1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

رسالة إلى عامر الهنتاتي

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص: 414-416

2024-12-12

171

 

رسالة إلى عامر الهنتاتي      

- ومن  إنشاء  لسان  الدين  رحمه  الله  تعالى ما خاطب  به الرئيس عامر

ابن محمد بن علي الهنتاتي معزيا له  عن  أخيه عبد العزيز:

أبا ثابت  كن في  الشدائد  ثابتا              أعيذك أن  يلفى  حسودك  شامتا

عزاؤك عن عبد العزيز هو الذي             يليق بعز منك أعجز ناعتا

فدوحتك  الغناء  طالت  ذوائبا                   وسرحتك  الشماء  طابت  منا بتا

لقد هد  أركان الوجود مصابه                   وأنطق  منه  الشجو  من كان   صامتا 

فمن  نفس  حر  أوثق الحزن كظمها            ومن نفس  بالوجد  أصبح  خافتا

هو الموت للإنسان  فصل لحده                     وكيف  ترجي  أن تصاحب  مائتا

وللصبر  أولى   أن يكون  رجوعنا                  إذا  لم نكن  بالحزن  نرجع  فائتا

اتصل  بي أيها   الهمام وبدر   المجد   الذي  لا يفارقه  التمام  ما جنته  على

عليائك  الأيام  واقتنصه   محلق  الردى   بعد  أن طال  الحيام  وما  استأثر  به   الحمام   فلم   يغن   الدفاع  ولا نفع   الذمام   من وفاة    صنوك  الكريم  الصفات  وهلاك  وسطى  الأسلاك وبدر  الاحلاك  ومجير  الأملاك   وذهاب  السمح

الوهاب  وأنا  لديغ  صل  الفراق  الذي  لا يفيق  بألف  راق  وجريح  سهم

                                            414

البين ، ومجاري العيون الجارية بدمع العين ، لفقد أنيس سهل على مضض النكبة ، ونحتى ليث الخطب عن فريستي بعد صدق الوثبة ، وآنسني في الاغتراب ، وصحبني إلى منقطع التراب ، وكفل أصاغري خير الكفالة ، وعاملني من حسن العشرة بما سجل عقد الوكالة ، انتزعه الدهر من يدي حيث لا أهل ولا وطن ، والاغتراب قد ألقى بعطن ، وذات اليد يعلم حالها من يعلم ما ظهر وما بطن ، ورأيت من تطارح الأضاغر على شيلو الغريب ، النازح عن النسيب والقريب ، ما حملني على أن جعلت البيت له ضريحاً ، ومدفناً صريحاً ، لأخدع من يرى أنه لم يزل مقيماً لديه ، وأن ظل شفقته منسحب عليه ، فأعيا مصابي عند ذلك القرح ، وأعظم الظمأ البرح ، ونكأ القرح القرح ، إذ كان ركناً قد بنته لي يد معرفتك ، ومتصفاً في البر بي والرعي لصاغيتي بكريم صفتك ، فوالهفا عليه من حسام ، وعز سام ، وأياد جسام ، وشهرة بين بني حام وسام ، أي جمال خلق ، ووجه للقاصد طلق ، وشيم تطمح للمعالي بحق ، وأي عضد لك يا سيدي الأعلى لا يهن إذا سطا ، ولا يقهقر إذا خطا، يوجب لك على تحليه بالشيبة ، ما توجبه الهيبة ، ويرد ضيفك آمناً . من الخيبة ، ويسد ثغرك عند الغيبة ، ذهبت إلى الجزع فرأيت مصابه أكبر ، ودعوت بالصبر فولى وأدبر ، واستنجدت الدمع فنضب، واستصرخت الرجاء فأنكر ما روى واقتضب ، وبأي حزن يلقى عبد العزيز وقد جل فقده ، أو يطفأ لاعجه وقد عظم وقده ، اللهم لو بكي بندى أياديه ، أو بغمائم غواديه ، أو بعباب واديه ، وهي الأيام أي شامخ لم تهده ، أو جديد لم تبله وإن طالت المدة ؟ فرقت بين التيجان والمفارق ، والخدود والنمارق ، والطلى والعقود ، والكأس وابنة العنقود د ، فما التعلل بالفان ، وإنما هي إغفاءة أجفان ، والتشبث بالحبائل ، وإنما هو ظل زائل ؟ والصبر على المصائب ، ووقوع سهمها الصائب ، أولى ما اعتمد طلاباً ، ورجع إليه طوعاً أو غلاباً ، فأنا يا سيدي أقيم التعزية ، وإن بوت بمضاعف المرزية 

عتب على القدر، في الورد من الأمر والصدر ، ولولا أن هذا الواقع مما لا

                                                      415

يجدي  فيه الخلصان  ولا  فيه اليراع  ولا الخرصان  لأبلى   جهده  من 

أقرضتموه  معروفا  وكان  بالتشيع  الى  تلك  الهضبة  معروفا  لكنها  سوق لا

ينفق فيها  إلا  سلعة  التسليم  للحكيم  العليم  وطي  الجوانح على المضض  الأليم

ولعمري  لقد  خلدت لهذا  الفقيد  وإن  طمس  الحمام  محاسنه  الوضاحة  لما كبس

منه الساحة صحفا  منشرة  وثغورا  بالحمد   موشرة يفخر  بها  بنوه

ويستكثر  بها مكتسبو الحمد  ومقتنوه  وأنم عماد  البازة  وعلم  المفازة

وقطب  المدار  وعامر الدار  وأسد  الأجمة  وبطل  الكتيبة  الملجمة وكافل

البيت  والسر  على الحي والميت  ومثلك  لا يهدي  الى نهج  لا حب ولا

ترشده  نار  الحباحب  ولا ينبه  على سنن نبي  كريم   أو صاحب  قدرك  أعلى 

وفضلك  أجلى  وأنت  صدر الزمان  بلا  مدافع    وخير   معل  لأعلام الفضل

و رافع ، وأنا وإن آخرة فرض بيعتك لما خصني من المصاب ، ونالني من الأوصاب، ونزل بي من جور الزمان الغصاب ، ممن يقبل عذره الكرم، ويسعه الحرم المحترم، والله سبحانه الكفيل لسيدي وعمادي ببقاء يكفل به الأبناء وأبناء الأبناء، ويعلي لقومه رُتب العزّ سامية البناء، حتى لا يوحش مكان فقيد مع وجوده ، ولا يحس بعض زمان مع جوده ، ويقر عينه في ولده وولد ولده ، ويجعل أيدي مناويه تحت يده ، والسلام

وخاطبه لسان الدين أيضاً بما نصه :

سيدي الذي هو رجل المغرب كله ، والمجمع على طهارة بيته وزكاء أصله، علم أهل المجد والدين، وبقية كبار الموحدين .

بعد السلام الذي يجب لتلك الجلالة الراسخة القواعد، السامية المصاعد ، والدعاء لله أن يفتح لك في مضيقات هذه الأحوال مسالك التوفيق ، ويمسكك من عصمته بالسبب الوثيق ، أعرفك أن جبلك اليوم وقد عظم الرجفان ، وفاض التنور وطغى الطوفان ، تؤمل النفوس الغرقى جودي جوده، وتغتبط غاية

 

 

                                                       416

 الاغتباط  بوجوده  ووالله  لولا  العلائق  التي يجب  لها الالتزام  ما وقع  على خير

قصدك  الاعتزام  والله  تعالى  يمدك  باعانته  على تحمل  القصاد  ويبقي  محلك  رفيع العماد  كثير الرماد ويجعل أبا يحيى  خلفا   منك بعد   عمر النهاية  البعيد  الآماد  ويبقى   كلمة   التوحيد  فيكم   الى يوم  التناد   وحامله  القائد  الكذا معروف  النباهة والجهاد  ومحله   لا ينكر   في الفؤاد   لما اشتبهت  السبل   والتبس   القول  والعمل  لم يجد   أنجى    من الركون  الى جنابك   والتمسك   بأسبابك   والانتظام  في جملة  خواصك  وأحبابك   حتى  ينبلج  الصبح   ويظهر   النجح   ويعظم   المنح  ويكون  بعد هجرته  الفتح  ومثلكم  من قصد  وأمل  وأنضي  إليه   المطي  وأعمل  وأما الذي   عندي  من القيام  بحق  ولا  يؤتيه  الألفاظ  المستعارة والله تعالى المسؤول  في صلة  عز  سيدي  ودوام  سعده  والسلام  عليكم  ورحمة  الله تعالى وبركاته.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي