Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
"النّاس أعداء ما جهلوا"

منذ 3 شهور
في 2025/08/27م
عدد المشاهدات :675
كلمات كالسّهام النافذة، تُطلِقها حكمةُ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فتصيب كُنْهَ العللِ التي تنخر في جسد المجتمعات عبر العصور. ليست مجرد عبارة، بل قانونٌ نفسيٌّ اجتماعيٌّ عميق، يكشف النقاب عن ذلك الرباط الخفيّ - بل الخطير - بين ظلمةِ الجهل وشرارة العداء. فالإنسان، بطبعه، يخشى المجهول، وينكمش أمام الغريب، وينبري للدفاع عن مألوفه ولو كان زيفاً، فيتحوّل الجهل من مجرد نقصٍ في المعرفة إلى سدٍّ منيعٍ يُقيم حول العقل أسواراً من الرفض والكراهية.
تأمّلْ واقعنا المُعاش
أليست العداواتُ التي تشتعل بين الثقافات، والشعوب، والأديان، بل وحتى بين أبناء الدّين الواحد أو الوطن الواحد، تُذكى في كثير من الأحيان بنار الجهل ألا نرى كيف يتحوّل "الآخر" - المختلف في فكره أو عاداته أو معتقده - إلى شيطانٍ مُرَوَّعٍ لمجرّد أننا لا نكلف أنفسنا عناء فهمه، لا نمدّ جسور الحوار لاستكشاف عالمه إنه الجهل الذي يحوّل التنوّع الجميل، الذي هو آية من آيات الخلق، إلى مصدر للريبة والتخوّف والصراع. يصبح الدين عندئذٍ مجرد خرافةٍ لأننا لم نقرأه، وتغدو الثقافةُ الغريبةُ تهديداً لأننا لم نعايشها، ويفسّر الفكرُ المخالفُ على أنه خيانةٌ لأننا لم نحاول استيعاب جذوره.
وليس الجهلُ هنا مجرّد عَوزٍ في المعلومة، بل هو أحياناً إصرارٌ مُرَصَّعٌ بالعناد جهلٌ يرفض أن يسمع، أو يبصر، أو يعترف بوجود ما وراء حوائط اليقين الواهي الذي بناه حول نفسه. إنه الجهل الذي يتّكئ على الأحكام المسبقة كعكّازات، ويتشبث بالصورة النمطية كدرعٍ واقٍ من مواجهة تعقيدات الواقع وتناقضاته. هذا الإصرار هو الوباء الأكبر، فهو يحوّل الجهل من حالة قابلة للعلوم بالمعرفة، إلى عقيدةٍ متصلّبة ترفض الشفاء، وتغذّي نزعات التعصّب والانغلاق التي تمزّق نسيج المجتمعات.
فيا تُرى، أليست الحروب الفكرية، والانقسامات الاجتماعية الحادّة، والتّهم الجاهزة التي تُلقى هنا وهناك، هي الثّمرة المُرّة لشجرة الجهل المتيبّسة ألا نرى في كلّ موقف عدائي لا يُسوّغه منطقٌ سوى اختلاف بسيط، صدى لتلك الحكمة الخالدة إن العداء للفكرة قبل فهمها، والتشنّج من الرأي قبل استماعه، والنفور من الإنسان قبل معرفته، كلّها فروعٌ تنبت من جذعٍ واحدٍ هو الجهل.
فالحلّ نور المعرفة الذي يقذفه الإمام (عليه السلام) في ظلمات هذا الدّاء. إنه الدعوة إلى"جهاد العلم" الحقيقيّ، جهادٌ ضدّ الجهل في نفوسنا أولاً، ثم في محيطنا. المعرفة هنا ليست ترفاً فكرياً، بل هي جسرٌ للتعايش، وسلاحٌ للسلام، وبلسمٌ للجروح التي يحدثها سوء الفهم. إنها تتطلب منا جرأةَ الفضول أن نطرح السؤال، ونبحث عن الإجابة خارج دوائر اليقين المريحة.
وأن نعترف بأن ما نجهله أكبر بكثير مما نعلم.
وأن نستمع للرأي المخالف بإنصاتٍ يبحث عن الفهم لا عن الردّ.
وأن نخرج من أبراجنا العاجية لنتعرّف على "الآخر" في سياقه، بكلّ تعقيداته وجماله.
إنّ مقولة الإمام علي (عليه السلام) ليست تشخيصاً قاتماً فحسب، بل هي نورٌ يُضيء طريق الخلاص . إنها تذكّرنا بأن العداوة ليست قدراً محتوماً، بل هي وليدةُ ظروفٍ يمكن تغييرها. فإذا أردنا مجتمعاتٍ أقوى، وأواصرَ أعمق، وعالَماً أقلّ عنفاً، فلنبدأ بهدم سجون الجهل التي نبنيها حول عقولنا وقلوبنا. لنغرف من بحار المعرفة، ولنمدّ أيدي الفهم بدل قبضات العداء. فبالمعرفة تُستنزف منابع الكراهية، وبالفهم تُبنى جسورُ الإخاء، وعندها فقط نستحقّ لقب "الإنسان" الذي منحنا إيّاه الخالق، والذي لا يتحقّق إلا بنور العقل وسعة الأفق.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )