الحياة المعاصرة متطلباتها الكثيرة والضغوط المادية التي اثقلت كاهل رب الاسرة ودفعت المرآة إلى الانخراط في ميادين العمل؛ لكي تعين الرجل في سدّ احتياجات الأسرة المتزايدة, فأصبحت المرآة في صراع مع الوقت لكي تواجه في آن واحد عدة مسؤوليات أُلقيت على الحياة المعاصرة ومتطلباتها الكثيرة والضغوط المادية التي أثقلت كاهل ربّ الأسرة دفعت عاتقها غير الأمومة وتلبية احتياجات أسرتها ومَهمتها الأساسية في تنشئة أولادها تنشئةً صحيحة, (فالأم هي محور الأسرة وهي المؤثر الأساسي في شخصية الأبناء) وبين مَهمتها الجديدة وهي العمل المهني إذ تضطر إلى قضاء أكثر من نصف النهار خارج البيت, وهذه المعاناة هي القاسم المشترك بين الأم والأولاد، فهناك وجهات نظر مغايرة من حيث رؤية الأشخاص لهذا الموضوع، فبعضهم يعتقد أنّ عمل الأم هو تكملة لواجبها الرسالي لسد نواقص العائلة، ولكي يتعلم الأولاد الاعتماد على أنفسهم في تلبية بعض احتياجاتهم, وأمّا وجهة النظر الأخرى فهي أنّ خروج الأم إلى العمل يسبب فراغاً عاطفياً نفسياً يؤثر في الأولاد تأثيراً سلبياً. ويرى بعض المختصين النفسيين إنّ الطفل يُولد من رحم منعزل عن العالم وأول شخص يتصل به هو الأم التي تغدق عليه من عواطفها الجياشة فتحاول بكلّ الطرق أن توفر له سبل الطمأنينة والراحة سواء في مأكله أو مشربه وتضمّه إلى حِجرها لكي تشعره بقربها منه، يدفعها هرمون الأمومة الذي حباه الله فيها إلى العطاء الكامل بدون مقابل إلى وليدها الصغير فينظر هذا الوليد إلى العالم الخارجي عن طريق رؤية الأم له فتصبح العلاقة بينهما وطيدة جداً.
وبما أن عمل الأم أصبح في الوقت الحاضر من الضروريات فتقع على الأم مسؤولية اختيار البدائل المناسبة عن شخصيتها في أثناء غيابها عنه ويجب عليها أن تضعه في أيدي أمينة تكسبه المبادئ الصحيحة للتربية لكي لا تقع الأم فيما بعد بمشاكل هي في غنى عنها، إذ أن الاختلاف بين الأم والشخصية البديلة يسبب مشاكل في ذهن وفكر الطفل الذي يقع ضحية هذا الاختلاف فيفقده التمييز بين الصواب والخطأ لذلك نصيحتي لكلّ أم عاملة أن تحاول بكلّ جهدها بعد رجوعها من العمل أن تشبع حاجات الطفل النفسية وذلك بجرعات مكثفة من الحنان والمودة وأن تستوعب أن فكرة ابتعادها عنه يسبب له فراغ عاطفي لا يستطيع أي شخص تعويضه وأن تحاول أن تنزل بتفكيرها ومداركها إلى طريقة تفكيره ومداركه، فهي بذلك تجنبه الكثير من الاحباطات التي تحدث له في أثناء غيابها.
وأمّا في عمر المراهقة فالأولاد في هذه المرحلة يكونون أقل علقة بالأم من السابق وذلك لاهتماماتهم وأنشطتهم المختلفة والحقيقة إنّ الإنسان مهما طال به العمر يكون بحاجة إلى وجود الأم
والمرأة معروفة بأنها تتوق دائما إلى إشاعة جوّ السعادة في أسرتها ومن نكرانها الدائم لذاتها تُحمّل نفسها أكثر من طاقتها في عمل مستمر ودؤوب؛ لتنتشل أسرتها من أرض الخصاصة والفقر إلى أرض الغنى والثروة؛ ولتسد جميع احتياجات عائلتها، فهي تضع مسؤولية جديدة في رقبتها عن طريق عماد بحضنٍ دافئ يقيهم من الوقوع في شباك الحياة العصرية وإغراءاتها، فالأولاد هم ثمرة الحياة الزوجية، وهم المكسب الحقيقي للعائلة، وإن كان لابدّ من العمل لها فيجب أن تختار العمل المناسب لها، وأن تمسك بزمام الأمور من خلال التوفيق بين عملها والمنزل







وائل الوائلي
منذ 6 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN