أكّد قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة، أنّ خدمة القرآن الكريم تأتي بوصفها محورًا استراتيجيًّا في برامج العتبة المقدسة. جاء ذلك في كلمة القسم التي ألقاها مدير مجموعة العميد التربوية الدكتور عادل الكركوشي، في فعاليات الحفل المركزي للمسابقة الختامية (الأذن الواعية الساعية) بنسختها الثالثة، وبمشاركة أكثر من 1000 متعلّم ومتعلّمة، من 16 مدرسةً من مدارس مجموعة العميد التربوية. وقال الكركوشي في كلمته: "حينَ نتأمّلُ في المشروعِ القرآنيِّ الذي تحتضنهُ العتبةُ العباسيةُ المقدسةُ، لا نراهُ فعلًا مؤسسيًّا فحسب، بل نلمسُ فيهِ رؤيةً حضاريةً تتجاوزُ اللحظة، وتستقرُّ في جوهرها على إيمانٍ عميقٍ بأنَّ القرآنَ ليس كتابًا للتقديسِ اللفظيّ فحسبُ، بل هو فعلُ بناءِ دائمٍ للإنسانِ، ومشروعُ نهوضٍ يعيدُ ترتيبَ الأولوياتِ في زمنٍ مضطربِ الأوزان". وأضاف "لقد آمنت العتبةُ المقدسة، في ظلِ رعايةِ متوليها الشرعي سماحة العلامة السيدِ أحمد الصافي، بأنَّ التربيةَ القرآنيةَ لا تنفصل عن مشروعِ الإصلاحِ التربوي، بل هي في صميمِهِ؛ فهي لا تصنعُ حافظًا مكررا، بل تبني عقلًا ناقدًا، وقلبًا تقيًّا، وضميرًا حيًّا، يحمل في جوفِهِ وعيًا بالكون، وفي صدرهٍ عهدًا مع السماءِ".
وأوضح أنّه "من هذا الوعي انطلقت العتبة المقدسةِ، لتجعلَ من خدمةِ القرآنِ الكريمِ محورًا استراتيجيًّا في برامجها، فتبنَّتِ المؤسساتِ التعليمية والتربوية لا بوصفِها إداراتٍ للتعليمِ، بل حواضنَ للقيم، ومنصاتٍ لغرسِ الوعي، ومشاريعَ تمتدُ إلى داخلِ الإنسانِ، لا إلى سطح معرفتِهِ فقط، ومن رحم هذهِ الرؤيةِ، انبثقتْ مجموعةُ العميدِ التربويةِ".