زيد علي كريم الكفلي
كلنا نعلم بأن الأم هي مصدرا للحنان والأمان والحماية والراحة النفسية للطفل ، وهي الراعية في بيت زوجها ودائما ما يصفونها بأنها عمود الخيمة لكثرة ما تحمله من أعباء البيت وواجباتها فإن سقط العمود سقط كل شيء معه وحتى وإن عوضت بغيرها لا أحد يسد فراغها ويعوض مكانها وسيعرّض الطفل أمام خيارات عديدة في السلوك الظاهري أو المخفي ، فتارة تراه يقوم بالصراع النفسي والدفاع عنها بعد غياب الأم كالعنف والمشاكسة والتلفظ بألفاظ غير لائقة لعدم ثقته بالمربي البديل ، وتارة أخرى يغلب عليه طابع القلق والخوف من كل شيء بل ويُفكر حتى بالموت ويتمنى أن يذهب إلى حيث ذهبت أمه لأن حمايته وأمانه وراحة لا تتحقق إلا مع أمه .
دعوني أضرب لكم مثلاً واقعياً حدث في مدينتنا ومثلها يحصل الكثير الآن عندما ذهبت أم طفل إلى حيث أراد الله فجلب الأب أم بديلة للطفل فكان تعاملها مع الطفل معاملة عنيفة وقاسية تشتمه وتضربه وفي بعض الأحيان تطرده من بيتها وحتى عندما رزقها الله بطفل فبينت التفرقة أكثر لأنها تعتبره من جهة أخرى بأنه ليس بأبنها وبالتالي انحرف الطفل أخلاقيا ودينيا وذهب إلى حيث اتجه إليه مدمني المخدرات فهلك .
فلذلك على الأب إن أراد أن يعوض غياب زوجته ويحافظ على طفله من الانحراف عليه أن يصبح أماً وأباً له في نفس الوقت وأن يؤمن له كافة الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وراحة نفسية وحماية وأمان من كل أشكال الخطر بعد فقد أمه ، والحذر كل الحذر من أن يلجأ إلى الأسلوب الهمجي والقسوة الشديدة ظنّا منه أنه يعوض دور الأم فيظهر بمظهر الأم القاسية، وإن قصّر بهذه الواجبات فيكون الطفل من جهة نفسية إنه يتيم الأم والأب ومصدرا غير أمان وبالتالي يكون الطفل صيداً سهلا لأصدقاء السوء ومدمني المخدرات .