الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
حكاية مشرقية عن الورد والياسمين
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص:353-354
30-1-2023
1540
حكاية مشرقية عن الورد والياسمين
وتذكرت هنا بذكر الورد ما حكاه الشيخ أبو البركات هبة الله بن محمد النصيبي المعروف بالوكيل ، وكان شيخاً ظريفاً فيه آداب كثيرة إذ قال:
٣٥٣
كنت في زمن الربيع والورد في داري بنصيبين ، وقد أحضر من بستاني من الورد والياسمين شيء كثير ، وعملت على سبيل الولع دائرة من الورد تقابلها دائرة من الياسمين ، فاتفق أن دخل علي شاعران كانا بنصيبين أحدهما يعرف بالمهذب والآخر يعرف بالحسن ابن البرقعيدي ، فقلت لهما : اعملا في هاتين الدائرتين ، ففكترا ساعة ثم قال المهذب:
يا حسنها دائرة ياسمين مشرق
والورد قد قابلها في حلة من شفق
كعاشـق وحبه تغـامـزا بالحـدق
فاحمر ذا من خجل واصفر ذا من فرق
قال : فقلت للحسن : هات ، فقال : سبقني المهذب إلى ما لمحته في هذا المعنى، وهو قولي:
يا حسنها دائرة من ياسمين كالحلي
والورد قـد قابلها في حلة من خجل
كعاشـق وحبه تغامـزا بالمقـل
فاحمر ذا من خجل واصفر ذا من وجل
قال : فعجبت من اتفاقهما في سرعة الاتحاد ، والمبادرة إلى حكاية الحال ، انتهى .
وما ألطف قول بعضهم:
أرى الورد عند الصبح قد مدة لي فما يشير إلى التقبيل في حالة اللمس
وبعد زوال الشمس ألقاه وجنة قد أثرت في وسطها قبلة الشمس
٣٥٤
140- وقال ظافر في " بدائع البدائه "(1): اجتمع الوزير أبو بكر ابن القبطرنة والأديب أبو العباس ابن صارة الأندلسيان في يوم جلا ذهب برقه ، وأذاب ورق ودقه ، والأرض قد ضحكت لتعبيس السماء ، واهتزت وربت عند نزول الماء فقال ابن القبطرنة:
هذي البسيطة كاعب أبرادها حلل الربيع وحليها الثوار
فقال ابن صارة :
وكأن هذا الجو فيها عاشق قد شفته التعذيب والإضرار
ثم قال ابن صارة أيضاً:
وإذا شكا فالبرق قلب خافق وإذا بكى فدموعه الأمطار
فقال ابن القبطرنة:
من أجل ذلة ذا وعزة هذه يبكي الغمام وتضحك الأزهار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- بدائع البدائه 1:١٨٦ ومطالع البدور ۱:۱۲۳ .