Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
بان زياد طارق حين تصرخ الحقيقة في وجه الصمت

منذ 3 شهور
في 2025/08/17م
عدد المشاهدات :2374
في كل مدينة هناك أسماء تُولد لتبقى، حتى لو غابت أجساد أصحابها. في البصرة، ولدت بان زياد طارق لتكون طبيبةً للنفس، ولتداوي الجراح الخفية التي لا يراها أحد. لكن بان نفسها تحولت فجأة إلى جرح مفتوح، جرح في جسد مدينة كاملة، جرح في ضمير وطنٍ تعب من دفن أبنائه ثم دفن قضاياه معهم.

رحلت بان في ظروف غامضة، لكن الغموض لم يطفئ ملامحها بل أشعلها في قلوب الناس. لم يعد الشارع العراقي يتداول خبرًا عن حادثة "انتحار" كما أراد المسؤولون، بل رفع صورة بان بوجهٍ مبتسم، وبدأ يسأل: من الذي أراد أن يُسكت ابتسامتها من الذي قرر أن يغلق الملف بجملة باردة فيما الحزن يصرخ في كل بيت

صوت الشعب

الموقف الشعبي لم يكن صدىً عابرًا بل كان انفجارًا داخليًا. خرجت الأمهات بعيون دامعة كأنهن يودعن بناتهن، خرج الأطباء كأنهم يودعون زميلة من العائلة، وخرج الشباب لأنهم رأوا في بان مستقبلهم المخنوق. صار الناس يكتبون على جدران المدينة: "بان لم تنتحر"، صاروا يصنعون الحقيقة بأصواتهم بعد أن فقدوا الثقة بكل صوت رسمي.

لقد فقد الشعب إيمانه بوعود الساسة، فحوّلوا صمت المؤسسات إلى احتجاج علني. وبدل أن تكون بان مجرد ضحية جديدة، أصبحت رمزًا للكرامة المسلوبة، وأيقونة تقول: لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن بشر نحلم ونعيش ونُقتل ونصرخ حتى بعد موتنا.

صدى العالم

لكن صدى الحكاية لم يتوقف عند حدود البصرة. وصل الخبر إلى العالم، إلى المنظمات الحقوقية التي تعرف أن قتل الحقيقة لا يقل جرمًا عن قتل الإنسان. الصحافة العالمية كتبت: "طبيبة عراقية ترحل في ظروف غامضة"، لكنها كانت تقرأ ما بين السطور: أن هذه البلاد تعيش معركة يومية بين النور والظلام، بين الشفافية والتستر.

في العواصم البعيدة، لم تكن بان مجرد اسم، بل كانت رمزًا لمعركة النساء في الشرق الأوسط، ورمزًا للكفاءات التي تغتالها أيادٍ مجهولة أو تُدفن خلف عناوين باردة. بالنسبة للمجتمع الدولي، القضية ليست حدثًا محليًا بل اختبارًا: هل يستطيع العراق أن يقدّم للعالم تحقيقًا نزيهًا أم أنه سيبقى يدور في دوامة التبرير والإنكار

بان بين الضمير والذاكرة

بان اليوم لم تعد مجرد طبيبة نفسية من البصرة. صارت ضميرًا يتجول بين الناس، يسكن في صور الفتيات، في أصوات الطلاب، في احتجاجات الأطباء، وفي مقالات الصحف العالمية. صارت سؤالًا يطارد الجميع: هل نحن أمة قادرة على حماية بناتها هل نحن وطن يحفظ كرامة كفاءاته أم أننا اعتدنا أن ندفن الحقيقة قبل أن تكتمل

بان لم تُقتل مرة واحدة. قُتلت حين توقفت أنفاسها، ثم قُتلت حين حاولوا أن يغطوا جراحها بعبارة "انتحار". لكنها عاشت مرتين: عاشت حين حملها الناس في قلوبهم، وعاشت حين تحولت قصتها إلى قضية لا يعرف العالم كيف يسكت عنها.

خاتمة

إن الموقف الشعبي الصادق، والرأي الدولي المتعاطف، يلتقيان عند نقطة واحدة: لا مستقبل لوطن يدفن الحقيقة. دم بان صار وعدًا جديدًا بأن العراقيين لم يعودوا يرضون بالصمت، وأن العالم لم يعد يقبل التبريرات السطحية. هذه ليست قضية فرد، بل قضية وطن بأكمله.

بان لم تعد غائبة، فهي تحضر في كل سؤال يُطرح على الساسة، وفي كل لافتة يرفعها الشعب، وفي كل تقرير يكتبه صحفي بعيد. إنها حية لأن الحقيقة لا تُدفن، وإن حاولوا.

اعضاء معجبون بهذا

حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )