المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7297 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



(آثار) إبريز  
  
162   02:46 صباحاً   التاريخ: 2025-04-20
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج12 ص 243 ــ 253
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-20 1567
التاريخ: 2025-01-29 446
التاريخ: 2024-06-14 1121
التاريخ: 2024-05-27 1358

قد ترك لنا «إبريز» آثارًا عدة في أنحاء القطر.
يوجد في متحف «اللوفر» بطاقة من خشب الجميز كانت في الأصل ضمن مجموعة «كلوت بك»، ويبلغ طولها 65 مليمترًا وعرضها 4 سنتيمترات وأحد طرفيها مستدير وبه لقب لتعلق منه، وهذه البطاقة خاصة بمومية وقد كتب على البطاقة بالخط الهيراطيقي ما ترجمته:
زيت جميل من الجزية الخاصة بكل الزيوت، مقداره 24 «منو» من السنة الأولى شهر أمشير من عهد الفرعون «إبريز» (حفره) العائش أبديًّا. (راجع Bull. Instit, Fr. Tom. 10 P. 163).
صا الحجر: من الآثار التي عثر عليها للملك «إبريز» في صا الحجر (1) عمود من البازلت الأسود، وجده الأثري «دارسي» في وسط القرية، ويبلغ طوله 1٫15 متر وقطره 41 سنتيمترًا ومنقوش عليه سطران عموديان:
حور (المسمى) واح اب، واح أب رع المحبوب من الإلهة «نيت» ربة «سايس» معطى الحياة. (2) حور (المسمى) واح اب. واح أب رع محبوب الإلهة «نيت» المشرفة على بيت النملة معطى الحياة أبديًّا.
هذا وقد وجد عمود مماثل لهذا في «جامع الغمري» بالقاهرة، وكذلك يوجد في المُتْحَف المصري عمود ثالث تاجه على هيئة رأس البقرة «حتحور»، ومقطوع من نفس الحجر (راجع A. S. II P. 239)، وكذلك عثر «دارسي» في الحفائر التي قام بها في «صا الحجر» على تمثال محبب للملك «إبريز»، وهو مصنوع من الخزف المطلي الأخضر، ولكن صناعته رديئة وليس فيه ما يدل على أنه من صنع ملكي. وقد نقش عليه مختصر للفصل السادس من كتاب الموتى، وهو الذي يطلب فيه إلى هذا التمثال أن يقوم بكل عمل يكلف به الملك المتوفى من أعمال الآخرة، التي كان يجب تأديتها للإله «أوزير».
نهارية: وجد في هذه القرية قطعة حجر عليها اسم الملك «إبريز» (L. D. III, 274, h, i).
هليوبوليس: يوجد لهذا الفرعون مسلات نقلت إلى «روما»، ويحتمل أنها كانت في الأصل في «عين شمس» (راجع Parker, Twelve Obelisks in Rome III, Rome, Piazza Minerva).
ميت رهينة: لوحة الملك «إبريز» (راجع A. S. Tom. XXVII, P. 211–237).
من أهم الآثار الظاهرة في دمن مدينة «منف» لوحة مستديرة مسورة بالقرب من تمثال «رعمسيس» الصغير، الذي نقل حديثًا لميدان محطة القاهرة. وقد ادعى «بروكش» أنه هو الذي كشف عنها ونقل متنها (راجع Brugsch, Histoire de I’Egypte 1, P. 257).
