تعد الجغرافيا واحدة من أقدم العلوم المعروفة على سطح الأرض، وهي كلمة مركبة من Geo بمعنى أرض و Graphy بمعنى وصف وأول من استخدم مفهوم الجغرافيا هو العالم الإغريقي ايراتوستين، الذي عاش في الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد (284-192 ق. م)، وشغل منصب أمين مكتبتها. ولكن وظيفة الجغرافيا ومفهومها عرفها الناس قبل ذلك بفترة طويلة وتاريخ الجغرافيا يعكس ما تراكم في أذهان وعقول الناس، جيلاً بعد جيل، من معلومات عن ميزات سطح الأرض وشكلها لفترات طويلة من الزمن، وفي هذه المعرفة للمناطق الجغرافية المختلفة تتلخص فكرة الجغرافية، التي أطلق عليها (جونك رايت) مفهوم التنوع الجغرافي (Geodiversity).

والإنسان منذ خلقه الله سبحانه وتعالى بدأ يتعرف على ما يحيط به من معالم حية وجامدة، بحكم علاقته بما يحيط به من جهة، وبما ميزه الله به من عقل وفكر ونطق، مع ملاحظة أن تحديد عمر الإنسان ونشأته وتطوره لا يزال موضوع جدل وخلاف، ويتراوح بحسب النظريات المختلفة من مئات الآلاف من السنين إلى 2 أو 3 مليون سنة، بما في ذلك ظهور إنسان جاوة والصين ونياندرتال الذي يسمى بالإنسان البارع ( Homo habilis)، ومن ميزاته أنه كان منتصب القامة وصنع الأدوات الحجرية، وعرف استخدام النار، وعاش في الكهوف أو في العراء، وانتشر في آسيا وأوروبا وإفريقيا، ومارس الجمع، والالتقاط والصيد، وذلك على امتداد العصر الحجري القديم (الباليوليت)، ثم الإنسان العاقل (Homo sapiens)، الذي عاش في العصر الحجري القديم الأعلى وما بعد وفي هذه الفترة حدثت تغيرات مناخية هامة في مناطق مختلفة من العالم فترات جليدية، وفترات باردة، وأخرى دافئة وماطرة، وتميز إنسان هذه الفترة ببناء المساكن أو اللجوء إلى الكهوف والمغارات، وتقسيم العمل بين النساء والرجال، وبالنشاط اليدوي وبعض الصناعات ثم ظهور الإنسان العاقل (Homo sapiens) منذ نحو 15 ألف سنة فقط.

وقد نشأ الفكر الجغرافي مع الإنسان منذ وجد على سطح الأرض، وذلك بدافع الفضول للتعرف على ما يحيط به من معالم جبال هضاب غابات، أنهار وغيرها، وما يوجد خلف تلك المعالم، وبدافع الفطرة للاستفادة مما حوله من طعام أو شراب وتسخير ذلك لمصلحته، والابتعاد عما يؤذيه أو يهدد حياته.

ويمكن القول بأن التفكير الجغرافي قديم قدم الإنسانية ذاتها، إذ إن المجهودات الأولى التي قام بها الإنسان من أجل تفهم الظاهرات البيئية المحلية المحيطة به، وتفهم مركزه بين هذه الظاهرات يعد المنشأ الأول للجغرافية.

وإذا كانت الجغرافيا قد تناولت عبر الزمن بالدراسة والتحليل تلك العلاقات دائمة التغير بين الإنسان والطبيعة المحيطة به، فإن الجغرافيا المعاصرة تهتم بعنصرين أساسيين هما الإنسان والبيئة ودراستهما من حيث علاقة كل منهما بالآخر.

إن الجغرافيا باعتبارها وصفاً للأرض ومظاهرها أو للكون وظواهره على أساس الملاحظة والمشاهدة تعد أقدم العلوم جميعاً إذ إنها قديمة قدم الإنسان، ولا يمكن لعلم ما أن يضرب بجذوره في أعماق الماضي السحيق إلى مدى أبعد مما للجغرافيا.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم رعاية الصحن الشريف ينهي استعداداته الخاصة بزيارة الأربعين

قسم الإعلام ينظم دورة تخصصية في تقنيات الذكاء الاصطناعي لعددٍ من منتسبيه

القسم النسوي بمجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) ينهي الاستعدادات لاستقبال زائرات الأربعين

قسم الشؤون الفكرية ينظّم ورشة تدريبية عن الالتزام والانضباط في الخدمة لفتية الكفيل

المزيد

الآخبار الصحية

علامات فارقة بين النوبة أو السكتة القلبية.. ماهي؟

الفلفل الأحمر.. سعرات حرارية منخفضة وفوائد صحية عديدة

8 أعراض إذا شعرت بها.. اذهب للطوارئ فورا !

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

المزيد

الآخبار التكنلوجية

إنتاج الهيدروجين الأخضر في البحر.. هذه أحدث الدراسات

"ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر !

ابتكار ومواهب وأموال.. مارك زوكربيرغ يعلن الحرب على أبل

عودة التعاون الفضائي بين روسيا وأميركا.. وبحث ملفات "هامة"

المزيد

مواضيع ذات صلة

العلاقة بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية

العلاقة بين علم الجغرافية وعلم البيئة

المدرسة الجغرافيا الحتمية (Determinism school)

مراحل تطور الجغرافيا

المدرسة الجغرافية البينية أو الحديثة (Environmental school)

الجغرافية البيئية والجيوايكولوجيا Genecology

أسبقية علم الجغرافية بالاهتمام بالبيئة

أسباب تراجع الاهتمام بالجغرافية وزيادة الاهتمام بالبيئة

التوزيع الجغرافي لتكوينات العصر الجليدي البلايوستوسيني ومراحل حدوثها

أقاليم الحقول الصخرية Bedrock Fields

الأقاليم البركانية في الصحاري الحارة

الحفر الاستكشافي