عصمة يونس بن متى
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 4 ص432-433.
2025-06-25
445
عصمة يونس بن متى
قال تعالى : {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء: 87، 88].
قال علي بن إبراهيم ، هو يونس ، وَذَا النُّونِ أي ذا الحوت « 1 ».
وروي عن علي بن محمد بن الجهم ، عن الرضا عليه السّلام ، فيما سأله المأمون عن عصمة الأنبياء ، فقال الرضا عليه السّلام : « نعم ». قال له : أخبرني عن قول اللّه تبارك وتعالى : {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ }.
قال الرضا عليه السّلام : « ذلك يونس بن متّى عليه السّلام ، ذهب مغاضبا لقومه فَظَنَّ بمعنى استيقن أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أيّ لن نضيّق عليه رزقه ، ومنه قول اللّه تعالى : {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ } [الفجر: 16] أي ضيّق وقتّر ، فَنادى فِي الظُّلُماتِ أي : ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت : أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ لتركي مثل هذه العبادة التي قد فرّغتني لها في بطن الحوت ، فاستجاب اللّه له ، وقال تعالى : فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ « 2 » ».
فقال المأمون : « للّه درّك ، يا أبا الحسن » « 3 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام - في رواية أبي الجارود - في قوله تعالى : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً يعني من أعمال قومه فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ يقول : ظنّ أن لن يعاقب بما صنع » « 4 ».
وقال الشيخ الطبرسي : فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ أي : من بطن الحوت وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ أي : ننجيهم إذا دعونا به ، كما أنجينا ذا النون « 5 ».
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 74 .
( 2 ) الصافات : 143 و 144 .
( 3 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 201 ، ح 1 .
( 4 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 75 .
( 5 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 109 .
الاكثر قراءة في النبوة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة