Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
كلمات مختارة من القرآن الكريم (الأعراب، ظمأ، مخمصة، موطئا)

منذ 3 اسابيع
في 2025/10/28م
عدد المشاهدات :224
بيت القصيد
هنالك كلمات مذكورة في القرآن الكريم وغير شائعة او مألوفة أو متداولة بين الناس حاليا. وعدم معرفتها او فهمها يشكل عائقا لتدبر وفهم آيات القرآن. وهذه الحلقات تبين كلمة او اكثر في كل حلقة مما يسهل تدبر القرآن عند القراءة.
وردت كلمة ظمأ ومشتقاتها في القرآن الكريم: ظَمَأٌ، تَظْمَأُ، الظَّمْآنُ. قال الله تعالى عن ظمأ "ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ" التوبة 120، و "وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ" طه 119، و "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ" النور 39. جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (ظما) "ظمأ" (التوبة 120) عطش.

عن تفسير الميسر: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120 الْأَعْرَابِ: لْ اداة تعريف أَعْرَابِ، اسم. ظمأ اسم، مخمصة اسم، موطئا اسم، مِنَ الأَعْرابِ: مزينة و جهينة و أشجع و غفار و أسلم. نصب: تعبٌ ما، ولا نصب اي و لا تعب، ظمأ: عطش. مخمصة: مجاعة، أو خلاء البطن من الطعام. وَلا مَخْمَصَةٌ: مجاعة شديدة. موطئا منزلا. ما كان ينبغي لأهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومَن حولهم من سكان البادية أن يتخلَّفوا في أهلهم ودورهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يرضوا لأنفسهم بالراحة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تعب ومشقة، ذلك بأنهم لا يصيبهم في سفرهم وجهادهم عطش ولا تعب ولا مجاعة في سبيل الله. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ " ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ " إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (التوبة 120) "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله" إذا غزا "ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه" بأن يصونوها عما رضيه لنفسه من الشدائد، وهو نهي بلفظ الخبر، "ذلك" أي النهي عن التخلف "بأنهم" بسبب أنهم "لا يصيبهم ظمأ" عطش "ولا نصب" تعب "ولا مخمصة" جوع "في سبيل الله ولا يطؤون موطئا" مصدر بمعنى وطأ "يغيظ" يغضب "الكفار ولا ينالون من عدو" لله "نيلا" قتلا أو أسرا أو نهبا "إلا كتب لهم به عمل صالح" ليجازوا عليه، "إن الله لا يضيع أجر المحسنين" أي أجرهم بل يثيبهم.

وعن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120 لما قص الله سبحانه قصة الذين تأخروا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك، ثم اعتذارهم عن ذلك، وتوبتهم منه، وأنه قبل توبة من ندم على ما كان منه لرأفته بهم، ورحمته عليهم، ذكر عقيب ذلك على وجه التوبيخ لهم، والإزراء على ما كانوا فعلوه، فقال: "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله" ظاهره خبر، ومعناه نهي، مثل قوله: "ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله" أي: ما كان يجوز، وما كان يحل لأهل مدينة الرسول، ومن حولهم من سكان البوادي، ان يتخلفوا عنه في غزاة تبوك وغيرها، بغير عذر. وقيل: انه مزينة، وجهينة، وأشجع، وغفار، وأسلم. "ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه" أي: ما كان يجوز لهم، ولجميع المؤمنين أن يطلبوا نفع نفوسهم بتوقيتها دون نفسه، وهذه فريضة ألزمهم الله إياها لحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما دعاهم إليه من الهدى الذي اهتدوا به، وخرجوا من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان. وقيل: معناه ولا يرضوا لأنفسهم بالخفض والدعة، ورسول الله في الحر والمشقة. يقال: رغبت بنفسي عن هذا الأمر أي: ترفعت عنه، بل عليهم أن يجعلوا أنفسهم وقاية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم "ذلك" أي: ذلك النهي لهم، والزجر عن التخلف "بأنهم لا يصيبهم ظمأ" أي: عطش "ولا نصب" أي: ولا تعب في أبدانهم "ولا مخمصة في سبيل الله" أي: ولا مجاعة وهي شدة الجوع في طاعة الله "ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار" أي: لا يضعون أقدامهم موضعا يغيظ الكفار وطؤهم إياه، يعني دار الحرب، فإن الانسان يغيظه ويغضبه أن يطأ غيره موضعه "ولا ينالون من عدو نيلا" أي: ولا يصيبون من المشركين أمرا، من قتل، أو جراحة، أو مال، أو أمر يغمهم، ويغيظهم "إلا كتب لهم به عمل صالح" وطاعة رفيعة "إن الله لا يضيع أجر المحسنين" أي: الذين يفعلون الأفعال الحسنة التي يستحق بها المدح والثواب. وفي هذا تحريض على الجهاد وأعمال الخير.

وردت كلمة الاعراب ومشتقاتها في القرآن الكريم: الْأَعْرَابِ عَرَبِيًّا عَرَبِيٌّ وَعَرَبِيٌّ عُرُبًا. جاء في معاني القرآن الكريم: عرب العرب: ولد إسماعيل، والأعراب جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكان البادية. "قالت الأعراب آمنا" (الحجرات 14)، "الأعراب أشد كفرا ونفاقا" (التوبة 97)، "ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر" (التوبة 99)، وقيل في جمع الأعراب: أعاريب.

جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120 قوله تعالى: "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب" إلى آخر الآيتين الرغبة ميل خاص نفساني والرغبة في الشيء الميل إليه لطلب منفعة فيه، والرغبة عن الشيء الميل عنه بتركه والباء للسببية فقوله: "ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه" معناه وليس لهم أن يشتغلوا بأنفسهم عن نفسه فيتركوه عند مخاطر المغازي وفي تعب الأسفار ودعثائها ويقعدوا للتمتع من لذائذ الحياة، والظمأ العطش، والنصب التعب والمخمصة المجاعة، والغيظ أشد الغضب، والموطأ الأرض التي توطأ بالأقدام. والآية تسلب حق التخلف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل المدينة والأعراب الذين حولها ثم تذكر أن الله قابل هذا السلب منهم بأنه يكتب لهم في كل مصيبة تصيبهم في الجهاد من جوع وعطش وتعب وفي كل أرض يطئونها فيغيطون به الكفار أو نيل نالوه منهم عملا صالحا فإنهم محسنون والله لا يضيع أجر المحسنين، وهذا معنى قوله: "ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ" إلخ.

جاء في معاني القرآن الكريم: خمص قوله تعالى: "في مخمصة" (المائدة 3)، أي: مجاعة تورث خمص البطن، أي ضموره، يقال: رجل خامص، أي: ضامر، وأخمص القدم: باطنها وذلك لضمورها. قال الله تعالى "الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْم" المائدة 3، "يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ" التوبة 120.

وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120 ما كان لأهل المدينة، اللفظ إخبار، ومعناه النهي أي لا يجوز لهم التخلف، وكلمة محمد اسم لشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، والمراد بها هنا دين اللَّه والحق، لأن دين الحق مجسم في شخصه الكريم. ونصرة الحق تجب على كل مسلم، ولا تختص بأهل المدينة ومن حولهم، وانما خص هؤلاء بالذكر لقربهم وجوارهم ولمناسبة الحديث عن غزوة تبوك، والمعنى ان على كل مسلم أن يناصر الحق، ويكافح الباطل، ولا يؤثر منافعه ومصالحه على دين محمد متعللا بالكواذب كما فعل المنافقون. "ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ ولا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ ولا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ". ذلك إشارة إلى النهي عن التخلف، والقعود عن جهاد المبطلين وكفاحهم، والظمأ العطش، والنصب التعب، والمخمصة الجوع، والموطئ الأرض. وآلم شيء للإنسان ان تطأ أقدام عدوه تراب بلده ووطنه مسلما كان أو غير مسلم، اللهم الا إذا كان عميلا، لا دين له ولا ضمير. والإسلام لا يجيز لأحد كائنا من كان ان يطأ أرضا لغيره الا لسببين: الأول أن يكون ذلك لدفع الضرر عن أهلها، كما إذا شبت النار في بيت من البيوت، فتدخله لإطفاء الحريق ودفع الضرر عن المالك والمجاورين. السبب الثاني: ان تدخل قوة عادلة بلدا لتردع أهله عما يبيتون من الظلم والعدوان على بلد آخر، تماما كما فعل النبي صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك بعد عزم الروم على غزو المدينة والقضاء على الإسلام ونبيه. "إِنَّ اللَّهً لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ". وكفى المرء عظمة ان يراه اللَّه محسنا، ولا شيء أيسر على الإنسان من عمل الإحسان، ما دام اللَّه يكتب قعوده وقيامه بل وموطئا واحدا يطأه طاعة للَّه، يكتب ذلك كله حسنات.

وردت كلمة موطئا ومشتقاتها في القرآن الكريم: لِيُوَاطِئُوا يَطَؤُونَ مَوْطِئًا تَطَؤُوهَا تَطَؤُوهُمْ وَطئًا. قال الله تعالى "مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ" التوبة 120، "وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَئُوهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا" الأحزاب 27، "وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ" الفتح 25، "إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا" المزمل 6، "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" التوبة 37

وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120 معاناة المجاهدين لا تبقى بدون ثواب: كان البحث في الآيات السابقة حول توبيخ وملامة الممتنعين عن الاشتراك في غزوة تبوك، وتبحث هاتان الآيتان البحث النهائي لهذا الموضوع كقانون كلّي. فالآية الأولى تقول: "ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ومَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ولا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ" لأنّه قائد الأمّة، ورسول اللّه، ورمز بقاء وحياة الأمّة الإسلامية، وإن تركه وحيدا لا يعرض حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم للخطر فحسب، بل يعرّض دين اللّه، وكذلك وجود وحياة المؤمنين أيضا أمام الخطر الجدي. إنّ القرآن- في الواقع- يرغّب كل المؤمنين بملازمة النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وحمايته والدفاع عنه في مقابل كل الأخطار والعقبات باستعمال نوع من البيان والتعبير العاطفي، فهو يقول: إنّ أرواحكم ليست بأعزّ من روح النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم وحياتكم ليست بأفضل من حياته، فهل يسمح لكم إيمانكم أن تدعو النّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم يواجه الخطر وهو أفضل وأعز موجود إنساني، وقد بعث لنجاتكم وقيادتكم نحو الهدى وتستثقلون التضحية في سبيله حفاظا على أرواحكم وسلامتكم من البديهي أنّ التأكيد على أهل المدينة وأطرافها إنّما هو لأنّ المدينة كانت مقرّ الإسلام يومئذ ومركزه المشع، وإلّا فإنّ هذا الحكم غير مختص بالمدينة وأطرافها، وغير مختص بالنّبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم، فإنّ واجب كل المسلمين، وفي جميع العصور أن يحترموا ويكرموا قادتهم كأنفسهم، بل أكثر، ويبذلون قصارى جهدهم في سبيل الحفاظ عليهم، ولا يتركوهم يواجهون الصعاب والأخطار وحدهم، لأنّ الخطر الذي يحدق بهؤلاء يحدق بالأمّة جميعا. ثمّ تشير الآية إلى مكافآت المجاهدين المعدة مقابل كل صعوبة يلاقونها في طريق الجهاد، وتذكر سبعة أقسام من هذه المشاكل والصعاب وثوابها، فتقول: "ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ ولا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ولا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ ولا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ" التوبة 120، ومن المحتم أنّهم سيقبضون جوائزهم من اللّه سبحانه، واحدة بواحدة، ف "إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" التوبة 120.

جاء في معاني القرآن الكريم: وطأ وطؤ الشيء فهو وطيء بين الوطاءة، والطأة والطئة، والوطاء: ما توطأت به، ووطأت له بفراشه. ووطئته برجلي أطؤه وطأ ووطاءة، وتوطأته. قال الله تعالى: "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ" (المزمل 6) وقرئ: "وطاء" (وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر. الإتحاف ص 426)
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )