عن الفرق بين الخوف والوجل يقول أبو هلال العسكري: أن الخوف خلاف الطمائنينة وجل الرجل يوجل وجلا إذا قلق ولم يطمئن ويقال انا من هذا على وجل ومن ذلك على طمأنينة ولا يقال على خوف في هذا الموضع، وفي القرآن "الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" (الأنفال 2) أي إذا ذكرت عظمة الله وقدرته لم تطمئن قلوبهم إلى ما قدموه من الطاعة وظنوا أنهم مقصرون فاضطربوا من ذلك وقلقوا فليس الوجل من الخوف في شئ، وخاف متعد ووجل غير متعد وصيغتاهما مختلفتان أيضا وذلك يدل على فرق بينهما في المعنى.

جاء في موقع بيان الاسلام عن الوجل: الوَجَل: وردت هذه الكلمة فى القرآن الكريم خمس مرات، منها قول الله عز وجل: - "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" (الأنفال 2). - "إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ" (الحجر 52-53). لم يفرِّق المفسِّرون بين الوجل والفزع، ومن ذلك عبارة الزمخشرى فى تفسير آية الأنفال: "وَجِلَتْ قلوبُهم: فزعت. وعن أمِّ الدرداء: الوجل فى القلب كاحتراق السعفة، أما تجد له قشعريرة قال: بلى. قالت: فادْعُ اللهَ فإنَّ الدعاء يذهبه. يعنى: فزعت لذكره استعظامًا له وتهيبًا من جلاله وعزَّة سلطانه وبطشه بالعصاة وعقابه". ومثل ذلك عبارة أبى حيان. وأورد كلاهما قراءتين للآية: "فزعت" وهى قراءة أُبَىٍّ، و"فرقت" وهى قراءة عبد الله بن مسعود. وهاتان قراءتان شاذتان تُحْمَلَان على التفسير. لكن المتأمِّل للآية يجد أن كلمة "وجلت" استُعملت هنا لتعبِّر عن خوف وتعظيم يُدَاخِلُ القلبَ، ولا يظهر ذلك على البدن، فليس فيه اضطراب كالذى يصاحب الفزع، بل الوجل أقرب إلى السكون. وعلى هذا يكون الوجل: خوفًا، يصاحبه تعظيم وإجلال، ولا تظهر آثاره على البدن.

جاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى "إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ" (الحجر 52-53) "إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ" يعني الملائكة وإنما سماهم ضيفا لأنهم جاءوه في صورة الأضياف "فقالوا سلاما" أي: سلموا عليه سلاما على وجه الدعاء والتحية وبشروه بالولد وبإهلاك قوم لوط "قال" إبراهيم: "إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ" أي: خائفون. "قَالُوا لَا تَوْجَلْ" أي: لا تخف "إنا نبشرك" أي: نخبرك بما يسرك "بغلام عليم" أي: بولد يكون غلاما إذا ولد ويكون عليما إذا بلغ. وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ضمير الجمع في "دخلوا" و "قالوا" في الموضعين للملائكة فقولهم:{سلاما} تحية وتقديره نسلم عليك سلاما وقول إبراهيم عليه السلام: "إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ" (الحج 52) أي خائفون والوجل: الخوف. وإنما قال لهم إبراهيم ذلك بعد ما استقر بهم المجلس وقدم إليهم عجلا حنيذا فلم يأكلوا منه فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة كما في سورة هود فالقصة مذكورة على نحوالتلخيص. وقولهم: "لا توجل" (الحج 53) تسكين لوجله وتأمين له وتطييب لنفسه بأنهم رسل ربه وقد دخلوا عليه ليبشروه بغلام عليم أي بولد يكون غلاما وعليما، ولعل المراد كونه عليما بتعليم الله ووحيه فيقرب من قوله في موضع آخر: "فبشرناه بإسحاق نبيا" (الصافات 112).

عن تفسير الميسر قوله تعالى عن وجلت "الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" الحج 35 وجلت فعل، وجلت: فزعت خوفاً و رقَّت استعظاماً و هيبة. وجلت قلوبهم: خافت هـيْـبة و إجلالا منه تعالى. هؤلاء المتواضعون الخاشعون مِن صفاتهم أنهم إذا ذُكِر الله وحده خافوا عقابه، وحَذِروا مخالفته، وإذا أصابهم بأس وشدة صبروا على ذلك مؤملين الثواب من الله عز وجل. هؤلاء المتواضعون الخاشعون مِن صفاتهم أنهم إذا ذُكِر الله وحده خافوا عقابه، وحَذِروا مخالفته، وإذا أصابهم بأس وشدة صبروا على ذلك مؤملين الثواب من الله عز وجل، وأدَّوْا الصلاة تامة، وهم مع ذلك ينفقون مما رزقهم الله في الواجب عليهم مِن زكاة ونفقة عيال، ومَن وَجَبَتْ عليهم نفقته، وفي سبيل الله، والنفقات المستحبة.

جاء في معاني القرآن الكريم: وجل الوجل: استشعار الخوف. يقال: وجل يوجل وجلا، فهو وجل. قال تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" (الأنفال 2)، "إنا منكم وجلون قالوا لا توجل" (الحجر52-53)، "وقلوبهم وجلة" (المؤمنون 60). و جاء في موقع وكالة انباء براثا في الصفحة الاسلامية عن انواع القلوب في القرآن الكريم للكاتب مسعود ناجي ادريس: هناك عشرون نوعا من القلوب مذكورة في القرآن: القلب الوَجِل: وهو القلب الذي يرتجف عند ذكر الله لئلا يقبل الله أعماله ولا ينجى من عذاب الله. " وَاَلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبهمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبّهمْ رَاجِعُونَ " (المؤمنون 60).

جاء عن شيكة المعارف الاسلامية الثقافية عن النبي إسحاق عليه السلام: ولادة إسحاق عليه السلام: بعدما طغى قوم نبي الله لوط عليه السلام، بعث الله عزوجل ثلاثة من ملائكته، لينزلوا بهم العذاب الذي يستحقونه، فمروا بإبراهيم عليه السلام، وكان متزوجاً من سارة بنت بتوايل بن ناحور إبنة عمه وابنة خالته، وكان قد بلغ من الغمر عتياً، دون أن يرزق منها بولد. وعمد خليل الرحمن عليه السلام إلى عجل سمين أتى به وذبحه إكراماً لأضيافه، وهو لايعرف أنهم من الملائكة، ولماذا جاؤوا. فلما انتهى من إعداد الطعام، وقدمه للضيوف، فوجئ عليه السلام بأن الضيوف لايأكلون. فأوجس منهم خيفة، وبدت عليه علامات الخوف والإستغراب، فأدرك الملائكة ذلك فقالوا له: "لاتخف إنا رسل ربك إلى قوم لوط" (هود 81). هدأ روع إبراهيم عليه السلام قليلاً ولكنه جاهر بخوفه قائلاً: "إنا منكم وجلون" (الحجر 52).

ومن علامات المؤمن ان قلبه واحاسيسه تتجه الى الله سبحانه عند الذكر"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" (الانفال 2) و"الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ" (الحج 35)، والمؤمن عليه بذكر الله"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ" (الرعد 28). ويطمئن القلب بذكر الله"أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد 28). عن الدكتور محمد فضل الله شريف في صفحة الالوكة الالكترونية القلب الوَجِل أو وَجَلُ القلب: وذكر اللهُ عز وجل "الوَجَل" في كتابه الكريم في أربعة مواضع، في ثلاثة منها أثبت الوَجَل للقلب، يقول الله تبارك وتعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الأنفال 2)، يعني إذا ذُكِرت عظمةُ الله وقدرته لم تطمئنَّ قلوبهم إلى ما قدَّموه من الطاعة، وظنُّوا أنهم مُقصِّرون، فاضطربوا من ذلك وقلِقوا.

وعكس ما يتصوره البعض ان الامام الرضا عليه السلام كان مهادنا للسلطة ولكنه اعلن في المدينة انه الامام المفترض الطاعة وهو احق بالحكم والخلافة من بني العباس فقال عن احد خلافائهم (ليجهد جهده فلا سبيل له علي). وسأل الامام عليه السلام عن التوكل فقال (ان لا تخف احدا الا الله) كما قال الله تعالى عن المؤمنين "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (الانفال 2).