المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



شدة التعصب في عهد متأخر  
  
1489   11:19 صباحاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص815-817.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الفقهي /

كان أئمة المذاهب وكبار الفقهاء قد أخضعهم الحق حيثما توجهوا .. وعرفت منهم التحاشي عن الإفتاء مهما أفسح لهم المجال . إلا في مواقع ضرورة .. وقد رافقهم الورع والتقوى والحذر من الفتوى مهما أمكن .. ولا سيما الإمام أحمد بن حنبل ، كان يتورع عن الإفتاء ويحذر عن التقليد ويحبذ الرجوع الى نصوص الشريعة ، وهي ناصعة ، لائحة بيضاء .. من غير حاجة الى معين غير قيادة العلم النزيه (1) ..

هذا ، ومع ذلك نرى من اصحابه ومقلديه مبالغة ظاهرة ، في تشييد مذهبه الى حد التحميل القاسي ..(2)

وأحمد ، لم ينل مذهبه شهرة كغيره المذاهب ، وكانت خطى انتشاره قصيرة جداً ..

أما في بغداد فلم تكن له شهرة إلا بين طبقة عرفوا بالعنف والشدة في سيرتهم ، وتحاملهم على غيرهم من المذاهب (3) . وكان سبب عدم انتشار مذهبه – هو ابتعاده على معالم الاجتهاد – حسبما ذكره ابن خلدون ، قال : أما احمد فمقلده قليل لبعد مذهبه عن الاجتهاد ، وأصالته في معاضدة الرواية وللأخبار بعضها ببعض .. (4) .

وكانت الغلبة في بغداد للمذهب الشيعي (5) ، وقد قامت الحنابلة بدور صراع عنيف مع الشيعة ولكن لم يستطيعوا التغلب عليه .. وفي سنة 323هـ . عظم أمر الحنابلة وقويت شوكتهم وصاروا يكسبون دور القواد والعامة للتفتيش ، وقاموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حملة شعواء ومن غير هوادة ، فأرهجوا بغداد ، وأقلقوا بال الحكومة ، ومن فعلتهم الدنيئة أن استظهروا بالعميان الذين يأوون الى المساجد ، فإذا مر بهم شافعي المذهب أغروا به العميان . فيضربونه بعصيهم حتى يكاد يموت .

فخرج توقيع الخليفة الراضي بالله ، بما يقرأ على الحنابلة ينكر عليهم شنعتهم ويوبخهم على تحميل معتقداتهم في التشبيه وغيره . جاء فيه : " تارة إنكم تزعمون صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين ، وهيأتكم الرذيلة على هيأته ، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين والنعلين المذهبين والشعر القطط ، والصعود الى السماء ، والنزول الى الدنيا – تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً – ثم طعنكم على خيار الأمة ونسبتكم شيعة آل محمد (عليهم السلام) الى الكفر والضلال ، ثم استدعاؤكم المسلمين الى الدين بالبدع الظاهرة ، والمذاهب الفاجرة ، التي لا يشهد بها القرآن . وإنكاركم زيارة قبور الأئمة ، وتشنيعكم على زوارها بالابتداع ، وأنتم مع ذلك تجتمعون على زيارة قبر رجل من العوام ، ليس بذي شرف ولا نسب ولا سبب برسول الله ، وتأمرون بزيارة قبره والخشوع لدى تربية والتضرع عند حفرته ، وتدعون له معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء . فلعن الله شيطاناً حملكم على هذه المنكرات ما أرداه ، وزينها لكم ما أغراه ..(6)

وأمير المؤمنين (أي الراضي) يُقسم بالله قسماً جهداً إليه يلزمه الوفاء به ، لئن لم تنتهوا عن مذموم مذهبكم ، ومعوج طريقتكم ، ليوسعنكم ضرباً وتشريداً ، وقتلاً وتبديداً ، وليستعملن السيف في رقابكم ، والنار في منازلكم ومحالكم ... " (7) .

تلك كانت محنة الخلف عند افتقادهم وداعة السلف واستسلامهم لقيادة النفس الأمارة بالسوء ...

_________________________

1- كان يقول : كثرة التقليد عمى في البصيرة . وكان ينهى عن الكتابة عنه ويقول : لا تكتبوا عني ولا تقلدوني ولا تقلدوا فلاناً وفلاناً ، وخذوا من حيث أخذوا . وقال : من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال .. ومن ثم قال صاحب المنار : كان هذا الإمام متأخراً عن الأئمة الثلاثة . وكان قد رأى بوادر التزام التقليد ، وعلم أن مالكاً ندم قبل موته ... ولذلك لم يدون أحمد مذهباً ، وأن اصحابه هم جمعوا من اقواله وأجوبته ما صار مذهباً له .. (جلاء العينين للآلوسي ، ص105 ؛ أعلام الموقعين لابن القيم الجوزية ،ج2 ، ص181-182 ؛ مختصر المؤمل لأبي شامة ، ص31 ؛ الوحدة الإسلامية ، ص117 ؛ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ،ج3 ، ص150 – 151) .
2- الأمر الذي نقاسيه حتى اليوم في أتباع السلفية الجافية ، وفي غلظة تأباها روح الشريعة السهلة السمحة ..
3- وقد عرفت ما أفجعوا بابن جرير الطبري ، ذلك العالم الكبير صاحب التفسير ، أوجعوا ضرباً وشتماً ، وتشريداً ، حسبما ذكرناه في ترجمته .
4- مقدمة ابن خلدون ، ص448.
5- راجع : أحسن التقاسيم لشمس الدين الشاري (الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، ج4 ، ص509) .
6- لعله الشيخ عبد القادر الجيلاني (491-561هـ) شيخ الحنابلة ، صاحب المقامات والكرامات . كان إمام زمانه وقطب عصره وشيخ الشيوخ بلا مدافع . ونقلت له كرامات وطار صيته في الآفاق .. وقبره ببغداد مزار معروف (الوافي بالوفيات ، ج19 ، ص27 ، رقم 7158).
7- الكامل لابن الأثير ، ج8 ، ص307-309 ، دار صادر ، بيروت ، و ج 6 ، ص248 ، دار الكتب العربي ، بيروت . وجاء التوقيع كملاً في تجارب الأمم لابن مسكويه ، ج5 ، ص414 – 415 ، تحقيق الدكتور أبو القاسم الإمامي ، دار مروش ، طهران ، 1998 م . وصححنا التوقيع على هذا الأخير ..




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .