1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاندلسي :

حكاية عن بلاغة ابن زيدون

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج3، ص:565

22-1-2023

1535

حكاية عن بلاغة ابن زيدون

وحكي أن الوزير أبا الوليد ابن زيدون(1) توفيت ابنته ، وبعد الفراغ من دفنها وقف للناس عند منصرفهم من الجنازة ليتشكر لهم ، فقيل : إنه ما أعاد في ذلك الوقت عبارة قالها لأحد ، قال الصفدي وهذا من التوسع في العبارة ، والقدرة على التفنن في أساليب الكلام ، وهو أمر صعب إلى الغاية ، وأرى أنه أشق مما يحكى عن واصل بن عطاء أنه ما سمعت منه كلمة فيها راء لأنه كان يلثغ بحرف الراء لثغة قبيحة ، والسبب في تهوين هذا الأمر وعدم تهويله أن واصل بن عطاء كان يعدل إلى ما يرادف تلك الكلمة مما ليس فيه راء ، وهذا كثير في كلام العرب ، فإذا أراد العدول عن لفظ فرس قال جواد أو ساع أو صافين، أو العدول عن رمح قال قناة أو صعدة أو يزني أو غير ذلك أو العدول عن لفظ صارم قال حسام أو لهذم أو غير ذلك وأما ابن زيدون فأقول في حقه إنه أقل ما كان في تلك الجنازة ، وهو وزير ، ألف رئيس ممن يتعين عليه أن يتشكر له ، ويضطر إلى ذلك ، فيحتاج في هذا المقام إلى ألف عبارة مضمونها الشكر ، وهذا كثير إلى الغاية ، لا سيما من محزون ، فقد

 

565

قطعة من كبده :

ولكنه صوب العقول إذا انبرت                    سحائب منه أعقبت بسحائب

وقد استعمل الحريري هذا في مقاماته عندما يذكر طلوع الفجر ، وهو من القدرة على الكلام ، وأرى الخطيب ابن نباتة ممن لا يلحق في هذا الباب ، فإنه أملى مجلدة معناها من أولها إلى آخرها : يا أيها الناس اتقوا الله واحذروه فإنكم إليه راجعون ، وهذا أمر بارع معجز ، والناس يذهلون عن هذه النكتة فيه ، انتهى كلام الصفدي ملخصا.

وقال في الوافي ، بعد ذكره جملة" من أحوال ابن زيدون ، ما نصه: وقال بعض الأدباء : من لبس البياض ، وتختم بالعقيق ، وقرأ لأبي عمرو ، وتفقه للشافعي، وروى شعر ابن زيدون ، فقد استكمل الظرف. وكان يسمى بحتري المغرب لحسن ديباجة نظمه ، وسهولة معانيه، انتهى.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1- انظر الذخيرة 1 / 1: ۲۰۰ وسرح العيون: 4.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي