الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
من لسان الدين إلى ابن رضوان
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج6، ص:43
2024-05-28
1278
من لسان الدين إلى ابن رضوان
وقال رحمه الله تعالى: مما خاطبت به صدر الفضلاء الفقيه المعظم أبا القاسم ابن رضوان بما يظهر داعيته من فحواه:
مرضت فأيامي لديك مريضة وبرؤك مقرون ببرء اعتلالها فلا راع تلك الذات للضر رائع ولا وسمت بالسقم غر خلالها
وردت علي من فتي التي إليها في معترك الدهر أتحيز ، وبفضل فضلها في الأقدار المشتركة أتميز ، سَحاءة سرت وساءت ، وبلغت من القصدين ما شاءت ، أطلع بها سيدي صنيعة وده من شكواه على كل عابث في السويداء ، موجب اقتحام البيداء ، مضرم نار الشفقة في فؤاد لم يبق من صبره إلا القليل ، ولا من إفصاح لسانه إلا الأنين والأليل ، ونوى مدت الغير ضرورة برضاها الخليل ، فلا تسأل عن ضنين تطرقت اليد إلى رأس ماله ، أو عابد نوزع متقبل أعماله أو آمل ضويق في فذلكة آماله لكني رجحت دليل المفهوم على دليل المنطوق ، وعارضت القواعد الموحشة بالفروق ، ورأيت الخطّ يبهر والحمد الله تعالى ويروق، واللفظ الحسن تومض في حبره للمعنى الأصيل بروق ، فقلت : ارتفع الوصب ، ورد من الصحة المغتصب ، وآلة الحس والحركة العصب ، وإذا أشرق سراج الإدراك دل على سلامة سليطه ، والروح خليط البدن والمرء بخليطه ، وعلى ذلك فلا يقنع بليد احتياطي إلا الشرح ، ففيه يسكن الظمأ البرح ، وعذراً عن التكليف فهو محل الاستقصاء والاستفسار ، والإطناب والإكثار ، وزند القلق في مثلها أورى ، والشفيق بسوء الظن مُغرَى ، وسيدي هو العمدة التي سلمت لي الأيام فيها ، وقالت : حسب آمالك ويكفيها ، فكيف لا أشفق ، ومن أنفق من عينه فأنا من عيني لا أنفق . ، والله لا يحبط سعيي في سؤال عصمتها ولا يخفق، ويرشد إلى شكره على ما وهب منها ويوفق ، والسلام الكريم على سيدي البر الوصول ، الذي زكت منه الفروع لما طابت الأصول وخلص من وده لابن الخطيب المحصول ورحمة الله تعالى وبركاته .