Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
تشييع الجنازة بين بشارة المؤمن ومغفرة المشيّع

منذ 5 شهور
في 2025/06/30م
عدد المشاهدات :1209
حسن الهاشمي
ما ان يُحمل المؤمن في تابوته كأنّه يُبشّر بالجنة والرضوان، ويبدو ان الخير لا يكون حبيس دائرته بل يعم ليشمل جميع المشيّعين الذي يحتفون بتشييعه الى ان يوارى الثرى؛ ليفد الى رب رحيم يجازي المحسنين بإحسانهم، نعم انه وبمجرد قبض روحه، فان لطف الله تعالى وكرمه يشمل المؤمن بعطاء وارف وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، بل ان عطاء الله يشمل حتى المشيّع لجنازته بالمغفرة والرضوان، وهذا يدل على عظم مقام المؤمن، ولا تزال شآبيت رحمة الله تتنزّل عليه وعلى مشيّعيه ما دامو يسيرون على نهجه ويعظمون من عظّمه الله تعالى وأكرمه في مستقر رحمته ودار قراره، الإمام الباقر (عليه السلام) يؤكد على هذه الحقيقة بقوله: (إذا ادخل المؤمن قبره نودي: ألا إن أول حبائك ـ عطاؤك ـ الجنة، وحباء من تبعك المغفرة) الكافي للكليني: ٣ / 173 / 3.
فضل المؤمن عظيم في القرآن والسنة، وخصوصا في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) فهو أفضل الخلق عند الله تعالى، وله حياة طيبة في الدنيا والآخرة، وحرمته أعظم حتى من حرمة الكعبة المشرفة، وهو عون لأخيه لا يخذله ولا يظلمه ولا يغتابه، وهو أعظم الناس قدرا، دعاؤه مستجاب، يُؤجر على نيّته حتى لو لم يعمل، الملائكة تستغفر له، وإذا مات، بكى عليه موضع صلاته وأعماله، وان شفاعة أهل البيت (ع) له مؤكدة إذا ثبت على ولايتهم، نعم أن أول ما يُعطى للمؤمن، وأول ما يُكافأ به بعد موته، هو دخول الجنة، ليس هذا فقط بل إن من يشيّع المؤمن ويشهد جنازته ويذكره بخير، فإن له عطاءً أيضا وهو المغفرة، فالحباء هنا تعني الجزاء الإلهي العطوف، وفيه بيان لكرامة المؤمن بعد الموت، وكذلك فضل من يُحسن إليه حتى بعد وفاته.
ولكي نكون من المؤمنين، ولكي نبتعد عن طريق المعاصي والذنوب، ولكي ننأى بأنفسنا ان نكون ممن خاصمهم الله تعالى يوم الجزاء الأوفى، ولكي نكون مطمئنين يوم ان نوضع على سرير الموت لا مضطربين، ينبغي ان نعمل جاهدين بعدم الاغترار بالدنيا الفانية، واستغلال فرص الحياة في الايمان بالله والخدمة للعباد والبلاد بما يوصلهم الى الكمال والازدهار، وتسخير ما وهبنا الله تعالى به من نعم للنجاة لا للهلاك، كل هذا نراه جليا واضحا في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث خطى إلا نادى بصوت يسمعه من يشاء الله: يا إخوتاه ويا حملة نعشاه لا تغرّنّكم الدنيا كما غرّتني ولا يلعبن بكم الزمان كما لعب بي اترك ما تركت لذريتي ولا يحملون عنّي خطيئتي، وأنتم تشيعوني ثم تتركوني، والجبار يخاصمني) بحار الانوار للمجلسي: 6 / 258 / 94. عندما يُوضَع الميت على سرير الموت، كأني به يقول: "لا تغرنّكم الدنيا كما غرتني" وهو تصويرٌ بليغ لحال الميت عند نقله إلى القبر، كأنه يصرخ صامتا للناس من حوله: لا تنخدعوا بالدنيا كما انخدعت، ولا تلعبوا بملذاتها كما لعبت، ولا تتركوا أموالكم ليلعب بها ورّاثكم كما تركت، لا تعملوا ذلك كله لأنكم وحدكم من تتحملون خطاياكم دون غيركم، فانهم ينصرفون عنكم حالما ينتهون من تشييعكم، وتبقون وحدكم تواجهون مصيركم، إن خيرا فخير وان شرا فشر، ولسان حاله يقول رأيت حقيقة كل ذلك، ولكن بعد فوات الأوان.
