الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نشأة الزراعة وانتشارها في اوربا
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 289 ـ 294
2025-09-06
52
على الرغم من أن الزراعة لم تنشأ في أوروبا فإن هذه المهنة تمارس هناك منذ أمد بعيد في التاريخ ، فالمعروف حتى الآن أن استثناء النبات والحيوان تم تقريبا في أجزاء من القارة الآسيوية خاصة منطقة جنوب غرب وجنوب شرق هذه القارة ، ومن هناك أخذت الزراعة تنتشر تدريجيا نحو الشمال والغرب عبر الهند والهلال الخصيب حيث أضيفت بعض المحصولات المهمة حتى وصلت منطقة البحر الأبيض المتوسط في حوالي 6500 ق.م. أما أوروبا الوسطى فقد أصبحت زراعية حوالي 3000 ق . م . وايرلندا حوالى 2000 ق .م . ومنطقة تروندهيم النرويجية حوالى 1800 ق . م ، ويبدو أن الزراعة كانت معروفة لدى طلائع الشعوب التي كانت تتكلم اللغة الهندية الأوروبية لأن مفردات لغتهم كانت تضم كلمات مثل الثور والغنم والخنزير والمحراث والقمح والشعير والتفاح. ونجد أن معظم المحاصيل والحيوانات التي تمثل الخصائص الأساسية للزراعة الأوروبية قد استأنست خارج حدود القارة وأن الهنود الأوروبيين قد ورثوها من شعوب أخرى ، فالقمح جاء أصلا من جنوب غربى آسيا في حين أن الحمضيات أنت من الهند المدارية عن طريق البلاد العربية ، والبطاطس الأبيض والذرة الشامية من أمريكا، والخنزير من جنوب شرق آسيا والماشية من شمال غرب الهند والخيل من منحدرات جبال القوقاز، وينطبق هذا أيضا على مصدر الوسائل والآلات الزراعية مثل فن عمل المصاطب الذي ربما قد نشأ في منطقة التلال القريبة من الهلال الخصيب ، أما طرق الرى فهى هدية شعوب منطقة الصحارى والسهوب لسكان جنوب أوروبا، ونجد أن المعزقة والمحراث وجدتا طريقها من مناطق خارج القارة .. غالبا منطقة جنوب غرب آسيا ، وهكذا يمكن أن تعتبر أوروبا منطقة هامشية أخذت أساليب الزراعة وفنونها من مناطق أكثر تقدما وذات حضارات أرقى وأنها لم تكن مركز ابتكار أو ابتداع زراعي.
يتأثر نمط الزراعة في أوروبا بعدة عوامل مختلفة منها المناخ وبوجه خاص الحرارة ، والمطر عامل واضح الأثر على الزراعة ، فهو ضابط لنوع الزراعة ففي داخل القارة تتحدد الحبوب المختلفة التى يمكن زراعتها في خطوط متوالية وتشمل من الجنوب إلى الشمال الذرة ، القمح ، الشوفان ، الشعير الذي يحتاج لفصل نمو أقصر من الحبوب الأخرى حتى الأرز يزرع في مناطق صغيرة معينة في جنوب أوروبا تصلح معظم أراضى أوروبا الممارسة الزراعة على أن الأحوال المناخية وصفات التربات تختلف كثيرا من جهة الأخرى فالتربة تختلف من تربة البدزول الفقيرة السائدة في المناطق الشمالية الباردة إلى التربات البنية والكستنائية وحتى السوداء كلما اتجهنا جنوبا وشرقا إلى أن نصل إلى مناطق التربة السوداء الغنية في سهول أكرانيا السوفيتية ، وتغطى السهل الأوروبى العظيم تربات مستمدة من بقايا العصر الجليدي وتتراوح من تربة طينية إلى رملية خفيفة وإلى طفل جيرى Loams وتربة اللويس التي تكسو مناطق واسعة حول الكتل هيرسينية، وأخيرا التربة الغرينية التي توجد في معظم أودية الأنهار الكبيرة ، أما في إقليم البحر الأبيض فنجد أن التربة الحمراء - Territ السائدة وقد نتجت من تعرض الصخور الجيرية إلى عوامل التجوية.
وقد كان المناخ أوروبا خاصة الغربية أثر واضح في احتفاظ التربة بخصوبتها نسبيا وذلك لأن نزول الأمطار طول السنة وبكميات معتدلة وكثرة الضباب والندى قد قلل من غسل التربة بالمقارنة مع المناطق الأخرى. أما المزارع الأوروبي فإليه يعزى خصوبة التربة ، فمن خلال الممارسة الطويلة للزراعة عبر السنين فقد عرف أثر السماد الحيواني على التربة ومارس الدورات الزراعية ليخفف من الضغط على التربة ، وادرك أهمية السياد فاحتفظ لذلك بكمية من الحيوانات في مزرعته أما الأراضي التي لا تصلح للزراعة فهذه توجد في الأقاليم الجبلية المرتفعة وبعض الأجزاء التي تقع في شمال إسكندناوه وذلك بسبب قسوة مناخها ، وفي بقية أجزاء القارة نجد أن هناك تباينا واضحا بين حوض البحر المتوسط وشمال أوروبا ، ففي حوض البحر المتوسط يستغرق فصل النمو الشتاء والربيع وتنضج المحاصيل خلال أشهر الصيف الحارة الجافة وتعد المحاصيل الشجرية مثل الزيتون ومحاصيل الكروم مثل العنب من أهم معالم الزراعة في هذا الإقليم، وتقل محاصيل نباتات العلف التي تذوب وتجف في فصل الصيف الجاف ونتيجة لذلك يقل عدد ماشية الألبان وعلى الرغم من أن أعداد الماشية قد تزايدت في السنوات الأخيرة إلا أن دول البحر المتوسط لا تزال تعتمد في الحصول على حاجتها من منتجات الألبان على الأغنام والماعز، وقد لعبت طبائع هذه الحيوانات الرعوية دورا كبيرا في القضاء على الغابات في هذه المنطقة وتزيد أهمية الري فى جهات محدودة من الحوض وبخاصة في جنوب أسبانيا وبعض أجزاء من إيطاليا وإلى الشمال من المرتفعات الألبية يستغرق فصل النمو الصيف ولكن إلى الشمال وإلى الشرق منها توقف قسوة الشتاء نمو النباتات وتحمد إلى درجة كبيرة من مدى وعدد المحاصيل التي يمكن زراعتها.
وتتميز الأطراف الشمالية الغربية للقارة بصيفها المعتدل الأميل إلى البرودة وبشتائها الدافئ ووفرة أمطارها وكلها عوامل تساعد على نمو الحشائش ومحاصيل العلف ولذلك تزيد أهمية ماشية الألبان ومنتجاتها في شمال غرب فرنسا والجزر البريطانية والأراضي المنخفضة (هولنده وبلجيكا وأسكندناوه) .
أما في شرق القارة فالمناخ أكثر جفافا والشتاء أشد برودة وتقل أهمية الحشائش و محاصيل العلف وتشتمل الزراعة هنا على محاصيل الحبوب والبطاطس والبنجر وتحدد الظروف المحلية للمناخ والتربة والدورات الزراعية أنواع الغلات ، ولكن بصفة عامة يزرع الشيلم في التربات الضعيفة الخصوبة ويزرع القمح في التربات الجيدة كما يزرع الشوفان كعلف للحيوان والشعير الذي تقوم عليه صناعة البيرة ، أما في شمال أوروبا فالتربات أفقر نوعا وفصل النمو أقصر منه في وسط أوروبا وتزيد هنا أهمية الحشائش ومحاصيل العلف والكتان محليا عن القمح كما تزيد مساحة المناطق الغابية ، وتعد الخضر من أهم الغلات الزراعية بالقرب من المدن وتزرع محاصيل الخضر المبكرة والبطاطس والزهور للتصدير لأسواق المدن البعيدة في بعض الجهات المحددة الملائمة لهذه الزراعات كما هو الحال فى جنوب وجنوب غرب فرنسا وفي الأجزاء الدافئة نوعا في جنوب غرب الجزر البريطانية.
الاكثر قراءة في الجغرافية الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
