استحباب الصلاة في المسجد
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج1/ ص158-169
2025-05-13
1027
إن الاتيان بالمكتوبة للرجال في المسجد أفضل من الاتيان بها في المنزل ، وقد ورد الحث العظيم على حضور المساجد ، وإن من كان القرآن حديثه ، والمسجد بيته ، بنى اللّه له بيتا في الجنة[1]. وإن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان : أخا مستفادا في اللّه ، أو علما مستطرفا ، أو آية محكمة ، أو يسمع كلمة تدل على هدى ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة ترده عن ردى ، أو يترك ذنبا خشية أو حياء[2]. وإن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، يظلّه اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه[3]. وإن بيوت اللّه في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطّهر في بيته ، ثم زار اللّه في بيته ، وحقّ على المزور أن يكرم الزائر[4]. وإن من مشى إلى المسجد لم يضع رجلا على رطب ولا يابس إلّا سبحّت له الأرض إلى الأرضين السابعة[5]. وإنّه ما عبد اللّه بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيته[6]. وإن من مشى إلى مسجد من مساجد اللّه فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ، ومحي له عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات[7]. وإنّ أحب البقاع إلى اللّه المساجد ، وأحّب أهلها إلى اللّه أولهم دخولا وآخرهم خروجا منها[8].
ويتأكّد الفضل في حق جار المسجد ، وحدّه إلى أربعين دارا ، وقد ورد أنه لا صلاة مكتوبة لجار المسجد - في حال صحته وفراغه من الأعذار - إلّا في المسجد[9]. وقيل : بأن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة .
وأما النافلة ، ففضلها في السر عليها علانية كفضل الفريضة على النافلة[10]. كما إن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها ، وقد ورد أن خير مساجد النساء البيوت[11]. وإن صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجمع خمسا وعشرين درجة[12]. وإن صلاتها في مخدعها[13] ، أفضل من صلاتها في بيتها ، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في الدار[14] .
ثم إن صلاة الرجل في المسجد الأعظم الذي يكثر اختلاف عامة أهل البلد إليه بمائة صلاة ، وفي مسجد القبيلة الذي لا يأتيه إلّا طائفة من الناس كمساجد محاليل البلد ومساجد القرى بخمس وعشرين صلاة ، وفي مسجد السوق الذي لا يأتيه غالبا إلّا أهل السوق بأثني عشر صلاة[15].
فضل المساجد العظام
وأما المساجد العظام فلها فضائل زائدة :
المسجد الحرام
فمنها : المسجد الحرام ، وفضله عظيم ، وقد ورد إن من صلّى فيه صلاه مكتوبة قبل اللّه كل صلاة صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة ، وكل صلاة يصليها إلى أن يموت[16]. وإن نافلة فيه تعدل عمرة مبروره ، والفريضة فيه تعدل حجة متقبلة[17]. وإن صلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد[18] ، بل ورد إن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة[19]، وأفضل مواضعه الحطيم – ما بين الحجر وباب البيت - ثم مقام إبراهيم ، ثم الحجر ، ثم ما دنا من البيت[20].
وسمي الحطيم حطيما لأن الناس يحطم بعضهم بعضا هناك . وورد إنه أفضل بقعة على وجه الأرض ، وهو الموضع الذي تاب اللّه فيه على آدم[21].
ولا تكره صلاة الفريضة في الحجر ، وليس شيء منه من الكعبة[22].
مسجد الخيف
ومنها : مسجد الخيف[23] بمنى ، فقد ورد ان من صلى فيه مائة ركعة قبل ان يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن سبح اللّه فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، ومن هلل اللّه فيه مائة تهليله عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد اللّه فيه مائه تحميده عدلت خراج العراقين يتصدق به في سبيل اللّه عزّ وجل[24].
مسجد الرسول
ومنها : مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالمدينة المشرفة ، فقد ورد ان الصلاة فيه تعدل الف صلاة في غيره[25]. وفي خبر آخر تعدل عشرة آلاف صلاة فيما عدى المسجد الحرام من المساجد[26]. وأفضل أماكنه ما بين القبر والمنبر ، فإنه روضة من رياض الجنة ، وأفضل منه الصلاة في بيت فاطمة سلام اللّه عليها[27].
مساجد المدينة
ومنها : مساجد المدينة المشرفة كمسجد قبا ، فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم . [ ومشربة أم إبراهيم ] ومسجد الفضيخ [ وقبور الشهداء ] ، ومسجد الأحزاب ، وهو مسجد الفتح[28].
مسجد الغدير
ومنها : مسجد الغدير ، فان في الصلاة فيه فضلا سيما ميسرة المسجد[29].
مسجد براثا
ومنها : مسجد براثا بين بغداد والكاظمية ، فان فيه فضلا كثيرا[30].
مسجد بيت المقدس
ومنها : بيت المقدس ، فان الصلاة فيه تعدل الف صلاة[31].
مسجد الكوفة
ومنها : المسجد الأعظم بالكوفة ، فإن فضله عظيم ، وإنه روضة من رياض الجنة ، صلى فيه ألف وسبعون نبيا ، وألف وصي ، وفيه عصا موسى ، [ وشجرة يقطين ] وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور ، ونجرت السفينة ، وهو صرة بابل ، ومجمع الأنبياء[32]. والصلاة فيه بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة ، وإن الجلوس فيه - بغير تلاوة ولا ذكر - لعبادة[33]. وإن صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة[34] ، وميمنته ووسطه أفضل من ميسرته ، لما ورد من أن ميمنته رحمة ، ووسطه روضة ، وميسرته مكر ، يعني منازل السلاطين كما في خبر ، والشياطين كما في آخر[35].
ويستحب قصده ولو من بعيد ، وقد قصده السجاد عليه السّلام من المدينة[36]. وورد أنه لو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا[37]. وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : يا أهل الكوفة ! لقد حباكم اللّه [ خ ل : عز وجلّ ] بما لم يحب به أحدا ، من فضل مصلّاكم بيت آدم عليه السّلام وبيت نوح ، وبيت إدريس ، ومصلّى إبراهيم الخليل ، ومصلّى أخي الخضر عليهم السّلام ومصلّاي ، وإنّ مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها اللّه عزّ وجلّ لأهلها ، وكأنّي به قد أتى [ خ . ل : به ] يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم ، ويشفع لأهله ولمن يصلّي فيه فلا تردّ شفاعته ، ولا تذهب الأيام والليالي حتى ينصب الحجر الأسود فيه ، وليأتّين عليه زمان يكون مصلّى المهدي عجل اللّه تعالى فرجه من ولدي ، ومصلّى كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلّا كان به أو حّن قلبه إليه ، فلا تهجروه ، وتقربوا إلى اللّه عز وجل بالصلاة فيه ، وأرغبوا [ خ . ل : إليه ] في قضاء حوائجكم ، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوا من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج[38].
ويستحب فيه صلاة الحاجة ، بما يأتي في باب صلوات الحاجة إن شاء اللّه تعالى[39].
مسجد السهلة
ومنها : مسجد السهلة ، فإن فيه بيت إبراهيم عليه السّلام الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ، وفيه بيت إدريس عليه السّلام الذي كان يخيط فيه ، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين عليهم السّلام ، وتحت الصخرة الطينة التي خلق اللّه منها النبيين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم[40]. [ خ . ل : موضع منه ] وهو ممّر الناس ، وهو من كوفان ، وفيه مناخ الخضر عليه السّلام ، وفيه ينفخ في الصور وإليه المحشر ، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب[41]، وما بعث اللّه نبيا إلّا وقد صلّى فيه[42] ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم[43] ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلّا وقلبه يحّن إليه[44]، وما من يوم وليلة إلّا والملائكة يأوون إليه ويعبدون اللّه فيه[45] ، ومنه يظهر عدل اللّه ، وفيه يكون قائمه والقوّام من بعده[46] ، ومن دعا اللّه فيه بما أحب قضى له حوائجه ، ورفعه يوم القيامة مكانا عليّا إلى درجة إدريس عليه السّلام ، وأجاره من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه[47].
وورد في عدة أخبار عنهم عليهم السّلام إنّ من أتاه وصلى فيه ركعتين ثم استجار باللّه لا جاره سنة[48]. وفي رواية أخرى : عشرين سنة[49]. وفي ثالثة : إن من صلى فيه ركعتين زاد اللّه في عمره سنتين[50]. وفي عدة أخبار أخر عنهم عليهم السّلام أنه ما أتاه مكروب قط فصلى فيه بين العشاءين ودعا اللّه عز وجل إلّا فرج اللّه كربته[51].
وقد أشتبه الأمر على الشيعة الأطهار اليوم فخبطوا بين هاتين الطائفتين ، وأستقر عملهم على الإتيان بصلاة الاستجارة بين العشاءين وزادوا تقييدها بليلة الأربعاء ، والأخبار على كثرتها خالية عن التقييد بليلة الأربعاء ، ويعزى إلى ابن طاووس قده سره أنه قال : الأولى الإتيان بها ليلة الأربعاء ، ولم نقف على مستنده ، والحق إن صلاة الاستجارة لا تتقيد بليل ولا نهار ، ولا بما بين العشاءين ولا بغير ذلك ، وإنّها تصّح في كلّ يوم وليلة ، وكلّ ساعة ودقيقة ، وإنّ صلاة المكروب موردها ما بين العشاءين ، فلا تذهل .
مسجد صعصعة
ومنها : مسجد صعصعة بالكوفة ، فإن فيه فضلا[52].
ويطلب شرح أعمال المساجد المذكورة من الكتب المعدة لذلك إن شاء اللّه تعالى .
[1] ثواب الأعمال : 47 باب ثواب من كان القرآن حديثه والمسجد بيته .
[2] ثواب الأعمال : 46 باب ثواب الاختلاف إلى المساجد .
[3] الخصال : 2 / 342 باب سبعة في ظل عرش اللّه يوم القيامة ، عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال : سبعة يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظلّ إلا ظلّه : امام عادل ، وشاب نشأ في عبادة اللّه عزّ وجلّ ، ورجل قلبه متعلّق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود اليه ، ورجلان كانا في طاعة اللّه عزّ وجلّ فاجتمعا على ذلك وتفرقا ، ورجل ذكر اللّه خاليا ففاضت عيناه ، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال : اني أخاف اللّه ، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا يعلم [ خ . ل : تعلم ] شماله ما يتصدق بيمينه .
[4] المقنع : 7 ، وثواب الأعمال : 74 حديث 1 .
[5] ثواب الأعمال : 46 باب ثواب المشي إلى المساجد حديث 1 ، وفي الفقيه : 1 / 152 حديث 702 ( إلى الأرضين السابعة ) .
[6] ثواب الأعمال: 212 باب ثواب الصمت والمشي إلى بيت اللّه عزّ وجلّ حديث 1.
[7] عقاب الأعمال : 340 باب يجمع عقوبات الاعمال حديث 1 .
[8] الكافي : 3 / 489 باب النوادر حديث 14 .
[9] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 226 باب 2 حديث 1 .
[10] الوسائل : 3 / 555 باب 69 حديث 7 .
[11] وسائل الشيعة : 3 / 510 باب 30 حديث 3 .
[12] وسائل الشيعة : 3 / 510 باب 30 حديث 5 .
[13] المخدع : البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير . مجمع البحرين [ منه ( قدس سره ) ] .
[14] الفقيه : 1 / 259 باب 56 حديث 1178 .
[15] وسائل الشيعة : 3 / 551 باب 64 حديث 2 .
[16] الفقيه : 1 / 147 باب 37 حديث 680 .
[17] مستدرك الوسائل : 1 / 237 باب 41 حديث 1 ، والفقيه : 1 / 148 حديث 683 .
[18] ثواب الأعمال : 49 باب ثواب الصلاة في المسجد الحرام حديث 1 ، والفقيه : 1 / 147 باب 37 حديث 679 .
[19] كامل الزيارات : 20 باب 4 حديث 2 ، بسنده عن مرازم ، قال : سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن الصلاة في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره ، وصلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي . . الحديث .
[20] الكافي : 4 / 525 باب فضل الصلاة في المسجد الحرام وأفضل بقعة فيه حديث 1 .
[21] وسائل الشيعة : 3 / 539 باب 53 حديث 7 .
[22] كما صرح بذلك الفقهاء كما جاء في جواهر الكلام كتاب الحج .
[23] قال الصادق عليه السّلام : انّما سمّي مسجد الخيف لأنّه مرتفع من الوادي ، وما ارتفع عن الوادي يسمّى خيفا . [ منه ( قدس سره ) ] . وسائل الشيعة : 3 / 534 باب 50 حديث 1 .
[24] الفقيه : 1 / 149 باب 36 حديث 690 .
[25] كامل الزيارات : 21 باب 4 حديث 5 .
[26] كامل الزيارات : 21 باب 4 حديث 3 .
[27] الكافي : 4 / 554 باب المنبر والروضة ومقام النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة ، وقوائم منبري ربّت في الجنّة ، قال : قلت : هي روضة اليوم ؟ قال : نعم ، إنّه لو كشف الغطاء لرأيتم . وفي صفحة 556 حديث 13 ، بسنده عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : الصلاة في بيت فاطمة عليها السّلام أفضل أو في الروضة ؟ قال : في بيت فاطمة عليها السّلام .
[28] الكافي : 4 / 560 باب اتيان المشاهد وقبور الشهداء حديث 1 ، بسنده عن معاوية بن عمار قال : قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : لا تدع اتيان المشاهد كلها ، مسجد قبا ؛ فإنه المسجد الذي اسّس على التقوى من أول يوم ، ومشربة أم إبراهيم ، ومسجد الفضيخ ، وقبور الشهداء ، ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح . قال : وبلغنا ان النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان إذا اتى قبور الشهداء قال : السّلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، وليكن فيما تقول عند مسجد الفتح « يا صريخ المكروبين ، و يا مجيب دعوة المضطرين اكشف همّي وغمّي وكربي كما كشفت عن نبيك همّه وغمّه وكربه ، وكفيته هول عدوه في هذا المكان » .
[29] الكافي : 4 / 566 باب مسجد غدير خم حديث 2 ، بسنده عن حسان الجمال ، قال : حملت أبا عبد اللّه عليه السّلام من المدينة إلى مكّة فلمّا انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال : ذلك موضع قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حيث قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال : ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة الجرّاح ، فلمّا ان رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض : انظروا إلى عينيه تدور كأنّهما عينا مجنون ، فنزل جبرئيل عليه السّلام بهذه الآية وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ .
[30] الفقيه : 1 / 151 باب 37 حديث 699 ، بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري أنه قال : صلّى بنا علي عليه السّلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ، ونحن زهاء مائة الف رجل ، فنزل نصرانيّ من صومعته ، فقال : من عميد هذا الجيش ؟ فقلنا : هذا ، فاقبل اليه فسلّم عليه ، فقال : يا سيّدي ! أنت نبيّ ؟ فقال : لا ، النبي سيّدي ، قد مات ، قال : فأنت وصيّ نبيّ ؟ قال : نعم ، ثم قال له : اجلس ، كيف سألت عن هذا ؟ قال : انا بنيت هذه الصومعة من اجل هذا الموضع - وهو براثا - وقرأت في الكتب انه لا يصلّي في هذا الموضع بهذا الجمع الّا نبيّ أو وصيّ نبيّ ، وقد جئت اسلم ، فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة ، فقال علي عليه السّلام : فمن صلّى هاهنا ؟ قال : صلّى عيسى بن مريم عليه السّلام وامّه ، فقال له علي عليه السّلام : أفأخبرك من صلّى هاهنا ؟ قال : نعم ، قال : الخليل عليه السّلام .
[31] المحاسن : 55 باب 66 ثواب الصلاة في بيت المقدس حديث 84 .
[32] الكافي : 3 / 492 باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : سمعته يقول : نعم المسجد مسجد الكوفة ، صلّى فيه الف نبي وألف وصيّ ، ومنه فار التنور ، وفيه نجرت السفينة ، ميمنته رضوان اللّه، ووسطه روضة من رياض الجنّة ، وميسرته مكر ، فقلت لأبي بصير : ما يعني بقوله مكر ؟ قال : يعني منازل السلطان. وفي 493 حديث 9 ، بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : مسجد كوفان روضة من رياض الجنّة ، صلّى فيه الف نبيّ وسبعون نبيّا ، وميمنته رحمة ، وميسرته مكر ، فيه عصا موسى ، وشجرة يقطين ، وخاتم سليمان ، ومنه فار التّنور ، ونجرت السفينة ، وهي صرّة بابل ، ومجمع الأنبياء عليهم السّلام . والمؤلف قدس سره جمع بين الروايتين تقريبا .
[33] الكافي : 3 / 490 باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة وفضل الصلاة فيه حديث 1 .
[34] الكافي : 3 / 491 باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة وفضل الصلاة فيه حديث 2 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وهو في مسجد الكوفة ، فقال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته ، فردّ عليه ، فقال : جعلت فداك انّى أردت المسجد الأقصى فأردت ان اسلّم عليك واودّعك ، فقال له : وايّ شيء أردت بذلك ؟ فقال : الفضل جعلت فداك ، قال : فبع راحلتك وكل زادك ، وصلّ في هذا المسجد ، فانّ الصلاة المكتوبة فيه حجّة مبرورة ، والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة فيه على اثني عشر ميلا يمينه يمن ويساره مكر . وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شراب للمؤمنين ، وعين من ماء طهر للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح ، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيّا انا أحدهم - وقال بيده في صدره - ما دعا فيه مكروب بمسالة في حاجة من الحوائج الا اجابه اللّه وفرّج عنه كربته . أقول : المكر المصرح به في الحديث لعل سوق الكوفة كان في يسار المسجد ، أو ان منزل الولاة والسلطان كان على يسار المسجد فتفحص .
[35] الكافي : 3 / 492 باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة وفضل الصلاة فيه حديث 3 .
[36] الكافي : 8 الروضة / 255 حديث 363 ، بسنده عن أبي حمزة قال : ان اوّل ما عرفت علي بن الحسين عليهما السّلام انّي رأيت رجلا دخل من باب الفيل فصلّى أربع ركعات فتبعته حتى اتى بئر الزكاة [ خ . ل : بئر الركوة ] وهي عند دار صالح بن علي ، وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام اسود ، فقلت له : من هذا ؟ فقال : هذا علي بن الحسين عليهما السّلام ، فدنوت اليه فسلّمت عليه وقلت له : ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدّك ؟ ! فقال : زرت أبي وصلّيت في هذا المسجد ، ثم قال : ها هو ذا وجهي صلّى اللّه عليه.
[37] كامل الزيارات : 31 باب 8 حديث 13 ، بسنده قال أبو جعفر عليه السّلام لا تدع يا أبا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة ولو اتيته حبوا ، فانّ الصلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد .
[38] الفقيه 1 / 150 باب 37 حديث 697 .
[39] مصباح الزائر الفصل الخامس . ذكر صلاة الحاجة في مسجد الكوفة .
[40] في الأصل : الفارق الأعظم .
[41] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 236 باب 39 حديث 4 ، بتصرف ، وفي آخر الحديث : أولئك الذين أفلج اللّه حججهم وضاعف نعمهم ، فهم المستبقون الفائزون القانتون ، يحبّون ان يدرءوا عن أنفسهم ، يحلون بعدل اللّه عن لقائه [ خ . ل : ويخافون عدل اللّه عند لقائه ] واسرعوا في الطاعة فعملوا ، وعلموا انّ اللّه بما يعملون بصير ، ليس عليهم حساب ولا عذاب ، يذهب الضغّن ، يطهر المؤمنين . .
[42] التهذيب : 6 / 31 باب 10 حديث 57 ، بسنده عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال : قلت له : ايّ البقاع أفضل بعد حرم اللّه وحرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال : الكوفة يا أبا بكر ، هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين ، والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث اللّه نبيّا الّا وقد صلّى فيه ، وفيها يظهر عدل اللّه ، وفيها قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين .
[43] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 236 باب 39 حديث 3 ، بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال : يا أبا محمد ! كأنّي أرى نزول القائم عليه السّلام في مسجد السهلة بأهله وعياله . قلت : يكون منزله ؟ قال : نعم ، هو منزل إدريس عليه السّلام ، وما بعث اللّه نبيّا الّا وقد صلّى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم ، وما من مؤمن ولا مؤمنة الّا وقلبه يحنّ اليه ، وما من يوم ولا ليلة الّا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون اللّه فيه ، يا أبا محمد ! اما انّي لو كنت بالقرب منكم ما صلّيت صلاة الّا فيه ، ثم إذا قام قائمنا عليه السّلام انتقم للّه ورسوله ولنا أجمعين .
[44] الحديث المتقدم وفي المتن : إليها ، بدلا من : أليه .
[45] الحديث السالف - أيضا - .
[46] التهذيب : 6 / 31 باب 10 حديث 57 .
[47] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 236 باب 39 حديث 1 .
[48] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 236 باب 39 حديث 4 .
[49] الكافي : 3 / 495 باب مسجد السهلة حديث 3 .
[50] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 237 باب 39 حديث 8 .
[51] التهذيب : 6 / 38 باب 10 حديث 77 .
[52] مستدرك وسائل الشيعة : 1 / 241 باب 54 النوادر حديث 11 و 13 .
الاكثر قراءة في أخلاقيات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة