Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
حينَ يَغْدُو السَّلاحُ دَرعَ الكرامةِ وَضَمانَةَ البقاء

منذ شهرين
في 2025/09/15م
عدد المشاهدات :483
في مسرحِ التاريخِ المُمتدِّ، حيثُ تتقاذفُ الأممُ أمواجُ المَجْدِ والاندثار، تبرزُ حقيقةٌ ثابتةٌ كالجبالِ الرواسي السَّلاحُ ليسَ قطعةَ حديدٍ فحسب، بل هوَ روحُ المقاومةِ، وعنوانُ السيادة، والضامنُ الأخيرُ لعهودِ الخصومِ وأيمانِهم. فما أنْ تُنزعَ الأسلحةُ من أيدي أصحابها، حتى تتحولَ المواثيقُ إلى حبرٍ على ورقٍ يبليهِ نفاقُ المنتصرِ، وتنهارُ الحضاراتُ تحتَ سنابكِ خيلِ الغزاة.
لقد شهدتْ ساحاتُ التاريخِ دروساً مأساويةً تكررَ أَلْمُها كأنها ندبةٌ لا تبرأ. وعند الرجوع بالذاكرة نقرأ في التأريخ الأندلسِي، بعد سقوطِ غرناطةَ عام 1492م، وَعَدَ الملوكُ الكاثوليكُ بحريةِ الدينِ والذمة، ولكنْ ما أنْ نزعَ المسلمونَ سلاحَهم، حتى انقلبَ السِّلمُ ذبحاً، والعهدُ اضطهاداً، والوجودُ الحضاريُّ دخاناً يتصاعدُ في سماءِ المحنة. لقد غدوا غرضاً سهلاً للتنصيرِ القسريِّ، ثم الطردِ النهائيِّ، فكانَ غيابُ السلاحِ هو البابُ العريضُ الذي دخلَ منه الزوال.
وفي بغدادَ الحضارةِ والعلم، عام 1258م، وثقَ الخليفةُ المستعصمُ بوعودِ هولاكو الزائفة، فسلّمَ سلاحَ الجيشِ وحلَّ التحصينات. فما كان من جحافلِ المغولِ إلا أنْ داستْ بعنفوانِها صرحَ الخلافةِ، وأهالتْ ترابَ الإبادةِ على رفاتِ مئاتِ الآلاف. لقد كانَ نزعُ السلاحِ هو المفتاحَ الذهبيَّ الذي سلَّمْنا بهِ مفاتيحَ العاصمةِ إلى وحشيةِ الغزو.
وحتى في القارةِ الأمريكية، لم تكنْ قصصُ الهنودِ الحمرِ إلا حلقةً أخرى من حلقاتِ الخداع. اتفاقاتُ سلامٍ مزيفةٌ تنزعُ منهم سلاحَ الصيدِ والدفاع، لتتحولَ إلى إشارةِ انطلاقٍ لسلبِ الأرضِ، وارتكابِ المذابحِ، وإبادةِ الهوية. لقد كانَ السلاحُ هو الحاجزَ الأخيرَ بينهم وبينَ محوِ وجودِهم من سجلِّ البشرية.
ولم تسلمْ أوروبا نفسُها من هذهِ الآليةِ الخبيثة. فبعدَ هزيمةِ فرنسا عام 1871، أجبرتْ على نزعِ سلاحِ مناطقَها الحدودية، فخلقتْ فراغاً أمنياً اغتنمتهُ بروسيا، لتبقى فرنسا ذليلةً حتى أفقِ الحربِ العالميةِ الأولى.
وفي عصرنا الحديث، تتجددُ المأساةُ بنفسِ السيناريو المُكرَّس. في العراقِ، بعد عام 2003، جاءَ قرارُ حلِّ الجيشِ ونزعِ سلاحِه كالقاصمةِ التي أفقدتْ الدولةَ عظمَها الظهريَّ. فانفتحَ البابُ على مصراعيهِ أمامَ الفراغِ الأمنيِّ، وتفككِ النسيجِ الوطني، وبروزِ التنينِ الإرهابيِّ، ليجدَ العراقُ نفسَهُ في مهبِّ الريحِ، مطعَماً للتدخلاتِ وميداناً للاقتتالِ.
وكذلك في ليبيا، بعد عام 2011، أدتْ الضغوطُ لنزعِ سلاحِ الجيشِ النظاميِّ . فكانتِ النتيجةُ دولةً بلا ظهير، وصراعاً أهلياً لا يُبقي ولا يذر.
من هذهِ الشواهدِ المتعاقبةِ، تبرزُ حكمةٌ لا تحتملُ النقاش: نزعُ السلاحِ من الطرفِ المغلوبِ هو إعلانٌ صريحٌ عن نهايةِ إرادتِه، وتمهيدٌ لاستباحةِ كرامتِه، وترسيمٌ لحدودِ عبوديتِه.
ولهذا، فإنَّ الدفاعَ عن الحشدِ الشعبيِّ في العراقِ والتمسكَ بسلاحِه، ليس ترفاً سياسياً أو نزوةً طائفية، بل هو مسألةُ حياةٍ أو موت. إنه استلهامٌ عميقٌ لدروسِ التاريخِ، وبناءٌ لدرعٍ واقٍ ضدَّ أيِّ خيانةٍ مقبلة. إنه السلاحُ الذي يحفظُ للعراقِ هيبتَهُ، ويكسرُ إرادةَ المُعتدِي، ويجعلُ من حدودِ الوطنِ خطاً أحمرَ لا يُجارى. إنه زينةُ الرجالِ الحقيقيين، وحرزُ الأرضِ والعرضِ، وضمانةُ أنْ تبقى كلمةُ العراقِ العزيزِ هي العليا.
فليكنْ سلاحُ المقاومةِ المشروعةِ شاهدَنا للأجيالِ بأننا أمةٌ لا تُغتَالُ إرادتُها، ولا تُستباحُ كرامتُها. فالأممُ التي لا تحتفظْ بقوةٍ تردعُ عنها الطامعين، تكونُ قد وقّعتْ على إعدامِها بيدِها، وأهدتْ تراثَها وأبناءَها قرابينَ لوهمِ الأمان.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )