نظَّمت شعبة مكتبة ودار المخطوطات التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وبالتعاون مع المركز الثقافي البغدادي معرضاً لنفائس المخطوطات والوثائق والمؤلفات، شارك فيه كل من مركز تصوير المخطوطات وفهرستها، ووحدة التأليف والدراسات، ومركز إحياء التراث في شعبة المكتبة.

المعرض الذي احتضنته (قاعة محمد غني حكمت) في المركز الثقافي البغدادي وزعت معروضاته على ثلاثة اجنحة حسب تخصص كل جهة مشتركة، حيث عرض مركز تصوير المخطوطات وفهرستها صوراً لنفائس مخطوطات المصحف الشريف التي يعود تاريخها للفترة الممتدة من القرن الاول الهجري ولغاية القرن الثالث عشر الهجري، كما عرض صوراً لوثائق تأريخية تمثل حقباً مختلفةً من التاريخ الإسلامي، منها لوحة صورة الأرض للشريف الادريسي التي تعود الى القرن السادس الهجري، وتمثل أقدم خريطة للعالم رسمت في تلك الفترة، ووثيقة أخرى هي وثيقة الماء التي يعود تأريخها للحقبة العثمانية حيث تمثلت بشكوى مقدمة من أهالي النجف الى علماء الدين في تلك الفترة بسبب شحة المياه وانقطاعه، كما تمّ عرضُ مجموعة من الإصدارات الخاصة بالمركز كفهارس المخطوطات ومصحف ابن البواب المحقق.

اما جناح وحدة التأليف والدراسات فقد ضمَّ عرضاً لمجموعة من المؤلفات الصادرة عنه، منها مجلدات عن سيرة قمر بني هاشم (عليه السلام)، وكتاب (أبو الفضل العباس في الأدب والشعر العربي) ومجموعة أخرى من الكتب التي تعنى بالدراسات التخصصية حول شخصية أبي الفضل العباس (عليه السلام).

مركز إحياء التراث كان جناحه كذلك غنيًّا بمعروضاته، فقد عرض مجموعة قيمة من النتاجات المتنوعة الصادرة عنه، منها كتاب (أقرب المجازات) و(مجلة الخزانة) وكتب أخرى متخصِّصة بدراسة وتحقيق المخطوطات، فضلا عن عرض مجموعة من التحقيقات التي قام بها.

وقد بلغ ما تم عرضه في هذه الأجنحة 16 انموذجاً لمخطوطات ووثائق يعود تاريخها للفترة الممتدة من القرن الاول الهجري ولغاية القرن الثالث عشر الهجري، وعدد الكتب المعروضة 70 كتاباً، منها المحققة ومنها المؤلفة، مع عرض نماذج لأختام المكتبات العراقية والعربية والاجنبية.

ونال المعرض ثناء واستحسان الجمهور الحاضر، وقد تم تغطية المعرض من قبل اغلب القنوات الفضائية وكان فرصة من اجل الاطلاع .

يذكر أنّ هذا المعرض يقع ضمن سلسلة من المعارض والمشاركات لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية؛ وذلك لبيان وإظهار ما للعتبة العبّاسية المقدّسة من طاقات وإمكانيّات في هذا المجال قامت بتسخيرها من اجل حفظ التراث، ولتقوية أواصر العلاقات المشتركة بين العتبة المقدسة والمؤسّسات الأخرى.