Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
تتويج ماري كوري في قاعة المجد

منذ 5 شهور
في 2025/06/30م
عدد المشاهدات :1535
في الثالث عشر من يونيو عام 1903، جلس العالمُ ساكنًا، لكنه لم يكن صامتًا، كانت قاعة الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم مزدانة بعبق المجد الحقيقي، إذ وقف الحاضرون على أقدامهم تحيةً لامرأة لم يعرفوا لها مثيلًا: ماري سكلودوفسكا كوري، العالمة التي أشعلت قلب الفيزياء باكتشافها لمفاهيم لم يكن العقل يتصورها من قبل، لم تكن كوري نجمة مسرح أو بطلة حروب، بل كانت رمزًا لعصر كان المجد فيه يُمنح لمن يفكك أسرار الطبيعة، لا لمن يجيد الوقوف أمام الكاميرات، حين صعدت ماري إلى منصة نوبل، لم يكن ذلك تتويجًا لشخصها فقط، بل انتصارًا للعلم، وللفكر الإنساني كله، وُلدت ماري في وارسو عام 1867، لكنها لم تُخلق لتبقى حبيسة حدود الدولة أو التقاليد، شقت طريقها إلى باريس حيث درست في جامعة السوربون، وهناك التقت بيار كوري، شريك حياتها العلمي والوجداني، في نهاية القرن التاسع عشر، كانت الفيزياء تترنح أمام اكتشافات جديدة: الإلكترون، الأشعة السينية، النشاط الإشعاعي، لكن ماري كوري كانت أول من جعل "الإشعاع" ليس مجرد ظاهرة، بل مجالًا علميًا مستقلًا، في عام 1898، أعلنت ماري وبيار اكتشاف عنصرين جديدين: البولونيوم والراديوم، لم يكن هذا مجرد اكتشاف كيميائي، بل قنبلة معرفية، لقد بينا أن الذرة، التي طالما اعتبرت غير قابلة للانقسام، تنبعث منها طاقة مستمرة، ما يعني أن الطاقة مختزنة في بنية المادة نفسها مفهوم سيشكل حجر الأساس للفيزياء النووية لاحقًا، إن تفسير ماري للنشاط الإشعاعي لم يكن فقط ثوريًا، بل جاء في وقت كانت الفيزياء بحاجة ماسة لإعادة تعريف مفاهيم مثل الطاقة، والكتلة، والثبات الذري، وبهذا، ساهمت في فتح الطريق أمام أينشتاين لتقديم معادلته الشهيرة Emc²، التي ربطت الكتلة بالطاقة بشكل لا يمكن فصله، في عام 1903، مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لكل من هنري بيكريل وبيار وماري كوري، تكريمًا لأبحاثهم في النشاط الإشعاعي، كانت تلك المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لامرأة، وكانت الأكاديمية السويدية مترددة في البداية في إدراج اسم ماري، لولا إصرار بيار وتدخل عالم الرياضيات السويدي ماجنوس جوستا ميتاج-ليفلر، لربما محا التاريخ اسمها من السجل الرسمي، في القاعة، كان الحضور يضم علماء بارزين، من بينهم الفيزيائي السويدي سفين هدن، وبعض أعضاء اللجنة الدائمة لجائزة نوبل، كما حضرت زوجة نوبل السابقة عن بعد، في ظل قيود ذلك العصر، الوقوف أمام هؤلاء لم يكن بالنسبة لماري مجدًا شخصيًا، بل لحظة للدفاع عن الفكرة التي آمنت بها: أن العلم لا يُقيَّم بجنس صاحبه أو طبقته، بل بما يضيفه للإنسانية، بعد سنوات من العمل المضني، من فصل الراديوم عن خام البيتشبلند، إلى دراسة خصائصه العلاجية، حصلت ماري على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911، كانت أول من نال جائزتين، وما زالت الوحيدة التي نالت نوبلين في علمين مختلفين، لم تكن تلك الجائزة مجرد إضافة إلى مسيرتها، بل تأكيدًا على أن الفيزياء والكيمياء لم تعودا علومًا منفصلة، بل متكاملة، لقد أعادت ماري تشكيل الطريقة التي يُفهم بها الترابط بين المادة والطاقة، بين البنية والتركيب، ما يثير التأمل في هذه اللحظة التاريخية ليس الجائزة فقط، بل من كان يصفق في القاعة، على مقاعد التكريم جلست النخبة الثقافية والعلمية والسياسية، لم يكن نجوم السينما أو لاعبو الكرة في الواجهة، كان من يحظى بالتصفيق هم أولئك الذين فككوا الغموض وفتحوا نوافذ جديدة على الكون، أينشتاين، الذي التقى بماري بعد ذلك، وصفها بأنها "روح نقية"، بينما كان يرى في تتويجها نصرًا للعلم الخالص، العلم الذي لا يسعى إلى مجد، بل يُمنح المجد، لقد حضرت ماري في زمن كانت فيه أوروبا تصفق للعلماء كما تصفق اليوم للمشاهير، بعد تتويجها، لقيت ماري كوري اهتمامًا عالميًا، لكنها واجهت أيضًا حملة تشويه إعلامية، خاصة بعد وفاة زوجها بيار، واتّهامها بعلاقة مع العالم بول لانجفان، لم تمنع هذه الحملات المجتمع العلمي من تقديرها، فقد تأسس معهد الراديوم في باريس بفضل جهودها، وبدأت تستخدم الراديوم في علاج الأورام، ما اعتبر النواة الأولى للعلاج الإشعاعي الحديث، لكن في المقابل، كانت ماري رمزًا لانحدار القيمة المعنوية للعلماء مع مرور الزمن، لم تعد قاعات التتويج تذكر، وصارت الأضواء مسلطة على من يملك سلطة، أو شهرة، أو ضجيجًا رقميًا، اليوم، يُمنح المجد غالبًا لمن يثير الجدل لا لمن يقدم برهانًا، لمن يتصدر العناوين لا من يحرر معادلة، أينشتاين، كوري، بوهر، دي بروغلي... جميعهم كانوا يومًا نجومًا عالميين بالمعنى الحقيقي، يجذبون الحشود لأنهم يمثلون قمة الإدراك الإنساني، المفارقة أن جائزة نوبل، التي كانت تُنقل بتفاصيلها عبر الصحف العالمية، أصبحت اليوم خبرًا ثانويًا في كثير من المنصات، فقد تحوّل المجد إلى عابرٍ سطحي، وفُصل عن العمق المعرفي، حين ننظر إلى صورة ماري كوري في قاعة نوبل، لا نرى مجرد فوز بجائزة، بل نرى امرأة حملت جسدها المُنهك ووقفت لتقول: أنا هنا لأن العلم لا يعترف إلا بالحقائق، في عروقها كان يسري الراديوم، وفي عقلها كانت تضيء معادلات لم تُكتب بعد، إن تتويج ماري كوري كان تتويجًا لعصر أشرق فيه العقل، واحترمت فيه الأمم من يضيف إلى الوجود قيمة، ربما سرقت الشهرة في عصرنا بريقها من مستحقيها، لكن إشعاع ماري كوري سيظل حيًا، لا يُمحى
و الصورة تمثل لحضة استلامها الجائزة نوبل للفيزياء حيث صعدت الى المنصة نلاحظ انحناء نخب المجتمع من العلماء و المثقفين احتراماً لها و لانجازها العلمي الذي غير مفاهيم الفيزياء و الكمياء .
حين يسقط القناع: قراءة نفسية في تغيّر الصديق الطيّب
بقلم الكاتب : حنين ضياء عبدالوهاب الربيعي
كان يبدو صديقًا حقيقيًا، قريبًا للروح، تتحدث إليه فيفهمك دون أن تشرح كثيرًا. عاش بينك زمنًا من المودّة والصدق الظاهري، حتى ظننت أن صداقتكما من النوع الذي لا يتبدّل. لكنك كنتَ مخدوعًا أو بالأحرى كنت ترى الوجه الذي أراد أن يُريك إياه. فجأة تغيّر. صار يتصرف بسوء، يتحدث عنك في غيابك، يذكرك بأقبح الكلام،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ 21 ساعة
2025/11/16
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السادس والسبعون: كون داخل الكون: العوالم المتعددة...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
منذ سنوات برزت ظاهرة من قبل بعض جماهير الاندية الكبيرة ضد نادي الزوراء وانتشرت...
منذ 21 ساعة
2025/11/16
في عالم سريع الإيقاع يزداد فيه الضغط والعمل والسهر أصبحت مشروبات الطاقة جزءاً من...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )