في عام 1995 قرر الاتحاد العراقي المشاركة في التصفيات الاولمبية بعد ان غاب العراق عن تصفيات 1991 لظروف كثيرة وكان الاتحاد الاسيوي قد فرض المشاركة تحت سن 23 اعتبار من تصفيات 1991 لذلك كان على العراق تشكيل منتخب اولمبي لاول مرة تحت سن 23 ليشارك في اتصفيات اولمبياد اتلانتا وقد انيطت بالمدرب الكبير انور جسام مهمة تشكيل المنتخب الاولمبي وتهيئته للدفاع عن اسم العراق في التصفيات الاولمبية وقد كان اختيارا صائبا فالمدرب انور جسام احد افضل المدربين العراقيين وصاحب انجازات.

وكان لابد الاستعداد الجيد لهكذا تجربة جديدة على الاتحاد العراقي لذلك قرر المشاركة في بطولة نهرو وبطولة مرديكا لتكون خير استعداد للتصفيات.



(بطولة نهرو)

استهل المنتخب الاولمبي نشاطاته لهذا العام بالمشاركة في بطولة نهرو الدولية لتكون تلك المشاركة العراقية الثانية بها بعد مشاركة منتخب الشباب في بطولة 89 وتالفت التشكيلة التي استدعاها المدرب انور جسام من مجموعة من العناصر الواعدة التي كان ينقصها اللاعب الذي يشغل مركز حارس المرمى لذلك فقد استعان المدرب بالحارسين الدوليين عماد هاشم وابراهيم سالم خلال تلك الفترة التجريبية.

ومن بين الاسماء التي استدعاها المدرب لتمثيلنا في الدورة : صادق سعدون-خالد محمد صبار-عادل نعمة-حيدر محمود-عصام حمد-عباس عليوي-عباس عبيد-علي وهيب-عامر مشرف-ياسر عبداللطيف-قحطان جثير-عامر عبد الوهاب -حسام فوزي-ناصر حسين-محمد عبدالكريم .. اضافة الى الحارسين الدوليين ...



( المسيرة نحو كاس نهرو)

ابتدا منتخبنا الاولمبي مبارياته في الدورة بالتغلب على منتخب شباب اوزبكستان بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد احرز اهدافنا حسام فوزي وعامر مشرف والمدافع صادق سعدون ...

بعدها تعادل منتخبنا الاولمبي مع فريق زينيت الروسي من دون اهداف.

ليقابل بعد ذلك المنتخب الوطني الهندي في مباراة اعتبرها الفيفا مباراة دولية كاملة رغم ان الطرف العراقي كان ممثلا بالمنتخب الاولمبي وليس الوطني وتالفت تشكيلة منتخبنا الاولمبي من ابراهيم سالم لحراسة المرمى خالد محمد صبار وصادق سعدون مع عادل نعمة وعباس عليوي في الدفاع .. وعصام حمد وعلي وهيب وعباس عبيد وناصر حسين للوسط وعامر مشرف وياسر عبداللطيف للهجوم في تلك المباراة تقدم منتخبنا بهدف عباس عبيد في الدقيقة العشرين قبل ان يدرك الهنود التعادل في الشوط الثاني.

بعدها خاض فريقنا اخر مبارياته في المجموعة والتي كانت ضد المنتخب التايلندي والتي اعتبرت ايضا مباراة دولية من قبل الفيفا حيث تفوق منتخبنا على خصمه المتواضع الذي تقدم بالهدف الاول قبل ان يتخم لاعبونا مرماه بثلاثة اهداف احرزها عباس عليوي وعلي وهيب والمدافع التايلندي خطا في مرماه.

وبذلك تاهل الاولمبي الى المباراة النهائية للبطولة التي ينص نظامها على خوض اللقاء النهائي بين صاحبي اعلى رصيد من النقاط .. وهكذا تقابل منتخبنا مع الفريق الروسي لينجح المهاجم الشاب حسام فوزي في وضع بطاقة الفوز الوحيدة في الوقت القاتل لينال العراق كاس بطولة نهرو .. وينال حسام فوزي لقب افضل لاعب في الدورة.



( بطولة مرديكا)

بعد عدة اشهر سافر منتخبنا الاولمبي مجددا ليشارك هذه المرة في بطولة مرديكا التي سجل العراق عودته اليها بعد اربعة عشر عاما من الانقطاع منذ اخر مشاركة للمنتخب الوطني فيها عام 81 اوقعت القرعة منتخبنا الاولمبي ضمن المجموعة الاولى تقابل منتخبنا مع نظيره الاولمبي الكوري وتالفت التشكيلة التي لعب بها المدرب: من عماد هاشم لحراسة المرمى صادق سعدون وخالد صبار وعادل نعمة وعباس عليوي للدفاع حيدر محمود وعلي وهيب وعصام حمد ومهند محمد علي وحسام فوزي وعامر مشرف للهجوم.

ورغم تقدم الكوريين بهدفين خلال الخمسين دقيقة الاولى الا ان منتخبنا سرعان ما تدارك الاوضاع خصوصا بعد اشتراك عباس عبيد وقحطان جثير ليتمكن وفي غضون ثلاث دقائق من تعديل النتيجة لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين.

بعدها واجه الاولمبي خصمه المنتخب الماليزي المنظم في هذه المباراة اخذت ملامح التشكيلة المثالية تظهر على منتخبنا حيث اشترك عباس عبيد منذ البداية ولعب قحطان جثير كمهاجم ثان مع حسام فوزي في تلك المباراة سيطر منتخبنا على مجريات اللعب ليتمكن من تسجيل هدفين لعلي وهيبي وعباس عبيد قبل ان يقلل اهل الدار الفارق في الدقيقة الاخيرة وبذلك تصدر منتخبنا الاولمبي المجموعة.

وتاهل الى الدور نصف النهائي ليقابل فريق مختلط اندية بلغاريا حيث لعب فريقنا بنفس التشكيلة السابقة وتفوق بالهدف الوحيد الذي احرزه حسام فوزي في الدقيقة التاسعة والستين.

وفي المباراة النهائية تقابلنا مع فريق فاشاش المجري المعروف الذي سبق له زيارة العراق اكثر من مرة ليقدم الاولمبي مستوى مميزا توجه بتحقيق الفوز بفضل هدفي مهند محمد علي وقحطان جثير اللذين احرزا في الشوط الثاني لينال العراق كاس البطولة كما فعل في عام 81 .

وبعد انتهاء منافسات البطولة اعجب الماليزيون بمستوى الحارس عماد هاشم لدرجة انهم طلبوا منه ان يحرس مرمى منتخبهم في المباراة الودية التي خاضوها مع فريق مانشستر يونايتد الانكليزي المعروف وهذا ما حدث لاحقا.



( التصفيات الاولمبية)

في ايلول من عام 1995 انطلقت التصفيات الاولمبية بدورها الاول والذي اقيم بنظام المجموعات التي يتاهل متصدر كل منها الى الدور الحاسم وتواجد منتخبنا الاولمبي ضمن المجموعة الثامنة مع منتخبي قطر والاردن.

وتالفت التشكيلة التي مثلت العراق في كل ادوار التصفيات من : حسين كامل عباس-بشار عبد الجليل-خالد محمد صبار-صادق سعدون-عباس عليوي-حيدر محمود-ناصر حسين-عصام حمد-مهند محمد علي-علي وهيب-حسام فوزي-قحطان جثير-سعد ناصر-سلام جعفر-عادل نعمة-قيس عيسى-عباس عبيد-مؤيد جودي-وليد ضهد-عامر مشرف-مهند لويس-جاسم سوادي .. اضافة الى السيد انور جسام مدرب الفريق.

في الدوحة افتتح منتخبنا مبارياته بمقابلة اقوى خصومه الفريق القطري في تلك المباراة اثبت المنتخب الاولمبي ان استعداداته المبكرة اخذت تعطي اكلها وذلك اثر سيطرته على مجريات اللعب والقذيفة التي اطلقها قائد الفريق عصام حمد وردها قائم القطريين لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.

بعدها غادر فريقنا الى عمان لملاقاة الفريق الاردني وقد اثبت الظهير الايمن عادل نعمة اهمية وجوده في الفريق عندما اسهمت اختراقاته والكرات التي هيئها لزملائه عن تسجيل اهدافنا الاربعة التي اشترك فيها قحطان جثير مع حسام فوزي وعلي وهيب.

وهكذا تبقت مباريات جولة الاياب في بغداد والتي بداها فريقنا الاولمبي بمواجهة الفريق القطري والذي لم يصمد الا لدقائق معدودة قبل ان يفتتح قحطان جثير التهديف ثم يضيف الهدف الثاني ليتقدم منتخبنا الاولمبي 2-صفر في بداية المباراة وفي الشوط الثاني قلل القطريون الفارق قبل ان يسجل مهند محمد علي الهدف الثالث الذي جعل المباراة بعيدة عن متناول القطريين الذي سجلوا هدفهم الثاني والاخير ليتفوق منتخبنا 3-2 .

وتصبح الطريق الى الدور الحاسم معبدة بالورود وذلك بعد اكتفى منتخبنا الاولمبي في الجولة الحاسمة بالتعادل مع المنتخب الاردني في بغداد بهدف واحد سجله مهند محمد علي ليضمن الصدارة والتاهل الى الجولة الفاصلة مع افضل الفرق الاسيوية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب/ اسعد الدلفي

العراق- بغداد