إعلان البراءة من المشركين
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 1،ص193-194
6-4-2022
2753
لم يبق في الجزيرة العربية من بقي على الشرك والوثنية سوى أفراد قلائل بعد أن انتشرت العقيدة الإسلامية والشريعة السمحاء في أرجائها واعتنقها كثير من الناس . وهنا كان لا بد من إعلان صريح حازم يلغي كل مظاهر الشرك والوثنية في مناسك أكبر تجمع عبادي سياسي .
وحان الوقت المناسب لتعلن الدولة الإسلامية شعاراتها في كل مكان وتنهي مرحلة المداراة وتأليف القلوب التي تطلبتها المرحلة السابقة .
واختار النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) يوم النحر زمانا ومنطقة منى[1] مكانا لهذا الإعلان واختار أبا بكر ليقرأ مطلع سورة التوبة [2] التي نزلت لذلك وتضمّنت إعلان البراءة من المشركين جميعا بصراحة وتمثّلت بنود البراءة في ما يلي :
1 - لا يدخل الجنة كافر .
2 - لا يطوف في البيت الحرام عريان ؛ إذ كانت تقاليد الجاهلية تسمح بذلك .
3 - لا يحج بعد هذا العام مشرك .
4 - من كان بينه وبين رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عهد فأجله إلى مدته ، ومن لم يكن له عهد فإلى أربعة أشهر ثم يقتل من وجد في دار الإسلام مشركا .
ونزل الوحي الإلهي ليبلّغ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مبدأ مهمّا نصّه : « أنّه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك » . فاستدعى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) عليا وأمره أن يركب ناقته العضباء ويلحق بأبي بكر ويأخذ منه البلاغ ويؤديه للناس[3] .
ووقف علي بن أبي طالب بين جموع الحجيج وهو يتلو البيان الإلهي بقوة وجرأة تتوائم مع حزم القرار ووضوحه . ووقف الناس ينصتون إليه بحذر ودقة .
وكان أثر الإعلان على المشركين أن قدموا مسلمين على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
[1] العاشر من ذي الحجة عام ( 9 ه ) .
[2] التوبة ( 9 ) : 1 - 13 .
[3] الكافي : 1 / 326 ، الارشاد : 37 ، الواقدي : 3 / 1077 ، خصائص النسائي : 20 ، صحيح الترمذي : 2 / 183 ، مسند أحمد : 3 / 283 ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 2 / 343 .
الاكثر قراءة في قضايا عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة