"هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقع فيه ظهورك، والفرج فيه للمؤمنين على يديك، وقتل الكافرين بسيفك."
ينبغي أن نلاحظ عدّة نقاط لفهم عبارة "بسيفك" في ضوء منهج أهل البيت عليهم السلام:
1. السيف كرمز لا كأداة محدودة
في النصوص الروائية كثيرًا ما يُذكر "السيف" كنايةً عن القوة القاطعة والسلطة القاهرة، وليس مجرد قطعة حديد تُحمل في اليد .
فالقرآن مثلًا يقول: "فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"، وليس المعنى أن هذا يختص بضرب الرقاب بالسيوف فقط، بل المراد هو الحسم العسكري وإنهاء شوكة العدو.
إذن "بسيفك" "بقوتك وسلطانك العسكري والسياسي"، سواء كان ذلك بالسيف في زمن مضى أو بأحدث ما ينتجه العلم العسكري اليوم.
2. خصوصية "سيف الإمام"
الروايات عند الشيعة تتحدث عن سيف مخصوص مع الإمام المهدي عليه السلام، اسمه ذو الفقار، وهو غير عادي
ورد أنه "إذا وضعه على شيء قطعه"، وأنه "نوراني" وله بُعد غيبي.
وبالتالي فالمسألة ليست مجرّد سيف تقليدي، بل رمزٌ عن قوة إلهية مسددة تُمكّنه من الحسم في المعركة مهما كانت أسلحة الأعداء.
3. طبيعة معركة الإمام المهدي
الأحاديث تذكر أن الإمام يواجه قوى كبرى وظالمة متحالفة، وأن الله ينصره بـالملائكة (كما نصر جده النبي في بدر وحنين). الرعب (الخوف الذي يُلقى في قلوب الأعداء قبل أن يواجهوه).
العوامل الكونية (كالزلزلة، والصيحة السماوية، وانكسار قوى الظالمين).
إذن، ليس النصر قائمًا على "توازن الأسلحة" بالمعنى المادي فقط، بل على تأييد رباني خارق يجعل حتى أعظم أسلحة الأعداء عاجزة أمامه.
4. الربط بالواقع المعاصر
حين نقول: "قتل الكافرين بسيفك" في زمن السلاح النووي والصواريخ، فهذا يعني أن الإمام يستخدم الوسائل المعاصرة لكن تحت مظلة الرمز القرآني والروائي للسيف بوصفه "الحسم العسكري العادل".
"السيف" في النصوص يشمل كل أداة مشروعة للحرب، من السيف التقليدي إلى السلاح الحديث، لكن الفرق أن الإمام لا يستخدمها للظلم أو للهيمنة الدنيوية، بل لتحقيق العدل الإلهي.
5. البعد الروحي
"سيف الإمام" ليس فقط سلاحًا ماديًا، بل هو أيضًا سيف الحجة الذي يقطع الشبهات ويُبطل الأباطيل.
بعض المفسرين يرون أن ذكر "السيف" في الأدعية لا يقتصر على القتال العسكري، بل يتسع ليشمل إزالة سلطان الباطل علميًا وفكريًا وعقائديًا.
ختاما حين نقول "قتل الكافرين بسيفك" ، لا نعني بالضرورة حصر القتال في السيف الحديدي القديم، بل هو رمز للقدرة القاطعة للإمام.
إشارة إلى سلاحه الغيبي المخصوص ،
وتعبير عن الحسم العسكري والفكري ضد أعداء الله، سواء بالوسائل التقليدية أو الحديثة.