قوله تعالى : {لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا وُسْعَهٰا} [البقرة : 286] ، {لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا مٰا آتٰاهٰا} [الطلاق : 7] ،  {لٰا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلّٰا وُسْعَهٰا} [البقرة : 233] .

والوسعُ دون الطاقة . قال الشاعرُ (1) :‌

كلفتها الوسع في سيري لها أصلا                  والوسعُ منها دُوَيْن الجُهدِ والوخَدِ

وفي ذلك دلالة على بطلان قول المجبرة (2) من أنّ الله تعالى يُكلِّفُ العبد ما لا قدرة له عليه .

وقوله : {فَاتَّقُوا اللّٰهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن : 16] ، {ولِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران : 97] ، {مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] ، {يُرِيدُ اللّٰهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ولٰا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة : 185] ، {يُرِيدُ اللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء : 28] .

ولو جاز تكليف ما لا يطاق لجاز أن يكلف الأعمى النظر والمقعد المَشيَ ، ولجاز أن يكلفنا الطيران .

ولو جاز ذلك لجاز أن يكلف الأشجار والأحجار والنبات والجماد .

وسئل الرضا (3) -عليه السلام- فقيل لهُ : هل يكلفُ اللهُ العباد ما لا يطيقون ؟ فقال : الله أعدلُ من ذلك .

فقيل : هل يستطيعون أن يفعلوا ما لم يقدر لهم ؟

فقال : هم أعجز عن ذلك‌ .

الصاحب‌ُ (4) :

لو كلف العبد بلا استطاعة                 ما ذم من أبدى له امتناعه

ولا أقام للعباد الساعة                       أف لهذا القول من شناعة

_____________________

1- لم نقف على اسم قائله ، ولا مورد أخذهِ .

2- الملل والنحل 1 : 133 ، 136 ، 149 ، 143 . شرح الأصول الخمسة : 400 .

3- عيون أخبار الرضا 1 : 142 . التوحيد : 361 بلفظٍ مختلفٍ عن الصادق (عليه السلام) 362 عن الرضا (عليه السلام) .

4- أخلّ بهما ديوانه المطبوع بتحقيق آل ياسين .