يوجد في جسم الإنسان نحو 200 نمط من الخلايا المتمايزة، والقليل منها فقط ينتج الهرمونات، لكن خلايا الجسم كلها (75 تريليون خلية) هي في الواقع أهداف (مُستهدفة) لواحد أو أكثر من أكثر مــــن خمسين هرموناً معروفاً.

ومفهوم الخلية الهدفية (أو المستهدفة) طريقة مفيدة للنظر إلى فعل الهرمونات من خلالها حيــث تتلقى الخلية الهدفية "رسالة" الهرمون من خلال ارتباط الأخير نوعياً بمركبات بروتينية خاصة في الخليـــة الهدفية تُدعى مستقبلات الهرمونات receptors وهذا الارتباط هو الذي "يُمرر" رسالة الهرمون (المعلومات التي يحملها) إلى داخل الخلية لتثير استجابةً تُسمّى تأثيرات effects الهرمون.

 كان يُعتقد سابقاً أن الهرمونات تؤثر في نمط خلوي واحد (أو عدد قليل من الأنماط)، وأن هرمونـــاً ما يبدي فعلاً كيميائياً حيوياً أو فيزيولوجياً فريداً. أما ما نعرفه الآن فهو أن هرموناً معيناً يمكن أن يؤثر في عدة أنماط خلوية مختلفة ومتنوعة؛ وأن أكثر من هرمون يمكن أن يؤثر على نمط خلوي معين، وأن الهرمونات تستطيع إظهار تأثيرات عديدة مختلفة في خلية واحدة أو في خلايا مختلفة.

ومع اكتشاف وجود مستقبلات داخل خلوية وأخرى مرتبطة على سطحها، أصبح تعريف الخلية الهدفية يشمل كل خلية يرتبط فيها الهرمون (الربيطة أو اللجين ligand) إلى مستقبله سواء أكان قد تم تحديد الاستجابة الفيزيولوجية أم الكيميائية الحيوية والتعرف عليها أم لا.

هناك عدة عوامل تحدّد استجابة الخلية الهدفية للهرمون ومعروضة في الجدول 1. وكما يتضح من الجدول، يمكن تصنيف هذه العوامل إلى: (1) العوامل التي تؤثر في تركيز الهرمون عند الخلية الهدفيــة و (2) العوامل التي تؤثر على استجابة الخلية الهدفية الفعلية للهرمون.

جدول (1) العوامل المحددة لاستجابة الخلية الهدفية للهرمون .