غفران الذنب مقرون بسرعة الانابة والتوبة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص24-25.
2025-06-17
572
غفران الذنب مقرون بسرعة الانابة والتوبة
قال تعالى : {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء : 17، 18].
1 - قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في قول اللّه : {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه : 82] : « لهذه الآية تفسير يدلّ على ذلك التفسير ، إنّ اللّه لا يقبل من عبد عملا إلّا ممّن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير ، وما اشترط فيه على المؤمنين ، وقال : إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ يعني كلّ ذنب عمله العبد وإن كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربّه ، وقد قال فيه تبارك وتعالى يحكي قول يوسف لإخوته : {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ} [يوسف : 89] فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية اللّه » « 1 ».
2 - قال أبو جعفر عليه السّلام : « إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى حنجرته - لم يكن للعالم توبة ، وكانت للجاهل توبة » « 2 ».
وقال أبو علي الطّبرسي : اختلف في معنى قوله : بِجَهالَةٍ على وجوه ، أحدها أنّه كلّ معصية يفعلها العبد بجهالة ، وإن كانت على سبيل العمد ، لأنّه يدعو إليها الجهل ويزيّنها للعبد ، قال : وهو المرويّ عن أبي عبد اللّه عليه السّلام « 3 » .
3 - سئل الصادق عليه السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ .
قال عليه السّلام : « ذلك إذا عاين أحوال الآخرة » « 4 » .
وقال عليه السّلام في رواية أخرى : « هو الفرّار تاب حين لم تنفعه التوبة ، ولم تقبل منه » « 5 » .
___________
( 1 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 228 ، ح 62 .
( 2 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 228 ، ح 64 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 3 ، ص 36 .
( 4 ) من لا يحضره الفقيه : ج 1 ص 79 ، ح 355 .
( 5 ) تفسير العيّاشي : ج 1 ، ص 228 ، ح 63 .
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة