أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-11-2016
![]()
التاريخ: 12-11-2016
![]()
التاريخ:
![]()
التاريخ:
![]() |
المعينيون أقدم شعب عربي حمل لواء الحضارة، وقد بلغتنا أخبارهم من الكتابات المدونة بالمسند، والكتب الكلاسيكية اليونانية والرومانية. سكنوا منذ أن ظهروا في التاريخ على المسرح السياسي في الجوف بين نجران وحضرموت في أرض خصبة منبسطة، عاصمتها قرناو على ضفة وادي مذاب. عمل أفرادها بالزراعة والتجارة، ثم ما لبثوا أن بسطوا نفوذهم السياسي على المناطق الواقعة شمال الحجاز، معان، وديدان ( العلا)، ومدين، وسيطروا على الطريق التجارية بين الجنوب والشمال؛ لأنهم لم يجدوا وسيلة تضمن لهم الأمن، والسلام، سوى السيطرة على الطريق الوحيدة المعروفة في ذلك الوقت، وفي إقامة المراكز، والمحطات الآهلة ببني قومهم.
وكانت هذه الطريق والمراكز المقامة عليها موضع نزاع دائم بينهم وبين معاصريهم السبئيين بسبب المنافسة في التجارة، وقد هاجرت جاليات منهم إلى مصر والجزر اليونانية وغيرها.
كان نظام الحكم عند المعينيين ملكياً، ويدعى الملك مزود أي مقدس، والملك وراثي، وكثيراً ما كان الابن يشارك أباه في الحكم، ويساعد الملك في الحكم مجلس استشاري له سلطات واسعة. وكانت هناك حكومات مدن محلية، كل مدينة لها كيانها الخاص في الدولة، ولها آلهتها الدينية المستقلة ذاتياً، ويدير شؤونها رؤساء ينتخبون لمدة سنة قابلة للتجديد، يساعدهم مجلس من رؤساء الأسر، من اختصاصاته البتّ في شؤون الحرب والسلم، ولرؤساء الأسر هؤلاء مكانة رفيعة، فقد كانت تدون أسماؤهم في سجلات المدينة أو المعابد، وترد في وثائق المؤرخين، حتى إن بعض الملوك كانوا يؤرخون توليتهم، ويحددونها بذكر الرئيس الذي كان يتولى الإدارة في المدينة.
أما المقاطعات فكانت تدار من قبل نائب الملك المسمى كبير، كما كانت الحال في المستوطنات الشمالية في العلا، ولهذا لايعرف متى قامت المملكة المعينية، ومتى سقطت على وجه التحديد الدقيق، وإنما يُكتفى بذكر الأرقام التقريبية من 1200ق. م – 630 ق.م.
أما المجتمع المعيني فهو مجتمع طبقي فيه الأرستقراطيون والعبيد، وبين الطبقتين طبقات أخرى. وقد اشتغلوا بالزراعة والتجارة، وكان بعضهم بدواً يرعى الماشية، ويعيش حياة تنقل وارتحال. وهم متدينون يعيرون الدين أهمية كبيرة، وللمرأة بينهم مكانة محترمة ومقام رفيع، وكان للمعينيين آلهة يقيمون لها المعابد، وينحتون لها الأصنام، وعلى رأس تلك الآلهة ثالوث يمثل الزهرة والشمس والقمر.
كانت التجارة السبب الأول في ثرائهم؛ لأنهم كانوا يفرضون الضرائب على البضائع التي تمر بها، وكانت هذه الضرائب على ثلاثة أقسام، ضرائب تعود جبايتها لخزانة الدولة العامة أو خزانة الملك، وضرائب خاصة تجبى لمصلحة المعابد الدينية، وأخرى تعود إلى المشايخ والكبراء أوالحكام، وتجبى من سواد الشعب والأفراد. وكان المشايخ والحكام والكبراء يتعهدون عادة جمع الضرائب وتوزيعها حسب العادة، كما كانت المعابد تستفيد - إضافة إلى نصيبها من الضرائب المرسومة (العشر) - من الهدايا والهبات أو النذور التي تقدم إليها تقربا إلى الآلهة من المتنفذين في الدولة، أو من مجموعات من الشعب أو الأفراد.
كما كان للتجارة أثر في امتداد نفوذهم السياسي إلى بلاد كثيرة تقع على الطريق التجارية. فقد ورد ذكرهم في مصر وسورية والعراق، ووجدت نقوش وأختام، ونقود معينية في جنوبي فلسطين، وعلى طول نهر الفرات الأدنى وقد ساعدهم على هذا الانتشار أنهم كانوا يتكلمون لغة هي فرع من فروع لغة عرب الجنوب، وقريبة من الفروع السبئية التي جاءت بعدها وحلت محلها، وهناك من يذهب إلى القول إنهم أول من اخترع الأبجدية وأنها انتقلت من عندهم إلى سيناء، وبلاد الفينيقيين، ومنها إلى اليونان، وبلاد الرافدين، وفي ذلك دليل آخر على مدى الصلات التجارية الوثيقة بين المعينيين وتلك الشعوب القديمة حتى بعد زوال ملكهم، وظلوا يحتفظون بكيانهم ونشاطهم التجاري إلى أن تضاءل أمرهم وضعفوا كل الضعف، وغلبت عليهم البداوة، وحلت محلهم حكومة سبأ.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|