الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
بين ابن حمديس والحجام والمعتمد
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص:606-607
2023-02-04
1857
بين ابن حمديس والحجام والمعتمد
قال في " بدائع البدائه " ما صورته(1): روى عبد الجبار بن حمديس الصقلي قال صنع عبد الجليل بن وهبون المرسي الشاعر لنا نزهة بوادي إشبيلية ، فأقمنا فيه يومنا ، فلما دنت الشمس للغروب هب نسيم ضعيف غضن وجه الماء ، فقلت للجماعة : أجيزوا :
حاكت الربح من الماء زرد
فأجازه كل منهم بما تيسر له ، فقال لي أبو تمام غالب بن رباح ، الحجاج: كيف قلت يا أبا محمد ؟ فأعدت القسيم له ، فقال:
أي درع لقتال لو جمد
وقد ذكرنا في هذا الكتاب ما يخالف هذا ، فليراجع في محله(٢).
ثم قال صاحب " بدائع البدائه "(3) بعد ما سبق ما صورته : وقد نقله ابن
606
حمديس إلى غير هذا الوصف، فقال:
نثر الجو على الترب برد أي در لنحور لو جمد
فتناقض المعنى بذكر البرد ، وقوله " لو جمد " إذ ليس البرد إلا ما جمده البرد ، اللهم إلا أن يريد بقوله " لو جمد " دام جموده ، فيصح وينعقد على التحقيق.
ومثل هذا قول المعتمد بن عباد يصف فوارة:
ولربما سلت لنا من مائها سيفاً وكان عن النواظر مغمدا
طبعته لحيا فزانت صفحة منه ولو جمدت لكان مهندا
وقد أخذت أنا هذا المعنى ' فقلت أصف روضاً:
فلو دام ذاك النبت كان زبرجدا ولو جمدت أنهاره كن بلورا
وهذا المعنى مأخوذ من قول علي التونسي الإيادي من قصيدته الطائية المشهورة:
اللؤلؤ قطر هذا الجو أم نقط ما كان أحسنه لو كان يلتقط
وهذا المعنى كثير للقدماء ، قال ابن الرومي من قطعة في العنب الرازقي:
لو أنه يبقى على الدهور قرط آذان الحسان الحور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البدائع 1 : ٦٣.
٢- سيجيء ما يخالفه في ترجمة الرميكية في الجزء الرابع من النفح .
۳- ص : ٦٤ - 65.