الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ترجمة ابن الصابوني
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة:
مج3، ص:318
22-1-2023
1564
ترجمة ابن الصابوني
وكان ابن الصابوني(1) في مجلس أحد الفضلاء بإشبيلية، فقدم فيما قدم خيار، فجعل أحد الأدباء يقشرها بسكين، فخطف ابن الصابوني السكين من يده، فألح عليه في استرجاعها، فقال له ابن الصابوني: كف عني وإلا جرحتك بها، فقال له صاحب المنزل : اكفف عنه لئلا يجرحك ويكون جرحك جباراً ، تعريضاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم "جرح العجماء جبار"، فاغتاظ ابن الصابوني ، وخرج من الاعتدال ، وأخطأ بلسانه ، وما كف إلا بعد الرغبة والتضرع .
ومن نظم ابن الصابوني(2):
بعثت بمرآة إليك بديعة فأطلع بسامي أفقها قمر السعد
لتنظر فيها حسن وجهك منصفاً وتعذرني فيما أكن من الوجد
فأرسل بذاك الخد لحظك برهة لتجني منه ما جناه من الورد
مثالك فيها منك أقرب ملمسا وأكثر إحسانا وأبقى على العهد
وقوله في لابس أحمر (3):
أقبل في حلة موردة كالبدر في حلة من الشفق
نحسبه كلما أراق دمي يمسح في ثوبه ظبى الحدق
ورحل إلى القاهرة والإسكندرية فلم يلتفت إليه، ولا عول عليه ، وكان شديد الانحراف ، فانقلب على عقبه يعض يديه ، على ما جرى عليه ، فمات عند إيابه إلى الإسكندرية كمدا ، ولم يعرف له بالديار المصرية مقدار .
٥١٨
وحضر يوما بين يدي المعتضد الباجي ملك إشبيلية وقد نثرت أمامه جملة من دنانير سكت باسمه ، فأنشد:
قد فخر الدينار والدرهم لما علا ذين لكم ميسم
كلاهما يفصح عن مجدكم وكل جزء منه فزد فم
ومر فيها إلى أن قال في وصف الدنانير(4):
كانها الأنجم والبعد قد حقق عندي أنها الأرجم
فأشار السلطان إلى وزيره ، فأعطاه منها جملة ، وقال له : بدل هذا البيت لئلا يبقى ذما.
وكان يلقب بالحمار، ولذا قال فيه ابن عتبة الطبيب:
يا عبر حمص عيرتك الحمير بأكلك البر مكـان الشعير
وهو أبو بكر محمد ابن الفقيه أبي العباس أحمد بن الصابوني شاعر إشبيلية الشهير الذكر ، والذي أظهره مأمون بني عبد المؤمن ، وله فيه قصائد عدة منها قوله في مطلع:
استول سباقا على غاياتها نجح الأمور يبين في بدانها
وله الموشحات المشهورة ، رحمه الله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- هو أبو بكر محمد بن أحمد الصابوني شاعر إشبيلية في عصره ، رحل إلى تونس ثم إلى القاهرة وتوفي سنة 636 ( القدح : 69 و المغرب ١ : ٢٦٣ و الواني ٢ : ١ و التحفة : 161 والقوات ۲ : ۲۰۹).
2- المغرب والقدح : ۷۲ .
3- البيتان في القدح ، وأكثر اعتماد المقري عليه في سائر أخبار ابن الصابوني.
4- سقط هذا السطر من م.