التكبر في صفة العباد ذم وفي صفة الله مدح
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص336-337.
2025-11-10
110
التكبر في صفة العباد ذم وفي صفة الله مدح
قال تعالى : {قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [الأعراف: 13].
قال الشيخ الطبرسي : أي : قال اللّه سبحانه لإبليس {فَاهْبِطْ} أي : إنزل وانحدر{ مِنْها }أي : من السماء . . وقيل : من الجنة . وقيل معناه إنزع ما أنت عليه من الدرجة الرفيعة ، والمنزلة الشريفة ، التي هي درجة متبعي أمر اللّه سبحانه ، وحافظي حدوده ، إلى الدرجة الدنية التي هي درجة العاصين ، المضيعين أمر اللّه فَما {يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ} ، عن أمر الله فِيها أي : في الجنة ، أو في السماء ، فإنها ليست بموضع المتكبرين ، وإنما موضعهم النار كما قال {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} فَاخْرُجْ من المكان الذي أنت فيه ، أو المنزلة التي أنت عليها {إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} أي : من الأذلاء بالمعصية في الدنيا ، لأن العاصي ذليل عند من عصاه ، أو بالعذاب في الآخرة ، لأن المعذب ذليل.
وهذا الكلام إنما صدر من اللّه سبحانه على لسان بعض الملائكة ، . . . ، وقيل : إن إبليس رأى معجزة تدله على أن ذلك كلام اللّه ، وقوله سبحانه :
{فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها} لا يدل على أنه يجوز التكبر في غير الجنة ، فإن التكبر لا يجوز على حال ، لأنه إظهار كبر النفس على جميع الأشياء ، وهذا في صفة العباد ذم . وفي صفة اللّه سبحانه مدح ، إلا أن إبليس تكبر على اللّه سبحانه في الجنّة ، فأخرج منها قسرا ، ومن تكبر خارج الجنة ، منع من ذلك بالأمر والنهي « 1 ».
_________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 2 ، ص 225 .
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة