الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
السوق الأوروبية المشتركة
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 412 ـ 415
2025-09-10
56
حسب اهدافها المعلنة في معاهدة روما وميثاقها تحتل منظمة السوق الاوروبية وضعا ممتازا لتوجيه قوى التغيير المتقلبة الموجودة فى غربى اوروبا ، وقد ولدت المنظمة تحت تأثير الخوف من زحف النفوذ السوفيتى للغرب، وظهور الاعتقاد بين اعضائها بان الارتباط الوثيق والتعاون المشترك بينهم هو افضل وسيلة للتغلب على قوى التشتت المتصارعة التي جلبت الدمار وويلات الحروب على القارة مرتين خلال ربع قرن ، والادراك المرير بان المكانة الاقتصادية والسياسية لدول اوروبا الرئيسية قد تضاءلت امام القوتين العظميين، ثم الشعور بان مواجهة التحديات التكنولوجية والسياسية الجديدة تتطلب تعاونا أكثر بينهم. فبينما كان هناك اتفاق مبدئى بين دول غربى أوروبا على التخلى عن السياسة الاقتصادية القومية التي انتهجتها كل دولة قبل الحرب في سبيل تعاون أكثر فى مجال التجارة والتكنولوجيا ، لم تخف بعض الدول هواجسها من الالتزام بمبدأ الوحدة السياسية الرسمية ، فقد عانت ألمانيا الغربية وفرنسا ودول البينلكس ( لوكسمبورج وهولندا وبلجيكا ) وإيطاليا من فقدان الثقة من النمط السياسي السائد أكثر من بريطانيا ، بينما آثرت إسكندناوه وسويسرا الاحتفاظ بحيادها التقليدي والبقاء خارج أي تجمع سياسي كبير، أما في فنلندة والنمسا فقد منعت ظروف سياسية من اشتراكها فى الوحدة السياسية المرتقبة بينما لم تحد أيبريا بنظام حكمها الدكتاتورى ترحيبا بين الدول الأخرى أما منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي التي أنشأ بغرض المساعدة في تطبيق مشروع مارشال الامريكى بصورة فعالة فكانت بمثابة مفتاح للتعاون الدولى مما اتاحته من فرصة لاكتساب التجربه فى دراسة المشاكل الاساسية وجمع الحقائق وتنسيق النشاطات المختلفة بين الأعضاء الأربعة عشر الأصليين ( والذين زاد عددهم إلى ثمانية عشر فيها بعد ) ولقى موضوع ضم ألمانيا إلى مجموعة الأمم الأوروبية بدون الغاء د بين الاحتلال ترحيبا بين الدول من حيث المبدأ ، ثم انشأت هيئة الرور الدولية (International Ruhi Authority) لتنظيم الصناعة الألمانية الثقيلة وكذلك حلف شمال الأطلسي لأغراض الدفاع وأيضا تأكيد مفهوم الوحدة الجغرافية السياسية لدول شمال الأطلسي. وقد انعكس عدم تبلور مفهوم واضح لأوروبا ووحدتها وأسس هذه الوحدة في تلك التنظيمات التي ظهرت (مثل وحدة أوروبا الغربية West European Union) والمجلس الأوروبى Council of Europe التي انهارت أمام التناقضات والارتباكات الناتجة من التجارب المختلفة والارتباطات الدولية ( المكانية ) والقومية التي تسلب القارة من توجيه مركزى سليم.
يمكن اعتبار و منظمة الفحم والصلب الاوروبية اول منظمة عملية ذات فعالية يتم انشاؤها في أوربا بغرض تقاسم سوق الفحم والصلب على أسس عادلة وعقلنة الإنتاج لسد الطلب الشديد لهاتين البضاعتين ، كما أنها كانت تنظيما مثاليا لاجتذاب ألمانيا إلى داخل مجموعة الشعوب الأوروبية تحل المنظمة فيه محل هيئة الرور الدولية ، ثم تخفيف حدة التوتر بين فرنسا وألمانيا حول حقول الفحم ومصانع صلب إقليم السار ، كما ساعدت المنظمة فى الاعتراف بمفهوم إقليمي عملي جديد يمكن اعتباره أساسا أوليا في تطور منظمة اقتصادية أوروبية، ويتمثل هذا المفهوم في المونتاندراييك Montand Reisch الذي يضم مثلث الصناعات الثقيلة في الروز - سارلورلكس مينلكس.
في بداية الخمسينات ومن أهداف وإنجازات منظمة الفحم والصلب تبلورت نواة وحدة سياسية واقتصادية أكثر شمولا وتكاملا وكان من أبرز دوافعها الشعور عند كثير من الدول بأن أية مواجهة بين القوتين العظميين ستكون على حساب أوروبا ، ومن ثم كانت الرغبة في جعل أوروبا و قوة ثالثة ، تستطيع التصدى والوقوف أمامها . وقد سعت الدول الستة بجدية لتحقيق هذه الأهداف وأخيرا توجت مساعيهم بإنشاء السوق الأوروبية المشتركة وفق معاهدة روما (1957 ) وربما كان لعدم مرونة المعاهدة دور في عدم انضمام دول أخرى إلى السوق . ولو كان هنا تبرير لهذه الصرامة بان قوانينها صيغت في ظروف سياسية مختلفة فإن الدول المعارضة كانت تفضل سياسة أكثر مرونة وانتهاج طريق اکثر بطئا لاي اتحاد سیاسی و اقتصادي بين دول غربى أوروبا.
وقد ساعدت مؤثرات جغرافية في تدعيم الاعتبارات الاقتصادية والسياسية في تحديد اعضاء السوق المشتركة الاصليين الذين جمعتهم وربطت بينهم تحربة المونتاندراييك : المشتركة ذات الصبغة الدولية. وقد وجدت المنظمة بابعادها السياسية والاقتصادية الجديدة وضعا جغرافيا مناسبا حول حوص نهر الراين وممراته المالية وحول المصالح الاقليمية المشتركة لفرنسا ودول البينلكس والمانيا الغربية، اما ايطاليا فقد جذبها إلى المنظمة وضعها المنعزل في حنوب اوروبا بين ايبريا الدكتاتوريه والنفوذ السوفيتي المتزايد في البلقان، بينما أثرت بريطانيا البقاء بعيدة منها نظرا لارتباطاتها الدولية ، خاصة مع دول الكومنولث ، ولان موقعها الساحلى بعيدا من التجربة المشتركة لتلك الدول اثناء فترة انبعاث القومية الأوروبية جعلها في معزل من تلك الاحداث ، فقد شعلها مشاكل امبراطوريتها المترامية الاطراف عن شئون القارة لأكثر من قربين واعتقادها بأن هذه الارتباطات والعلاقات ستكون في درجة من القوة والمتانة للإبقاء على مكانها الدولية بين هذه المجموعة المتنافرة من الأقاليم الاوروبية ، وقد برهنت الاحداث خطأ هذا الاعتقاد مما اضاع على بريطانيا فرصة الانضمام للسوف ابات ، فقد ظهرت الحقيقة المره مؤخرا في وقت غير موات فكان انضمامها انشائها الاخير وسط موجات الاحتجاج من اعضاء الشعب واعتراض فرنسا ثم مشاكل السياسة الزراعية العامة بعد انضمامها والتي تم حلها بعد اجتماعات عاصفة لصالحها وسنقوم الآن بدراسة موجزة للدول الأعضاء في السوق المشتركة لكي نقف على اسهاماتها تجاه السوق والميزات والمشاكل التي نجمت عن هذا التألف الإقليمي.
الاكثر قراءة في الجغرافية الصناعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
