحل الأخ الكذا القائد فلان اللحاق بك، والتعلق بسببك ، رأيت أنه قد اتصل بهذا الغرض المؤمل بعضي والله تعالى ييسر في البعض ، عند تقرير الأمن وهدنة الأرض. وهذا الفاضل بركة حيث حل لكونه من بيت أصالة وجهاد ، وماجداً وابن أمجاد : ، ومثلك لا يوصى بحسن جواره ، ولا ينتبه على إيثاره ، وقبيلك في الحديث – من العرب - والقديم ، وهو الذي أوجب لها مزية التقديم ، لم يفتخر قط بذهب يجمع ، ولا ذخرٍ يُرفع ، ولا قصر يبني ، ولا غرس يجنى
إنما فخرها عدو يغلب ، وثناء يجلب ، وجزور ينحر ، وحديث يذكر ،
وجود على الفاقة ، وسماحة بحسب الطاقة ، فلقد ذهب الذهب ، وفي النشب وتمزقت الأثواب ، وهلكت الخيل العراب ، وكل الذي فوق التراب تراب ،
وبقيت المحاسن تروى وتنقل ، والأعراض تجلى وتصقل ، والله در الشاعر إذ يقول :
وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى
هذه مقدمة إن يسر الله تعالى بعدها لقاء الأمير
الضمير :
،فيجلي اللسان عما في
ومدحي على الأملاك مدح، وإنما رأيتك منها فامتدحت على وسمي
وما كنتُ بالمهدي لغيرك مدحتي ولو أنه قد حل" في مفرق النجم
402