الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ابن البراق وشعره
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص: 505
23-1-2023
1794
ابن البراق وشعره
وقال ابن دحية في " المطرب "(1): إن من المجيدين في الجد والهزل ، ورقيق النظم والجزل ، صاحبنا الوزير أبا بلال(2)، وقال لي : إنه كان وبرد شبابه قشيب ، وغصن اعتداله رطيب ، بقميص النسك متقمص ، وبعلم الحديث متخصص ، فاجتاز يوماً وبيده مجلد من صحيح مسلم بقصر بعض الملوك الأكابر ، ومن بعض مناظره ناظر ومجلسه بخواص ندمائه حال وصوت المثاني والمثالث عال، فقال: أطلعوا لنا هذا الفقيه، فلعلنا نضحك منه. فلما مثل بين يديه وحيا ، أمر الساقي بمناولته كأس الحميا ، فتقبض متأففا، وأبدى تمعراً وتقشفاً، والسلطان يستغرب ضحكا بما هجم عليه ، وبد
٥٠٥
الساقي ممدودة إليه ، واتفق أن انشقت من ذاتها الزجاجة ، فظهر من السلطان التطير من ذلك ، فأنشد الفقيه مرتجلا:
ومجلس بالسرور مشتمل لم يخل فيه الزجاج من أدب
سرى بأعطـافه يرنحه فشق أثوابه من الطرب
فسر السلطان وسري عنه، واستحسن من الفقيه ما بدا منه، وأمر له بجائزة سنية ، وخلعة رائقة [ بهية ].
وما أحسن قول ابن البراق(3):
يا مرحة الحي يا مطول شرح الذي بيننا يطول
ولي ديون عليك حلت لو أنـه ينفـع الحلول
وقوله :
انظر إلى الوادي إذا ما غردت(4) أطياره شق النسيم ثيابه
أتراه أطربه الهديل وزاده طربا وحقك أن حللت جنابه
وله في غلام على فمه أثر المداد :
يا عجباً للمداد أضحى على فم ضمن الزلالا
كالقار أضحى على الحميا والليل قد لامس الهلالا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المطرب: ٢٤١.
٢- في المطرب : كصاحبنا الوزير أبي القاسم ابن البراق ، ومعنى ذلك أن هذا الخبر والأشعار التالية بعده كان يجب أن تعطى رقما واحدا ؛ ولابن البراق ترجمة في المغرب ٢ : ١٤٩ وكنيته هنالك أبو عمرو ، وتحفة القادم : 80 والوافي 4 : 156.
3- المغرب: ١٤٩، 150.
4- المغرب : الذي من غردت .