ويحتوي متن هذه اللوحة على أمر من الملك «إبريز» بإقامة لوحة في «منف» في وسط البحيرات، كما يقول لتكون تذكارًا للهبات التي قدمها للإله «بتاح» رب «منف» … إلخ. وقد تناول هذه اللوحة بالبحث أثريون آخرون نذكر منهم «مريت» و«مسبرو» و«كارل بيل» (راجع A. Z. 28 PP. 28)، وأخيرًا درسها درسًا مستفيضًا عميقًا الأثري «جن»، وقرن محتوياتها بما يماثلها من المنشورات المصرية في عهد الدولة القديمة، وبخاصة عندما نعلم أن ملوك الأسرة السادسة والعشرين كانوا يقلدون أجدادهم في عهد الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة. والواقع أن محتويات هذه اللوحة كانت تعد من الأهمية بمكان في الوقت الذي كشفت فيه، ولكن أصبحت أهميتها قليلة عندما كشف عن نظائرها حديثًا من عهد الدولة القديمة. ولا نزاع في أن هذه النظائر هي التي سهلت للأستاذ «جن» درس هذه اللوحة بالموازنة. ولوحة «إبريز» هذه عبارة عن منشور عام يتعلق بإهداء بعض الأراضي، وما يتبعها من عبيد وكل منتجاتها. واللوحة كما هي الآن منصوبة على قاعدة مثبتة بالأسمنت. وهي منحوتة من الحجر الرملي الأبيض المائل للسمرة، وهي مستديرة في أعلاها، وقد تآكل سطحها في كثير من المواضع ويبلغ طولها 314 سنتيمترًا، وعرضها حوالي 157 سنتيمترًا وسمكها 77 سنتيمترًا، والصور التي عليها والكتابة متقنة الصنع.
وتدل شواهد الأحوال من موقع اللوحة على أنها كانت منصوبة عند مدخل معبد الإله «بتاح». ويشاهد في الجزء الأعلى المستدير علامة السماء، وتحتها قرص الشمس المجنح وبين الجناحين اسم الإله «بحدتي» = صاحب: إدفو «ويتدلَّى صلان من قرص الشمس وتحت كل صل علامة وتحت ذلك طغراء الملك «واح أب رع» على علامة اتحاد الأرضين، وفي الجهة اليمنى من هذا الجزء الأعلى صورة الإله «سوكاريس» باسمه «سكر» فوقه، ويشاهد من طرف صولجانه أنه يقدم «الحياة» للطائر حور على واجهة قصره، ومعه النقش التالي: «إنه «سوكاريس» يُعطى كل الحياة والفرح والصحة أبديًّا.»
وعلى الجهة اليسرى من هذا الجزء الأعلى صورة «بتاح» «منف» في ناووس، وبين هذا واسم «حور» الذي على الجهة اليسرى سطر عمودي من النقوش معظمه مهشم. والفكرة التي يعبر عنها الجزء الأعلى من اللوحة يظهر أنها كالآتي: مثل الملك «إبريز» باسمه «ابن رع» واسمه الحوري محمي تحت القبة الزرقاء بالإله «حور» صاحب «إدفو»، ويقدم له الحياة والنعم الأخرى الإلهان المحليان «بتاح» و«سوكاريس» (سكر).
وهاك ترجمة المتن الذي نقش على الجزء الأسفل من هذه اللوحة:
(1) الواحد الحي، «حور» «واح اب» (= صاحب القلب المثبت) ملك الوجه القبلي والوجه البحري، صاحب السيدتين (المسمى) «نت خبش» (رب القوة بالساعد)، «حع عا أب رع» (= قلب رع فرح)؛ حور الذهبي (المسمى) «وسواز تاوى» (الذي يجعل الأرضين تفلح)، ابن «بتاح» المحبوب، «واح أب رع» (= قلب رع مثبت) معطى الحياة أبديًّا.
(2) الملك نفسه يقول: إن جلالتي قررت أن الإقليم القريب من «منف» في وسط القنوات العظيمة (؟) نهدي بمثابة دخل إلهي لوالدي «بتاح جنوبي جداره»، سيد «عنخ تاوي»، مع كل عبيده، وكل ماشيته كبيرة وصغيرة، وكل شيء يخرج منها في (الريف) أو في المدينة، هذا بالإضافة للأرض الزراعية الخاصة بالآلهة والإلهات التي هناك.
(3) وقد قررت جلالتي فضلًا عن ذلك أن توهب كل الأراضي المستنقعة، وكل الأراضي الزراعية المجاورة لهذا الإقليم لوالدي «بتاح جنوبي جداره» ورب «عنخ تاوى» (= منف).
(4) وقد قررت جلالتي بالإضافة إلى ذلك أن يحبس هذا الاقليم، ويحمى لأجل والدي «بتاح جنوبي جداره»، ورب «عنخ تاوى»، من فعل أي عمل في الري (؟) ولن أسمح لأي شخص يؤتى به هناك بوساطة أي موظف محلي أو أي رسول للملك. وقد عملت جلالتي لهذا بقصد أن دخل هذا الإله وهو والدي «بتاح القاطن جنوبي جداره» ورب «عنخ تاوى» يبقى سليمًا في كل الأبدية.
(5) وقد قررت جلالتي فضلًا عن ذلك أن يستمر ما فعله الأجداد في معبد «بتاح جنوبي جداره»، (يقصد أن ما فعلته يمكن أن يستمر بوساطة الخلف لأي عمر من السنين).
(6) وقد وجه أمر لمفتشي الكهنة خدمة الإله لهذا الاقليم ألا تكون هناك عقبة في سبيل هذا الدخل الإلهي.
(7) وأي موظف إداري محلي أو أي رسول ملكي يعطي متن هذا المنشور أو من يمكنه أن (؟) … بسببها (؟) سيعاقبه البيت العظيم (المحكمة) من أجل السوء (الذي ارتكبه).
(8) ختم في حضرة الملك نفسه واقفًا بين الرجال الخاصين (؟) … سنة الحكم الثالثة عشرة الشهر الرابع من فصل الزرع (اليوم) التاسع أو السادس عشر أو السادس والعشرون.
يلحظ أن هذا المتن غاية في الاختصار في ألفاظه؛ ولذلك يحتاج إلى بعض الشرح فمما يلفت النظر في الفقرة الثانية ضم الأرض الزراعية الخاصة بالآلهة والإلهات في ضيعة «بتاح»؛ لأن ذلك يشمل على ما يظهر حرمان الآلهة المعينين من دخلهم المقدس. ومن المحتمل أنه كان ينتظر بعض المقاومة لاتخاذ هذه الخطوة، وربما كان ذلك هو السبب في أن رجال الدين أصحاب النفوذ في الإقليم، وأعني بذلك المفتشين على الكهنة هم الذين أمروا (6) ألا يضعوا أية عراقيل في سبيل الدخل المقدس للإله «بتاح»؛ ولكن ضم كل الأراضي المستنقعة والأراضي الخصبة الصالحة للزراعة المجاورة لهذا الإقليم في نظرنا أمر مبهم تمامًا، ولكن لا بد أن المقصود كان بدهيًّا للذين عاصروا ذلك.
وما جاء في الفقرة الخامسة لا بد أن له علاقة بباقي المتن أكثر مما هو في ظاهره، وربما كان المقصود منها هو أن الملك «إبريز» قد ضمن في المنشور الذي هو موضوع هذا المتن تجديد (منشور) قديم له نفس الغرض. وعلى ذلك فإن الإشارة إلى معبد «بتاح» تعني أن اللوحة تعلن نشر منشور يخلد ما عمل بوساطة الأجداد، وإقامته في المعبد. وعلى أية حال فإن الوثيقة التي تركها لنا «إبريز» لا تعد في حد ذاتها منشورًا، بل هي في الواقع إعلان عام سجل فيه مواد منشور عمل قديمًا، وذلك ظاهر من ألفاظ الوثيقة نفسها. وهذا يوحي بأن الكهنة في هذا العهد كانوا يريدون إحياء كل الأوقاف القديمة التي كانت للآلهة مما يدل على نفوذهم.
قصر «إبريز» في ميت رهينة: (راجع Petrie, The Palace of Apries, Memphis II, P. 17-18).