اجهد لنفسك أن تكون من أهل الخير والنجاة حينما تُحمل على أكتاف المشيّعين تمهيدا لإنزالك في ملحودة قبرك اعلم أنك تكون كذلك اذا كان لك واعظا من نفسك يحذّرك في الدنيا من الانزلاق في المعاصي، تحاسب نفسك كل يوم ما بدر منك من موبقات لتلافيها قبل أن تحاسب بالقانون في الدنيا والعذاب في الآخرة، أن تخاف يوم الوعيد وتعمل لتفادي أهواله بما يرضي الله تعالى وينفع العباد، وأن تتيقّن بان العمل الصالح هو الذي ينفعك حينما تقف بين يدي الله تعالى، وهو الذي ينقذك في يوم الفزع الأكبر عن عمرك فيما افنيته، وشبابك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته، عن الامام علي بن الحسين عليهما السلام يقول: (ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همك، وما كان الخوف لك شعارا والحزن لك دثارا، ابن آدم إنك ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عز وجل، ومسؤول فأعد جوابا) أمالي الطوسي ج 1 ص 114. العبارة تعكس الندم المتأخر والوعي الحقيقي الذي يواجهه الإنسان بعد الموت، وهو مضمون متجذّر في تعاليم أهل البيت حول الزهد، والموت، والاستعداد للآخرة.
وإذا خيّر الانسان بين الدعوة الى تشييع جنازة أو الحضور في وليمة غذاء لمناسبة ما، أيهما يقدم وأيهما مفيد لحاله وهو مقبل لا محالة على الموت طال ذلك الموعد أم قصر يجيب الإمام الباقر (عليه السلام) لما سئل عن إجابة الدعوة إلى الجنازة أو الوليمة قائلا: (فإن حضور الجنازة يذكر الموت والآخرة، وحضور الولائم يلهي عن ذلك) بحار الانوار للمجلسي: 81 / 284 / 40. نعم، هذا المعنى يجمع بين الحكمة الأخلاقية والتربية الروحية، حضور الجنازات يرقّق القلب، ويُذكر بالموت، والآخرة، وفناء الدنيا، أما حضور الولائم، خصوصا إذا كانت مجالس لهو، فقد تُغفل القلب وتُلهي عن التفكير في المصير، أما إذا كانت بعيدة عن مجالس اللهو فإنها تعدّ سنة حسنة بل ان تلبية دعوة المؤمن لحضور الولائم أمر راجح ومستحب شرعا إذا لم تتضمن الوليمة معصية أو إسرافا، إذ انها تدخل السرور عليه، وهي من مكارم الأخلاق، ما لم تتعارض مع قيم الشرع.
الانسان يلاقي مصيره بعد موته مباشرة، وبوصلة نجاته في الحياة الدنيا هي ذكر هادم اللذات بما فيه من واعظ ومرشد في التذكير للعمل الصالح والابتعاد عما يسخط الله تعالى، عن رسول الله (ص): (أكثروا ذكر الموت، فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم) كنز العمال للمتقي الهندي: ٤٢٠٩٨. والخلاصة ان مجالس الجنازات تقود إلى الخشوع والاعتبار، أما مجالس الطعام والفرح، فقد تُشغل عن التفكير الجاد بالمصير، إن لم تكن منضبطة بالآداب.
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 15 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 15 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )