1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

رسالة من النباهي للسان الدين

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب

الجزء والصفحة:  مج6، ص:118

2024-08-31

779

رسالة من النباهي للسان الدين

ومما خوطب به لسان الدين رحمه الله تعالى ما حكاه في الإحاطة » في ترجمة القاضي أبي الحسن النباهي ، إذ قال ما نصه : وخاطبني بسبتة وأنا يومئذ بسلا بقوله: يا أيتها الآية البالغة وقد طمست الأعلام ، والغرة الواضحة وقد تنكرت الأيام، والبقية الصالحة وقد ذهب الكرام ، أبقاكم الله تعالى البقاء الجميل ، وأبلغكم غاية المراد ومنتهى التأميل ، أبى الله أن يتمكن المقام بالأندلس بعد كم ، وأن يكون سكون النفس إلا عندكم ، سر من الكون غريب ، ومعنى في التشاكل عجيب ، أختصر لكم الكلام ، فأقول بعد التحية والسلام : تفاقمت الحوادث، وتعاظمت الخطوب الكوارث ، واستأسدت الذئاب الأخابث ، ونكث الأكثر من ولد سام وحام ويافث ، فلم يبق إلا كاشح باحث ، أو مكافح عابث ، وياليت شعري من الثالث ؟ فحينئذ وجهت وجهي للفاطر الباعث ونجوت بنفسي لكن منجي الحارث ، وقد عبرت البحر كسير الجناح ، دامي الجراح ، وإني لأرجو الله سبحانه بحسن نيتكم أن يكون الفرج قريباً ، والصنع عجيباً ، فعمادي أعان الله على القيام بواجبه ، هو الركن الذي ما زلت أميل على جوانبه ، ولا تزيدني الأيام إلا بصيرة في الإقرار بفضله والاعتداد به ، وقد وصلني خطاب سيدي الذي جلى الشكوك بنور يقينه ، ونصح النصح اللائق بعلمه ودينه ، وكأنه نظر إلى الغيب من وراء حجاب ، فأشار بما أشار به على سارية عمر بن الخطاب ، ومن العجب أني عملت بمقتضى إشارته ، قبل بلوغ إضبارته ، فلله ما تضمنه مكتوبكم الكريم من الدر ، وحرره من الكلام

                                                    118

 

 

الحر ، وايم الله لو تجسم لكان ملكاً ، ولو تنسم لكان مسكاً ، ولو قبس لكان شهاباً ، ولو لبس لكان شباباً ، فحل مني علم الله تعالى محل البرء من المريض ، وأعاد الأنس بما تضمنه من التعريض ، والكلم المزرية بقطع الروض الأريض ،

،

فقبلته عن راحتكم ، وتخيلت أنّه مقيم بساحتكم ، ثم وردت معينه الأصفى وكلت من بركات مواعظه بالمكيال الأوفى ، وليست بأول أياديكم ، وإحالتكم

على الله فهو الذي يجازيكم ، وبالجملة فالأمور بيد الأقدار ، لا إلى المراد

والاختيار :

وما كل ما ترجو النفوس بنافع ولا كل ما تخشى النفوس بضرارِ

انتهى

قلت : أين هذا الكتاب من الذي قدمناه عنه في الباب الثاني ، حين أظلم بينه وبين لسان الدين الجو وعطفه إلى مهاجاته ثاني ، وسفر في أمره إلى العدوة ، واجتهد في ضرره بعد أن كان له به القدوة ، وقد قابله لسان الدين بما أذهب عن جفنه الوسن ، وألف فيه كما سبق خلع الرسن.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي