الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأستيلاء على طليلطة
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
مج4، ص: 352-353
2024-01-15
1620
الأستيلاء على طليلطة
ومن أول ما اسرد الإفرج من مدن الأندلس العظيمة مدينة طلليطة من يد ابن ذي النون سنة 475 وفي ذلك يقول عبدالله بن فرج اليحصبي المشهور بابن العسال "
يا أهل أندلس حثوا مطيكم فما المقام بها إلا من الغلط
الثوب ينسل من أطرافه وأرى ثوب الجزيرة منسولا من الوسط
ونحن بين عدو لا يفارقنا كيف الحياة مع الحيات في سفط
ويروى صدر البيت الثالث هكذا
من جاور الشر لا يأمن بوائقه كيف الحياة مع الحيات في سفط
وتروى الأبيات هكذا
حثوا رواحلكم يا أهل أندلس فما المقام بها إلا من الغلط
السلك ينثر من أطرافه وأرى سلك الجزيرة منثورا من الوسط
من جاور الشر لا يأمن عواقبه كيف الحياة مع الحيات في سفط
وقال آخر:
يا أهل أندلس ردوا المعار فما في العرف عارية إلا مردات
ألم تروا بيدق الكفار فرزنه وشاهنا آخر الأبيات شهمات
وقال بعض المؤرخين : أخذ الأذفونش طلبطة من صاحبها القادر بالله بن المأمون يحيى بن ذي النون بعد أن حاصرها سبع سنين وكان أخذه لها في منتصف
محرم سنة 478 انتهى وفيه بعض مخالفة لما قبله في وقت أخذها وسيأتي قريبا بعض ما يؤيده قال : وهي مدينة حصينة قديمة أزلية من بناء العمالقة على ضفة النهر الكبير
ولها قصبة حصينة في غاية المنعة ولها قنطرة واحده عجيبة البنيان على قوس واحد والماء يدخل تحته بعنف وشدة جري ومع آخر النهر ناعورة ارتفاعها في الجو تسعون ذراعا وهي تصعد الماء إلى أعلى القنطرة ويجري الماء على ظهرها فيدخل المدينة وطليلة هذه دار مملكة الروم وبها كان البيت المغلق الذي كانوا يتحامون فتحه حتى فتحه لذريق فوجد صورة العرب انتهى
وقد حكى ابن بدرون في شرح العبدونية أن المأمون يحيى بن ذي النون صاحب طليلة بنى بها قصرا تأنق في بنائه وأنفق فيه مالا كثيرا وصنع فيه بحيرة وبنى في وسطها قبة وسيق الماء ‘إلى رأس القبة على تدبير أحكمه المهندسون فكان الماء ينزل من أعلى القبة حواليها محيطا بها متصلا بعضه ببعض فكانت القبة في غلالة من ماء سكب لا يفر والمأمون بن ذي النون قاعد فيها لايمسه من الماء شيء ولو شاء أن يقد فيها الشمع لفعل، فبينما هو فيها إذ سمع منشدا ينشد :
أتيني بناء الخالدين وإنما بقاؤك فيها لو علمت قليل
لقد كان في ظل الأراك كفاية لمن كل يوم يعريه رحيل
فلم يلبث بعد هذا إلا يسيرا حتى قضى نحبه انتهى
وقال ابن خلكان إن طليطلة أخذت يوم الثلاثاء مستهل صفر سنة 478 بعد حصار شديد انتهى
وقال ابن علقمة : إن طليطلة أخذت يوم الأربعاء لعشر خلون من الحرم سنة 478 وكانت وقعة الزلاقة في السنة بعدها انتهى