لا غرابة في أن نرى «إبريز» يقيم لوحة في هذه الجهة؛ ليحيي الأوقاف التي كانت لإله هذه الجهة، فقد اتخذ مقره على ما يظهر هناك. ولا أدل على ذلك من أن الأثري «بتري» قد كشف عن قصر له يظهر مما بقي منه أنه كان غاية في العظمة والفخامة، وقد اتخذه الملوك الذين أتوا من بعد «إبريز» مقرًّا لهم، كما يدل على ذلك ما تركوه لنا من آثار في «دمنة». ويقع قصر الملك «إبريز» الذي كشف عنه الأثري «فلندرز بتري» في النهاية الشمالية من مدينة «منف» القديمة، وتبلغ مساحة هذا القصر حوالي فدانين، وجدرانه مقامة كما هي العادة في المباني الدنيوية المصرية القديمة من اللبنات السوداء، وجدران هذه المباني مكسوة بالأحجار الجيرية في جزئها الأسفل، وكذلك كسيت رقعة القصر بالأحجار الجيرية، ويبلغ سمك الجدران في المتوسط حوالي 14 قدمًا. وتدل شواهد الأحوال على أن عمر هذه الجدران يختلف من حيث زمن إقامتها؛ وذلك لأن بعضها يرجع إلى عهد «إبريز» وبعضها الآخر أقيم بعد عهده، إذ قد استعمل هذا القصر، كما يظهر من الآثار التي وجدت في طبقات المباني التي عثر عليها في العهود التي أعقبت عهد الملك «إبريز».
والتصميم العام لهذا القصر كما عثر عليه جاء مرتبكًا بعض الشيء، وهو يحتل الركن الشمالي الغربي من المعسكر الكبير الحصين الذي تبلغ مساحته حوالي عشرين فدانًا أو أكثر في النهاية الشمالية من خرائب «منف». وكان يوجد على الجانب الغربي للمعسكر ثلاثة أسوار عظيمة. والقصر المحصن الذي نحن بصدده يقع على ربوة، والأسوار التي في الجنوب قد خربت وبُني على أنقاضها، والسور أو الحوش الذي يلي القصر قد أزال أتربته السباخون، ولم يبقَ منه إلا مربع ذو جدران سميكة يبلغ ارتفاعها حوالي أربعين قدمًا وكل ما بداخله قد أزيل، وكان يوجد في داخل هذا المربع العظيم طريق لها بوابة واسعة في الجنوب، وأخرى مقابلة لها في الشمال (انظر تصميم القصر Ibid, Pl. I.)، وهذه البوابة كانت تؤدي إلى أخرى في الواجهة الجنوبية للقصر، وهي التي تؤدي منها «الطريق الواسعة القديمة» إلى الردهة العظمة. ويلحظ هنا أنه عند عمل تصميم قصر «إبريز» من جديد، كما كان عليه في أول مرة وقد وضعت طريقة جديدة للدخول إلى القصر بوساطة كتلة من المباني تقع أكثرها في الشرق، فيشاهد في الجدار عند نهاية التصميم طريق مقابلة بالضبط لنهاية «الطريق العريض الجديد»، وبينهما توجد حفرة تنصل بالقصر.
وعندما يتقدم الإنسان نحو «الطريق الواسع الجديد»، توجد قاعة بابها في الغرب ولها مقعد في امتداد الجانبين الغربي والشمالي. وهذه القاعة كانت كما يقول «بتري» بموقعها تؤدي إلى حجرة الحراسة، ويأتي خلف ذلك المطبخ بموقده المصنوع من اللبنات، وهو لا يزال قائمًا مرتكزًا على الجدار الشمالي. ويلي ذلك باب واسع (D) من اليمين، ويؤدي إلى القاعة المكسوة بالحجر الجيري. وكان يوجد جنوبي باب المدخل باب من الحجر E, C لا يزال باقيًا منه الأسكفة والعتب. وهذا الباب يؤدي من قاعة إلى أخرى في الجنوب، وهي أكثر القاعات حفظًا في القصر (رقم XIII في التصميم)، وقد بنيت الرقعة منحدرة إلى مصرف له صهريج من القصدير في رأسه، وهذا الصهريج كبير الحجم 290 × 34٫4 بوصة وعمقه من 7 إلى بوصات، وقد نقل إلى المُتْحَف المصري، وفي الجهة الشرقية من ذلك بقايا قاعة أخرى لا تزال دمنها ظاهرة.
ولا بد أنه كان يوجد على امتداد الجانب الشرقي للقصر ممر ينفذ إلى ثلاث حجرات في وسط الجانب الشرقي، غير أنه اختفى ولم يبقَ منه إلا آثاره. وخلف هذه القاعات نجد أن «الطريق الواسع» قد سد. والظاهر أن هذا السد قد قطع الطريق المباشر المؤدي إلى المنظرة، ولكن يمكن الوصول إليها بوساطة الردهة العظيمة، أو بعض ممر قد خرب الآن. ونعود الآن إلى القاعة العظمى، فنجد أن الدخول إليها قد عمل في الجنوب الشرقي وجدرانها من كل الجوانب يرجع عهدها إلى ما قبل عصر «إبريز». وفي وسط الردهة نجد بناء على شكل علبة من الحجر مدفونة في الردهة، والغرض منها لم يعرف بعد فلم تكن للماء، وهي قطعة واحدة ليس بها منافذ ومن المحتمل أنها كانت خاصة بالعرش، ويوجد كذلك علبة أخرى في الجنوب الشرقي منها مستديرة الشكل.
وفي منتصف الردهة العظمى تقريبًا يشاهد على الأرض ملفات وتيجان أعمدة من الحجر الجيري، منقوشة باسم الملك «حور واح اب» ملك الوجه القبلي والوجه البحري، والسيدتان رب السيف، «حور» المتغلب على «ست» مسعد الأرضين «حعع أب رع» ابن «بتاح». وهذه القطع وجدت ملقاة على عمق يتراوح بين 12، 16 قدمًا في الجنوب من العلبة المتوسطة، غير أنه لم توجد رقعة مبلطة أو قواعد تدل على أماكن هذه العمد الأصلية، وكانت توجد على وجه التأكيد ثلاثة منها، ولكن يحتمل أنه كان يوجد عدد كبير غيرها. ومن المحتمل أن ارتفاع العمود كان حوالي 2/1 43 قدمًا، إذا ما قرن بالعمد التي وجدت في «أهناسيا المدينة». وتدل شواهد الأحوال على أن هذه العمد كانت مقامة في قاعة عمر مفروشة يبلغ عدد عمدها 4 × 4 أي ستة عشر عمودًا تشغل الردهة الوسطى. وبعد الردهة العظمى نجد بوابة عظيمة من الحجر تؤدي إلى قاعة تبلغ مساحتها 35 × 29 قدمًا، وعلى كل من جانبي هذه الحجرة توجد قاعة ضيقة، فالتي على اليمين معلمة بأنها كانت مصنعًا، ولها دكة أو مصطبة على امتداد كل جوانبها، ولا بد أن هذه الدكة كانت للعمال للجلوس عليها، وفي وسطها كان يوجد صندوق ساذج الصنع من الأحجار الخشنة، ويحتمل أنه كان صهريج ماء. وقد وجدت حول هذه الحجرة قطع عدة من البرنز وبعض أشياء من الفضة والذهب، كل ذلك يدل على وجود مصنع في هذه البقعة. وفي شمالي كل المباني الأخرى كانت توجد مساحة واسعة تحيط بها جدران من جوانبها الثلاثة، وهذه المساحة المفتوحة يظهر أنها كانت تقابل الردهة الواسعة ذات العمد، التي عثر عليها في بلدة «اللاهون». والواقع أنها كانت تقابل ما نسميه في عهدنا الحديث المنظرة، أو حجرة الاستقبال في الأرياف في منازل العمد الأغنياء. وتدل الظواهر على أن تصميم كل القصر يشبه تمامًا منازل الأسرة الثانية عشرة، فقد كان المدخل من الجنوب ثم ممر طويل يخترق المنظرة في الشمال، وكان مسكن الخدم والمطبخ في الجهة الغربية، وخلفها كانت توجد الردهة العظيمة، وكانت أحسن الحجرات توجد في خدر النساء الذي في الشرق.
تل الناقوس: عثر على ناووس جميل باسم الملك «إبريز» في بلدة «البقلية»، أهداه هذا الملك للإله «تحوت» معبود هذه الجهة، ويبلغ ارتفاعه 1٫55 متر وعرضه 62 سنتيمترًا وعمقه 86 سنتيمترًا، وهذا الناووس جميل الصنع نقشت عليه طغراء الملك «إبريز». ويلحظ أن الإله «تحوت» معبود هذه البلدة الذي وجد ممثلًا في هذا الناووس قد مثل في كل أشكاله المختلفة، كما مثل معه شركاؤه من دائرة «أوزير». وقد أقيمت صناجة «حتحور» في داخل كوة الناووس. ونعلم من ذلك أنها كانت الإلهة المرافقة للإله تحوت في هذه الجهة (راجع Maspero, Guide (1915) P. 198; Porter & Moss, IV P. 39).
تل أدفينا: عثر في السور الشرقي للمعسكر القديم في هذه الجهة على لوح القاشاني، عليه اسم الملك «إبريز»، وهو من ودائع أساس في حجرة، وهذا اللوح موجود الآن في المُتْحَف البريطاني (راجع Hall, Catalogue of Egyptian Scarabs P. 295).
«صا الحجر» تانيس: وجد في ردهة المعبد الكبير في الرقعة التي من عهد «رعمسيس الثاني»، والملك «سيأمون» بالتوالي أن الملك «إبريز» قد نقش اسمه عليها (راجع Porter & Moss, IV P. 24) منتحلها بذلك لنفسه.
هربيط: عثر في بلدة «هربيط» على مزلاج باب نَاووس في صورة أسد، وعليه متن جاء فيه ذكر الملك «إبريز». وهو محفوظ الآن بالمُتْحَف المصري (راجع Maspero Guide, (1915) P. 512 Fig. 149)، وهذا الأسد الفاخر الذي يمثل الملك «إبريز» يحمل بين مخلبيه الأماميين حلقة سلسلة، لم يبقَ منها لدينا الآن إلا قطعة لا بأس بها. ويلحظ أنه قد عمل في الجزء الأمامي الذي على هيئة صندوق مستطيل، وهو الذي يظهر منه أن الأسد قد وضع فيه. وعلى حسب رأي «ماريت» تمثل قفلًا ضخمًا أو مزلاجًا، ويلحظ أنه في أحد طرفي السلسلة قد ثبتت آلة وضعت في فتحة ذات زوايا أربع موجودة في الطرف الآخر، وعندما تكون هذه الفتحة في مكانها يكون القفل مغلقًا.
تل الربع: عثر في «تل الربع» على تمثال ملكي لم يكن قد تم صنعه بعد، وقد استعمله الإمبراطور «كاركالا» لنفسه، وقد وجد الاسم الحواري للملك «إبريز» على قاعدة هذا التمثال، ومن المحتمل أنها خاصة به، وقد عثر عليه بجوار ناووس الملك «أمسيس»، وهو محفوظ بالمُتْحَف المصري. (راجع Milne, A. History of Egypt 1898 P. 72, Fig. 63).
المحلة الكبرى: وجد في هذه البلدة قطعة حجر باسم الملك «إبريز» مستعملة أسكفة باب، كما وجد جزء من مسلة مستعملة عقب باب في جامع هناك. (راجع Porter & Moss IV P. 54).
صا الحجر سايس: شاهد الأثري «أحمد كمال» في الحفائر التي قام بها في «صا الحجر»، وفي «القواض» عام 1899 قطعة من عمود مصنوع من البازلت في مباني إحدى البيوت، وقد نقش عليها سطران في كل منهما لقب الملك «إبريز». وقد شاهد الأثري «دارسي» عمودًا مشابهًا للسابق في «جامع الغمري» بالقاهرة هذا بالإضافة إلى عمود مماثل للسابقين في متحف القاهرة، وقد نقل «دارسي» القطعتين السالفتي الذكر للمتحف أيضًا (راجع A. S. II P. 239). ومن ثم نشاهد أمامنا ثلاثة عمد متشابهة، وتيجانها الثلاثة على هيئة رأس الإلهة «حتحور» ولا نزاع في أن هذه العمد من مبنى واحد. وقد فحص الأثري «جوتييه» هذه الأعمدة وما عليها من نقوش. ووصل إلى النتيجة التالية، وهي أن هذه الأعمدة السابقة لا بد كان يوجد منها عدد كبير منزوع من مبنى كان قد أقامه الملك «إبريز» في «صا الحجر» على شرف الإلهة حتحور، التي كانت تعد في زمنه صورة أخرى من الإلهة «نيت» حامية مدينة «سايس» والأسرة السادسة والعشرين. وهذا المبنى هو عبارة عن مقصورة قد أقيمت عمدها على هيئة العمد الحتحورية الصورة، وقد هدمت تمامًا وبعثرت أجزاؤها. ولم يمكن معرفة موقعها بالضبط في هذه الجهة وربما كان ذلك إلى الأبد، ولكن على أية حال يمكن اعتبارها ضمن الآثار التي كانت مقامة في مدينة «سايس» العظيمة يومًا ما (راجع A. S. 22, P. 199 ff).
وادي طميلات: عثر في «وادي طميلات» على قطعة من إناء نقش عليها اسم الملك «إبريز» (Porter & Moss, IV P. 54).
هليوبوليس: يوجد في متحف «جلاسجو» قطعة من الحجر عليها اسم «إبريز»، عثر عليها مع قطع أخرى لملوك أخرى (راجع Ibid. P. 61).
تل أتريب: عثر في «تل أتريب» على عمود من الحجر الجيري الأبيض من عهد الملك «إبريز»، وقد جاء على هذا العمود ذكر اسم «سربيوم» هذه المقاطعة ويدعى «بيب حنو» (De Rouge Geogr. P. 64) ، وكذلك ذكر اسم الإله «أوزير خنتي خاتي»، والظاهر أنه كان يعبد هناك مع إله المقاطعة الأصلي «حور خنتي خاني» (راجع A. S. XIII P. 280-281).
القاهرة: مسلة من الجرانيت باسم الملك «إبريز» يحتمل أنه أتى بها من «هليوبوليس»، وقد عثر عليها في المكان الذي كان يسمى فيما سبق «كوبري القنطرة الجديدة» (راجع Porter & Moss, Ibid. P. 71).
مدينة «سايس» (صا الحجر الحالية): وقد كتب الأستاذ «لبيب حبشي» مقالًا ممتعًا عن آثار «سايس» جمع فيه معلومات شيقة تنير الطريق للباحث عن نقط كانت مجهولة (راجع A. S. XLII P. 370).
كانت «سايس» هذه عاصمة المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحري، وتدعى «نيت محيت»؛ أي مقاطعة الإلهة «نيت» الشمالية. وتدعى هذه العاصمة بالمصرية «ساو» ونطقها الإغريق «سايس»، وبقيت في المصرية الحديثة باسم «صا الحجر». وكانت من أهم المدن التي لعبت دورًا هامًّا في التاريخ المصري من حيث الدين والسياسة. فقد كانت منذ نشأتها مركزًا لعبادة الإلهة «نيت» التي كانت تعبد في أماكن عدة، وبخاصة في عاصمة المقاطعة الرابعة من مقاطعات الوجه البحري، والتي كانت تدعى «نيت شمع» أو «نيت الجنوبية» وعاصمتها «بر زتع»، التي تشتغل الآن مكان «زاوية رزين» مركز «منوف». وسام المقاطعة عند اليونان Psosopis. وقد أخذت مدينة «سايس» تظهر بصفة خاصة في عهد الأسرة الخامسة والعشرين، عندما تألق نجم الأمير «تفنخت» في سماء السياسة المصرية، كما تحدثنا عن ذلك من قبل (راجع الجزء 11). وفي عهد الأسرة السادسة والعشرين أصبحت عاصمة الملك، وصار ملوكها حكام مصر وسيطروا على «سوريا» مدة من الزمن، وفي خلال تلك المدة وصلت مصر إلى درجة عظيمة من المدنية، ونمت تجارتها وأُحيي فنها القديم. وقد اقتضت الظروف أن تتصل مصر بالممالك المجاورة لها، وبخاصة بلاد الإغريق التي تأثرت لدرجة عظيمة بالحضارة المصرية، ومن ثم أصبحت «سايس» ذات شهرة واسعة، وقد أخذ ملوكها يقيمون فيها المباني العظيمة التي أكسبتها رونقًا وبهجةً. وقد وضع أمامنا «هردوت» الذي زار مصر في منتصف القرن الخامس ق.م؛ أي بعد نهاية الأسرة السادسة والعشرين بقليل وصفًا مسهبًا لمبانيها، فقد تحدث عن قصورها التي وصفها بأنها شاسعة الأرجاء تستحق الإعجاب.
أما عن مقابر ملوكها، فإنه يقول: إن ضريح «إبريز» يقع في داخل حرم جدار الإلهة «نيت» وهذا الجدار يوجد في داخله قبر «أمسيس»، وكذلك قبر «إبريز» وأسرته (راجع Herod. II § 169) ، وفي داخله كذلك قبر «أوزير» الذي يوجد خلف المعبد، وكذلك مسلات كبيرة من الحجر وبحيرة مقامة بالحجر يمثل المصريون عليها مأساة «أوزير» (Ibid, 170-171) ، أما عن معبد هذه المدينة فيقول: إن «أمسيس» قد أضاف له بوابة أمامية تعد عملًا مدهشًا يفوق كل المباني الأخرى من نفس النوع من حيث السعة والارتفاع، كما أضاف عددًا من التماثيل الضخمة وتماثيل «بولهول» عدة. ومن الآثار التي أعجب بها غاية الإعجاب حجرة ضخمة من حجر واحد، ولا بد أنه يقصد بذلك ناووسًا، وتمثالًا يمثل شخصًا مضطجعًا على سرير، ويحتمل جدًّا أن المقصود بذلك هنا هو الإله «أوزير». وعلى أساس هذا الوصف وضع «شمبليون» تصميمًا للمباني العظيمة التي في داخل سور المعبد، وهي تساعد على إعطاء فكرة عن المنظر الذي كان يحتمل أن يكون عليه حرم المعبد (راجع Lettres Ecrites d’Egypte et de Nubie (1868) P. 1. II)، والدمن الضخمة التي كانت ترى بالقرب من قرية «صا الحجر» مركز «كفر الزيات» «مديرية الغربية»، قد اجتذبت أنظار السياح الذين يتفق مرورهم بها، غير أنه منذ نهاية القرن الثامن عشر أخذ العلماء يتعرفون عليها بأنها بقايا العاصمة الساوية العظيمة. وقد كان أول من تعرف على خرائب هذه البلدة القديمة رجال حملة «نابليون»، وقد شاهدوا هناك ثلاث جبانات أهمها التي كان من المحتمل أن تحتوي على مدافن ملوك الأسرة السادسة والعشرين. وهذه الجبانة كانت محاطة بسور كان فيه معبد الإلهة «نيت» ومبانٍ أخرى مقدسة من نفس الأسرة.
................................................
1- أنظر شكل رقم 1

 



شكل 1: منظر يمثل خرائب مدينة سايس القديمة (صا الحجر الحالية).




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).