يواجه الانسان الكثير من المواقف المتباينة فمنها مواقف يجهل حقيقتها، و أخرى يكون ملماً بماهيتها ، فالاولى تجعله أسيراً لهوى نفسه ، أما الأخرى وفيها تكون بصيرته أشد قوةً من بصره الذي يصور له الأشياء على ظاهرها دون جوهرها وهذا ما يتطلب بصيرة ثاقبة، بعيدة الرؤى، متمكنة من قراءة الأحداث، و استخلاص العضة، و العبرة منها، ومن ثم الخروج بنتائج إيجابية تعود بالنفع عليه عندها يكون الفرد يسير ضمن دائرة السياق العام لمفهوم الإسلام الأصيل، فيكون حينها في مأمن من مغريات الدهر، و يتقي بواسطتها وسوسة ابليس، و حبال مكره، و أدوات غدره، ولعل من أسمى، و أفضل النتائج الإيجابية التي يتحصل عليها المسلم بإتباعه لبصيرته هو التزامه بالعبادة الصحيحة المستمدة أصولها من تشريعات رسالة السماء السمحاء بما تضمنته من فروض، و طقوس دينية نسجت خيوطها بحنكة ممتازة، و تنظيم فائق الدقة، فلم تدع مجالاً للشك بها، أو التلاعب بمضامينها، و ما تدعو إليه من حقيقة عظمى تتلخص في تحقيق العبودية الخالصة لله تعالى، فجعلتها تقوم على عمود واحد لا ثاني له، وهو المرتكز الأساس الذي تقوم عليه بقية العبادات حتى رهنت قيامها بقيامه، و قبولها يتوقف على قبوله، فجاءت الصلاة العمود الذي يستند عليه الدين، وقد أعدت لكل مَنْ يستمر عليها، وضمن حدود وقتها ما لم تسمعه أذن، ولم تراه عين، في حين أنها توعدت كل مَنْ يهجرها، أو يستخف، و يستهين بها، أو لم يعشقها فإنه لا محال أنه خارج من رحمة الله تعالى ( قالوا ما سلككم في سقر كانوا لم نكن من المصلين ) فهذا ما صرح به القران الكريم، و دستورها المتين، إذاً ومن هذا المنطلق نكون على علم بما يقع على عاتقنا نحن معاشر المسلمين، فاليوم نحن على الأرض نسمع أصوات الجوامع، و دور العبادة، وهي تنادي حي على خير العمل - وحقاً إنها خير العمل - فلنسعى سعينا، و نملئ صحائفنا من هذا المعين الذي لا ينضب، و لنترك دنيانا الزائلة، و لنستعد بصلاتنا لآخرة تكون لنا فيها العزة، و الكرامة و الفوز برضا الله تعالى، بالإضافة إلى ما لا نعلمه عما تخبأه لنا السماء من مفاجات حسنة هي لنا خير زاد في دار الآخرة .
بقلم : حسن حمزة العبيدي







وائل الوائلي
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN