الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
جواب لسان الدين
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج6، ص:14-16
2024-05-28
770
جواب لسان الدين
فراجعه ابن الخطيب بما نصه (1): مولاي خليفة الله بحق ، وكبير ملوك الأرض عن حجة ، ومعدن الشفقة والحرمة ببرهان وحكمة ، أبقاكم الله تعالى عالي الدرجة في المنعمين ، وافير الحظ عند جزاء المحسنين ، وأراكم ثمرة بر أبيكم في البنين ، وصنع لكم في عدوكم الصنع الذي لا يقف عند معتاد ، وأذاق العذاب الأليم من أراد في مثابتكم بإلحاد ، عبدكم الذي ملكتم رقه
الاستقصا والأزهار : تاشكورت.
14
آويتم غربته، وسترتم أهله و وولده، وأسنيتم رزقه، وجبرتم قلبه ، يقبل موطئ الأخمص الكريم من رجلكم الطاهرة ، المستوجبة بفضل الله تعالى لموقف النصر ، الفارعة هضبة العز ، المعملة الخطو في مجال السعد ، وميسرا الحظ ابن الخطيب ، من شالة " التي تأكد بملككم "الرضي احترامها ، وتجدد برعيكم
عهدها ، واستبشر بملككم دفينها ، وأشرق بحسناتكم نورها . وقد ورد على العبد الجواب المولوي البر الرحيم ، المنعم المحسن بما يليق بالملك الأصيل والقدر الرفيع والهمة السامية والعزة القعساء ، من رعي الدخيل والنصرة للأمام والاهتزاز لبر الأب الكريم ، فتاب الرجاء وانبعث الأمل وقوي العضد وزار اللطف ، فالحمد لله الذي أجرى الخير على يدكم الكريمة ، وأعانكم على رعي ذمام الصالحين ، المتوسل إليكم أولاً بقبورهم ومتعبداتهم وتراب أجدائهم ، ثم بقبر مولاي ومولاكم ومولى الخلق أجمعين الذي تسبب " في وجودكم ، واختصكم بحبه ، وغمركم بلطفه وحنانه ، وعلمكم آداب الشريعة ، وأورثكم ملك الدنيا ، وهيأتكم دعواته بالاستقامة إلى ملك الآخرة بعد طول المدى وانفساح البقاء ، وفي علومكم المقدسة ما تضمنت الحكايات عن العرب من النعرة عن طائر داست أفراخه ناقة في
جوار رئيس منهم ، وما انتهى إليه الامتعاض لذلك مما أهينت فيه الأنفس وهلكت الأموال ، وقصارى من امتعض لذلك أن يكون كبعض خدامكم من عرب تامسنا ، فما الظن بكم وأنتم الكريم ابن الكريم ابن الكريم فيمن لحأ أولاً إلى رُحماكم بالأهل والولد عن حسنة تبرعتم بها ، وصدقة حملتكم الحرية
في والاستقصا : ومسير
شالة : تعد اليوم من ضواحي الرباط ، وفيها قبور المرينيين. وإليها لجأ لسان الدين عندما نبت
به الأندلس .
ق : الذي هو سبب .
النفرة ؛ الاستقصا : النصرة .
15
على بذلها ؟ ثم فيمن حط رحل الاستجارة بضريح أكرم الخلق عليكم دامع العين خافق القلب واهي الفزعة ، يتغطى بردائه ، ويستجير بعليائه ، كأنني تراميت عليهم في الحياة أمام الذعر الذي يذهل العقل ويحجب عن التمييز بقصر داره ومضجع رقاده ، ما من يوم إلا وأجهر بعد التلاوة : يا ليعقوب ، يالمرين ، نسأل الله تعالى أن لا يقطع عني معروفكم ، ولا يسلبني عنايتكم ، ويستعملني ما بقيت في خدمتكم ، ويتقبل دعائي فيكم .
لا ولحين وصول الجواب الكريم نهضت إلى القبر المقدس ووضعته بإزائه ، وقلت : يا مولاي ، يا كبير الملوك ، وخليفة الله ، وبركة بني مرين ، صاحب الشهرة والذكر في المشرق والمغرب ، عبدك المنقطع إليك ، المترامي بين يدي قبرك ، المتوصل إلى الله ثم إلى ولدك بك ، ابن الخطيب ، وصله من مولاه ولدك ما يليق بمقامه من رعي وجهك ، والتقرب إلى الله تعالى برعيك ، والاشتهار في مشرق الدنيا وغربها ببرك ، وأنتم من أنتم من إذا صنع صنيعة كملها ، وإذا من منة" تممها ، وإذا أبدى يدا أبرزها طاهرة بيضاء غير معيبة ولا ممنونة ولا منتقضة ، وأنا بعد تحت ذيل حرمتك وظل دخيلك ، حتى يتم أملي ، ويخلص قصدي ، وتحف نعمتك بي ، ويطمئن إلى مأملك قلبي ثم قلت للطلبة : أيها السادة ، بيني وبينكم تلاوة كتاب الله تعالى منذ أيام ومناسبة النحلة وأخوة التأليف بهذا الرباط المقدس والسكنى بين أظهركم ، فأمنوا على دعائي بإخلاص من قلوبكم ، واندفعت في الدعاء والتوسل الذي نرجو أن يتقبله الله تعالى ولا يضيعه ، وخاطب العبد مولاه شاكيراً لنعمته مشيداً بصنيعته مسروراً بقبوله ، وشأنه من التعلق والتطارح شأنه حتى يكمل القصد ويتم الغرض ، معمور الوقت بخدمة يرفعها، ودعاء يردده ، والله المستعان ».
1 ص ف : يا آل يعقوب ، یا آل مرين ؛ ولا خلاف
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)انظر هذه الرسالة في الاستقصا : 30 - 31 والأزهار 1 : 284