أبـعـاد نـوعيـة حـيـاة العـمـل 2
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص42 - 44
2025-09-12
227
4- فرص النمو الوظيفي:
يمثل هذا البعد مدى وجود مجال لتطوير قدرات الفرد أو الحصول على القيمة الاجتماعية الحقيقية من خلال التميز فيها (العنزي والملا، 1998: 118). وكما أصدرت مجلة حقوق العاملين عام 2004 أهم المجالات الأساسية، التي تظهر فرص النمو الوظيفي في المنظمة بالاتي:
أ- حق التنظيم: إذ يحق للعاملين أن ينتظموا ضمن تنظيمات مهنية، فهو يعد حق أساسي لكل عامل في المنظمة، تكون وظيفته الأساسية تمثيلهم أمام المديرين وحماية حقوقهم.
ب- حق تقديم الشكوى يحق لكل عامل تقديم الشكوى ضد مديرهم وذلك في حالة التضرر، ويمنع المديرون على اثر ذلك من المس بحقوق العاملين، أو المس بتعويضات الفصل.
ج- حق الإضراب وهو من أحد الحقوق الأساسية للعاملين، فهو سلاحهم في نضالهم ومحاولاتهم تحسين ظروف عملهم.
ومن ذلك يلاحظ، إن هذا البعد يمثل الفرصة الكبرى لظهور قابليات ومهارات الفرد، فضلاً عن الارتقاء بمستويات أعلى بالتنظيم داخل المنظمة كلا على أساس مهاراته فيها. إذن، فان هذا البعد يوفر الفرصة للنمو والارتقاء داخل المنظمة من خلال تحفيز العاملين وتشجيعهم لإظهار مهاراتهم وقابلياتهم فيها.
5- التكامل الاجتماعي:
يشمل هذا البعد تصميم الهيكل التنظيمي بشكل يعطي للإدارة والعاملين فيها الحرية المتكاملة بالعمل، إذ يشهد فيه أعضاء المنظمة دعم الجماعة والإحساس بها، وهو يمتد إلى ما وراء جماعة العمل مباشرة، إذ يشمل التكامل الاجتماعي في المنظمة، على تشكيل أو تنظيم مجموعة من العاملين يحكمون أنفسهم ذاتيا، ويسعون لحل مشكلات العمل فيها بالمشاركة مع الإدارة مما يجلب الابتكار والإبداع معاً. وكما أشار ( 18 : 2000 O'Brien) إلى أن السبب الرئيسي وراء نجاح شركة General Electric على سبيل المثال هو التكامل الاجتماعي فيها، والذي يشمل تنمية وبناء علاقات مترابطة داخل العمل لبناء شركة متكاملة يملك العاملون فيها الحرية بالعمل وسط علاقات تتمثل بالتعاون والثقة المتبادلة فيها تساعدهم على انجاز أعمالهم والشعور بمغزى انجازهم.
6- الموازنة بين العمل والحياة
يركز هذا البعد على ما هية الأساليب التي تحقق الموازنة بين المحورين الهامين في الحياة وهما العمل والحياة بشكل أساس، حتى تنعم بسعادة من خلال إشباع حاجات العاملين ورغباتهم، فضلا عن إشباع حاجات المنظمة من خلال زيادة الإنتاجية فيها (230 :1998 ,Hubbart). ويمكن أن تحدد المنظمة عدة وسائل تساعد على تحقيق الموازنة المنشودة بين الحياة والعمل وهي كالآتي:
أ- المساندة وتشمل وقوف الإدارة مع كل العاملين لمواجهة المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ب- المرونة وتشمل قدرة الإدارة للاستجابة لكل ما يواجه المنظمة والعاملون من مواقف وأزمات.
ج- التواصل المتبادل وتشمل حاجة العاملين للصراحة واستماع الإدارة لكل مطالبهم.
د- الوسائل توفر الإدارة اساليباً يمكن من خلالها التواصل مع كل العاملين فيها مثل التدريب وتبادل المعلومات.
هــ العمل من خلال الفريق وتشمل تهيئة فريق عمل متكامل يسعى سوياً لتحقيق النجاح الجماعي في العمل.
و- الموقف الايجابي: إن الاستجابات الايجابية من الإدارة تشجع العاملين فيها، وتنمي روح الولاء للإدارة.
ومن خلال تحقي الموازنة بين الحياة والعمل ستتمكن المنظمة من التوصل إلى نتائج تتمثل بتقليل التوتر للعاملين، وخلق دوافع أفضل لهم، وضمان ولاء تنظيمي أكثر ، وغيابات اقل، ومن ثم إنتاجية أكثر (Mached .( Kodkyend, 2004:85
7- التمسك بمبدئية العمل التنظيمي
أشار (3 :1998 ,Jacksons & Kumar) إلى إن هذا البعد يعكس الحد الذي ينظر فيه العامل للمنظمة، على إنها مسؤولة اجتماعياً وأخلاقياً عن حياة عامليها طوال مدة بقائهم فيها. وعلى أساس هذه المسؤولية يظهر العاملون التمسك الأكبر بمبدئية العمل التنظيمي. وكما أضاف إلى ذلك (2003:10, Kris ) بأن النجاح في العمل والحياة الخاصة أمر ممكن، وفي متناول الجميع، إذ ما أحسنت المنظمة تطبيق أساليب وخطوات النجاح، والتي تبدأ وتنطلق من داخل المنظمة وخارجها. وأوضح (Ivanovich 661 : 1998) ذلك بأن العاملين يتمسكون بمبدئية العمل التنظيمي، عندما تسعى المنظمة جاهدة إلى تبني المسؤولية تجاه حياة عامليها، وذلك من خلال:
أ- الأمان الوظيفي: إذ تكون المنظمة ملتزمة بجميع عامليها.
ب- الأجور الجيدة: التي تحفز العاملين للعمل واستقطاب أفضل المهارات.
ج- المشاركة وتخويل الصلاحية: إذ إن كل عامل في المنظمة يتوجب أن يكون مديراً، وعلى العكس كل مدير يفترض أن يكون عاملاً.
د- التدريب على تطوير المهارات: وتشتمل إدخال احدث الأساليب العلمية على المنظمة والعمل بها وتدريب العاملين عليها، بدلا من استبدال العاملين الحاليين بعاملين جدد بصدد امتلاكهم معرفة ومهارات عالية. وكما أشار ( بن سعيد، 1998: 1) إلى إن المنظمة التي تسعى إلى تطبيق كل الأساليب السابقة الذكر، ستتمكن بالنتيجة من الحفاظ على كل عامليها من خلال إشباع حاجاتهم ورغباتهم، فضلا عن حل مشكلاتهم جميعها، وهذا ما سيؤدي بالنتيجة إلى تقليل الفجوة الحاصلة بين والعاملين في العمل.
الاكثر قراءة في استراتيجية ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة