المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الحديث المضطرب والمقلوب
2024-12-22
الحديث المعلّل
2024-12-22
داء المستخفيات الرئوية Pulmonary cryptococcosis
2024-12-22
احكام الوضوء وكيفيته
2024-12-22
أحكام النفاس
2024-12-22
من له الحق في طلب إعادة المحاكمة في القوانين الجزائية الإجرائية الخاصة
2024-12-22

التشريع من الله فقط
25-09-2014
النباتات البروميلية Bromelinds
17-7-2022
من آداب عصر الغيبة: الزيارة
2024-07-03
Bhaskara
22-10-2015
تقنيات الكيمياء النانوية
21-12-2016
الفرق بين الاخبار والماجريات
2024-08-12


الفرق بين خوف الطفل من الذنب وخوفه من الأب  
  
146   09:19 صباحاً   التاريخ: 2024-12-11
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص346ــ348
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

قال العلماء: في الدولة الصغيرة للأسرة يكون خوف أفراد الأسرة على قسمين: فبعضهم يخاف من الذنب، والبعض الآخر يخاف من الأب. عندما يكون الخوف من الذنب موجوداً فإن المخاوف الباطلة الواهية تنعدم، وهنا يكون المهد الصحيح للتربية. وتتفتح أزهار الشعور بالمسؤولية في نفوس الأطفال واحدة بعد الأخرى، ويتعود الصغار على الاستقامة منذ البداية. إن أعضاء هذه الأسرة يطمئنون إلى أنهم إذا لم يتجاوزوا على حقوق الآخرين ولم يتلوثوا بالذنب والانحراف، فلن ينالهم شيء بل يكونون مقربين عند الأبوين تماماً.

في مثل هذه الظروف يكون الأب في محيط الأسرة حائزاً على الشخصية والعطف معاً، والأطفال يخافون من مؤاخذته الصحيحة والمنصفة فلا يمارسون الذنوب ولا

ينحرفون.

((ويجب على الذي يقوم بإجراء العقوبة أن يعتقد ببعض القواعد ويستمع إلى نداء الوجدان، ولا يحكم بدافع التعصب. وعليه - في نفس الوقت - أن يكون حميداً في سلوكه وعطوفاً، لا بأن يظهر ضعفه وحقارته، بل يكون ذا شفقة عامة وإنسانية تظهر في حدود القوانين المحدودة والقابلة للاحترام الاجتماعي والدولي))(1).

((إن المربي سيتظاهر بأنه سوف لا يعاقب، بل إنه يجري قوانين العدالة كموظف مختص مجبر على ذلك، وسيفهم الطفل هذه النكتة بصورة حسنة. ولما كان التوبيخ ذا جانب عاطفي تماماً هنا فيجب أن لا يخرج عن حدود الانسانية، وبهذا تكون عقوبة كهذه غير انحيازية(2).(3)

أما الخوف من الأب: فعندما يكون الخوف من الأب، الأب السيئ الخلق والقاسي، الأب الذي يتحجج ويتعنت، الأب الذي يفحش في القول ويضرب أبناءه بلا سبب فيجازي أبسط الزلات بأكبر العقوبات، الأب الذي يثأر لأتعابه الخارجية فينتقم من أطفاله الأبرياء، والذي يحل عقدة الفشل التجاري أو الإداري أو الاجتماعي عنده بإيذائهم... في الأسرة التي يحكمها مثل هذا الأب لا تحترم الأمانة والاستقامة، ولا تعرف الفضيلة والأخلاق، إنما المهم في نظر الأطفال إرضاء أبيهم المستبد، واتقاء

شره!.

إن العصر الحديث يخطئ من الناحية العلمية والتربوية، طريقة ضرب الأطفال وإيذائهم بغية التأديب، ويكاد يمنع الضرب في جميع الدول الحية فيحذر الآباء والأمهات في البيت، والمعلمون في المدرسة، من ضرب الأطفال بصورة أكيدة. قد يتصور البعض أن هذه النظرية مبتكرة في عصرنا الحاضر، وأن الانتباه إلى أهمية هذا الموضوع حصل في الحديث فقط. بينما نرى من الضروري أن نرفع هذا الوهم عن أذهان أولئك ونقول بصراحة: إن الإسلام سبقهم إلى ذلك... فعلاوة على الروايات في المنع من ضرب الأطفال، أفتى الفقهاء المسلمون في القرون الماضية بحرمة ذلك في رسائلهم العملية التي تعد المناهج اليومية لعمل المسلمين)).

قال بعضهم: شكوت إلى أبي الحسن (عليه السلام) ابناً لي، فقال: لا تضربه واهجره ... ولا تطل))(4).

ففي هذا الحديث نجد أن الإمام يمنع من ضرب الطفل بصراحة، مستفيداً من العقوبة العاطفية بدلاً من العقوبة البدنية. فالأب هو الملجأ الوحيد للطفل ومعقد آماله، وإن هجره للولد أكبر عقوبة روحية ومعنوية إنه (عليه السلام) يطلب من الوالد أن يهجر الولد ولكنه سرعان ما يوصيه بعدم طول مدة الهجر، ذلك أنه إذا كان لهجر الوالد أثر عميق في روح الطفل فإن طول مدته يبعث على تحطيم روحيته وإذا كان أثر هذا الهجر ضعيفاً فإن شخصية الوالد ستصغر في نظر الطفل لطول مدة الهجر وسوف لا يكون لتألم الوالد أثر أصلاً.

((إن للعقوبات التي ترجح فيها الوسائل العاطفية والأخلاقية على الوسائل المادية تأثيراً كبيراً، ففي مثل هذه العقوبات بدلاً من أن يحرم الطفل من الماديات يجب السعي للتأثير في قلبه ونفسه ووجدانه وعزته وغروره، فإن لم ترتبط المحروميات المادية مع مشاعره وعواطفه فإنها تفقد طابع العقوبة))(5).

وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام): ((إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب))(6) انتهى(7).

_______________________________

(1) جه میدانیم؟ تربيت أطفال دشوار: 93.

(2) المصدر السابق: 95.

(3) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 390 المحاضرة الخامسة عشرة.

(4) بحار الأنوار للمجلسي: 23 / 114. ومعنى الهجر: إظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء إليه.

(5) چه میدانیم؟ تربيت أطفال دشوار: 94.

(6) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي: 108 طبعة النجف الأشرف.

(7) الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1/ 391 المحاضرة الخامسة عشرة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.