أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 12-2-2017
![]()
التاريخ: 8-12-2016
![]()
التاريخ: 24-11-2016
![]() |
قال تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [البقرة: 110].
لما أمر الله سبحانه المؤمنين بالصفح عن الكفار و التجاوز علم أنه يشق عليهم ذلك مع شدة عداوة اليهود و غيرهم لهم فأمرهم بالاستعانة على ذلك بالصلاة و الزكاة فإن في ذلك معونة لهم على الصبر مع ما يحوزون بهما من الثواب و الأجر كما قال في موضع آخر و استعينوا بالصبر و الصلوة و قوله {وما تقدموا لأنفسكم من خير} أي من طاعة و إحسان و عمل صالح {تجدوه عند الله} أي تجدوا ثوابه معدا لكم عند الله و قيل معناه تجدوه مكتوبا محفوظا عند الله ليجازيكم به و في هذه الآية دلالة على أن ثواب الخيرات و الطاعات لا يضيع و لا يبطل و لا يحبط لأنه إذا أحبط لا تجدونه و قوله {إن الله بما تعملون بصير} أي لا يخفى عليه شيء من أعمالكم سيجازيكم على الإحسان بما تستحقونه من الثواب و على الإساءة بما تستحقونه من العقاب فاعملوا عمل من يستيقن أنه يجازيه على ذلك من لا يخفى عليه شيء من عمله و في هذا دلالة على الوعد و الوعيد و الأمر و الزجر و إن كان خبرا عن غير ذلك في اللفظ .
___________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص348-349.
تضمنت هذه الآية أمورا ثلاثة :
1 - الأمر بإقامة الصلاة ( 2 ) .
2 - الأمر بإيتاء الزكاة .
3 - الترغيب في الخير بوجه العموم ، وفي تفسير المنار ان الآية تضمنت أولا حكما خاصا ، وهو الأمر بالصلاة والزكاة ، ثم حكما عاما مستقلا بنفسه ، ولكنه شامل بعمومه للحكم الخاص المتقدم ، وهذا من أساليب القرآن التي لا تجد لها نظيرا في غيره . وقوله تعالى : « تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ » المراد به وجدان جزائه وثوابه لا وجدان العمل بالذات ، كما قيل ، لأن الأعمال لا تبقى .
وتسأل : لقد رأينا القرآن يقرن دائما الأمر بالصلاة بالأمر بالزكاة ، فما هو السر ؟ .
وأجيب عن هذا السؤال بأن الصلاة عبادة روحية ، والزكاة عبادة مالية ، فمن جاد بها ابتغاء مرضاة اللَّه سهل عليه بذل نفسه في سبيل اللَّه .
الصلاة وشباب الحيل :
ان أكثر شباب هذا الجيل يستخفون بالدين وأهله ، فمنهم من يقول صراحة وعلانية : لا شيء وراء الطبيعة . . ومنهم من يقول : ان وراءها مدبرا حكيما ،
ولكنه لم يوجب صوما ولا صلاة . . والاثنان عند اللَّه سواء في الكفر والجحود . .
لأن من ترك الصلاة جازما بعدم وجوبها فهو تماما كمن كفر باللَّه دون خلاف بين علماء المسلمين .
ونعينا نحن علماء الدين على شباب الجيل كفرهم واستخفافهم ، وحكمنا عليهم بالتمرد على دين الحق ، دون أن نقوم بأي عمل ، أو نقدم لهم الأسلوب المقنع .
وأعني بالعمل ، العمل الجماعي المثمر الذي ينبغي التمهيد له بالاجتماعات وعقد المؤتمرات للتداول والتدارس ، ثم إنشاء المدارس والكليات لعلوم القرآن والسنة ، وفلسفة العقيدة الاسلامية ، والتاريخ الاسلامي ، وعلم النفس ، والتدريب على الوعظ والدعوة إلى الدين بالحسنى والسبل الحديثة المجدية . . أجل ، لقد قام البعض مجهود أدت إلى نتائج مشكورة ، ولكن المطلوب توحيد الجهود ، والإخلاص في النية والتضحية من الجميع . . ولكن كيف توحّد الجهود ، والمتكسبون باسم الدين كثيرون ، ولا يهمهم من أمره إلا بمقدار ما يعود عليهم بالجاه والمال .
وبالتالي ، فنحن علماء الدين مسؤولون أمام اللَّه عن شباب الجيل ، تماما كما هم مسؤولون عن التهاون وترك التصدي لمعرفة دين الحق ، والعمل بأحكامه .
________________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص175-176.
2- انظر فقرة يقيمون الصلاة الآية 3 من هذه السورة .
الآية تأمر المسلمين بحكمين هامّين: إقامة الصلاة باعتبارها رمز إرتباط الإِنسان بالله، وإيتاء الزكاة وهي أيضاً رمز التكافل بين أبناء الاُمّة المسلمة، وكلاهما ضروريان لتحقيق الإِنتصار على العدو: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَأَتُوا الزَّكَاةَ}.
ثم تؤكّد الآية على خلود العمل الصالح وبقائه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لاِنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْر تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ}. والله سبحانه عالم بالسرائر، ويعلم دوافع الأعمال، ولا يضيع عنده أجر العاملين {إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
______________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص280.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله الهيأة العليا لإحياء التراث تعقد ندوة ثقافية لاستذكار العلامة المحقق السيد محمد رضا الجلالي
|
|
|