أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-04
![]()
التاريخ: 16-11-2020
![]()
التاريخ: 2024-10-13
![]()
التاريخ: 2024-09-05
![]() |
الموقع والتطور الجيولوجي: كتب الكثير عن التحول في إفريقيا من وجهة نظر الجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية والبشرية وظهر عدد من الكتابات في جغرافية لقارة تعالج الأنماط المكانية من الوجهتين الطبيعية والبشرية والعلاقات والتأثيرات المتبادلة بينهما. ورغم ما اكتنف القارة من معوقات مختلفة فإن القارة قد بدأت تشق طريقها نحو التقدم وهبت عليها رياح التغيير وأصبحنا نرى التغيرات الكبيرة في كل مكان منها وخاصة في إقليم شمال القارة.
لقد استفاد هذا الإقليم من عديد من الاختراعات في خلال القرن الماضي. فقد تم تزويد بلدانه بخطوط حديدية وطرق برية وجوية. ويحوي القسم كغيره من أجزاء القارة أعظم احتياطي نفطي، كما أخذت بعض أقطاره في بناء السدود والخزانات لأغراض توليد الكهرباء والاستفادة من المياه المخزونة في الزراعة واستثمار المياه الجوفية كما هو الحال بالنسبة للنهر الصناعي بالجماهيرية وبناء السد العالي بمصر ومشاريع خشم القربة على نهر عطبرة والرصيص على النيل الأزرق ومشروع بحر الغزال ومشروع أعالي النيل. قلما نجد إقليماً في إفريقيا يسهل تحديده سواء من وجهة النظر الطبيعية أو البشرية كإقليم شمال القارة فهذا الإقليم يطلع على معظم المنطقة العربية من القارة.
وفيما يلي تقدم دراسة مبسطة لهذا الإقليم تشمل الجانبين الطبيعي والبشري:
الزمن الأول:
طغت فيه مياه بحر تيتس على أغلب الأجزاء الشمالية من القارة واستقرت على القاعدة الاركية رواسب بحرية جيرية ورمال وطين كما تعرضت كتلة شمال إفريقيا لحركة تكتونية قديمة، تمثلت في التواء شديد مكونة سلاسل جبلية قديمة في الصحراء الكبرى الحالية تمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي كتبستي والحجارة وهي بقية من تلك السلاسل.
وقد صاحبت الحركة الالتوائية نشاط بركاني غطت طفوحه مساحات واسعة، كما تكونت ارسابات فوق القاعدة القديمة تتوزع في السودان وحدودها مع مصر وجنوب ليبيا والجزائر وجنوب غرب المملكة المغربية وتكون الحجر الرملي الذي يعد مخزن المياه الجوفية كما في واحات شمال إفريقيا كما تحوي معظم حقول النفط في ليبيا والجزائر .
الزمن الثاني :
انحسر البحر في هذا الزمن مرة أخرى عن شمال إفريقيا ودخلت أجزاء كبيرة من الصحراء الكبرى وتم ترسيب مواد كثيرة في العصر الجوراسي والكريتاسي قارية وبحرية.
الزمن الثالث :
في هذا الزمن تعرضت شمال إفريقيا لحركة هبوط أدت إلى تقدم مياه البحر، ثم عادت المنطقة للارتفاع مرة أخرى في نهاية الايوسين والايجوسين، وبرزت أجزاء كبيرة من شمال إفريقيا، كما تعرضت لحركات التوائية وانكسارية وبركانية الالتوائية تمخضت عنها جبال أطلس والجبال الانكسارية كونت البحر الأحمر، وصاحبت هذه الحركات ثورات بركانية أدت إلى اندفاع اللافا مكونة طبقات سميكة منتشرة في أجزاء متعددة من الإقليم، كما حدثت في النصف الثاني من الميوسين حركة هبوط أدت إلى اندفاع مياه البحر نحو الجنوب فتكونت مجموعة من الخلجان أهمها خليج سرت، وصاحب ذلك عدة حركات التوائية وانكسارية وانشطار بركاني .
وخلال هذا الزمن نشطت عوامل التعرية حتى ملأت كثير من الأحواض والمنخفضات بالرواسب مثل منخفض الفيوم في شمال غرب مصر.
وتشمل تكوينات هذا العصر الحجر الجيري والطباشيري ورواسب الرمل والطفل والمعادن كالفوسفات وخامات الحديد وتمون فيه النفط وتجمع في مكامن لاستغلاله .
الزمن الرابع :
استمرت الالتواءات والانكسارات والحركات البركانية التي زادت من ارتفاع الجبال وزادت من انخفاض الأخاديد وتعرضت فيه إلى أمطار غزيرة وخاصة في عصر البلايستوسين (المطير) مما نشط عملية التعمير وأهم تكويناته الرواسب الفيضية والرملية وهي:
التضاريس: تقسم مظاهر السطح في شمال القارة إلى ثلاثة أقسام وهي :
1 - الجبال
2 - الهضبة
3 - السهول
1 - الجبال :
وتقسم الجبال إلى قسمين :
أ - الالتوائية
ب ـ الانكسارية
أ - الالتوائية وتتمثل هذه في جبال أطلس وامتداداتها في ليبيا، وتبدأ في الجنوب الغربي عند ساحل المحيط الأطلسي في المغرب، وهي سلاسل متوازية عالية الارتفاع يصل إلى 2000م وهي حديثة التكوين وتحتوي على مقذوفات بركانية وتكون سلسلتين جبليتين هما أطلس التل وأطلس الصحراء، وأطلس التل تمثل سلسلة موازية لساحل البحر في تونس والجزائر، أما أطلس الصحراء فهي سلسلة جبلية ملتصقة.
وتشمل أوسع صحاري العالم ويغلب على سطحها الاستواء باستثناء، بعض المنخفضات كالأحواض والحافات المرتفعة، وتنحدر نحو البحر بشكل متدرج كما في خليج سرت في ليبيا، وشديد الانحدار كما في الجبل الغربي ونطاق الخمس حتى طرابلس، وتنتشر فيها الحافات القارية كما في أقصى الشمال وتوجد فيها نتوءات جبلية كدارفور والعوينات وتبستي وكاكوس والحجارة . كما تنتشر فيها الأحواض المنخفضة مختلفة الاتساع كالحوض الذي يمتد من الساقية الحمراء حتى موريتانيا والجوف وبسكره وحوض السودان الذي يجري فيه نهر النيل وساعدت الأحواض على وجود عدة واحات منتشرة ضمن نطاق ممتد من الغرب إلى الشرق، كما توجد فيها عدة وديان جافة .
وتكثر في الهضبة تكوينات متمثلة في تكوينات العرق وهي كثبان رملية ناعمة وواسعة تشكل تلال منخفضة كبحر الرمال العظيم الذي يمتد من الحدود المصرية إلى داخل ليبيا، والعرق الكبير الذي يمتد في الجزائر ومجموعة الأدهان في ليبيا والجزائر وتنتشر فيها تكوينات السرير وهي رمال خشنة وحصى كسرير القطوسه وسرير تبستي كما توجد فيها الحمادات كالحمادة الحمراء وحمادة مرزوق في ليبيا وحمادة قادميت في الجزائر .
3 - السهول :وتنقسم السهول في شمال إفريقيا إلي :
أ - سهول فيضية
ب - سهول ساحلية
أـ السهول الفيضية أهمها سهل وادي النيل وهو سهل منخفض وخصب تكون نتيجة لجلب الغرين بواسطة نهر النيل من هضبة الحبشة، كما تنتشر السهول الفيضية في بطون الوديان الجبلية كسهول مرتفعات المغرب العربي مثل (سيبو والسوس).
وتشمل أوسع صحاري العالم ويغلب على سطحها الاستواء باستثناء، بعض المنخفضات كالأحواض والحافات المرتفعة، وتنحدر نحو البحر بشكل متدرج كما في خليج سرت في ليبيا، وشديد الانحدار كما في الجبل الغربي ونطاق الخمس حتى طرابلس، وتنتشر فيها الحافات القارية كما في أقصى الشمال وتوجد فيها نتوءات جبلية كدارفور والعوينات وتبستي وكاكوس والحجارة . كما تنتشر فيها الأحواض المنخفضة مختلفة الاتساع كالحوض الذي يمتد من الساقية الحمراء حتى موريتانيا والجوف وبسكره وحوض السودان الذي يجري فيه نهر النيل وساعدت الأحواض على وجود عدة واحات منتشرة ضمن نطاق ممتد من الغرب إلى الشرق، كما توجد فيها عدة وديان جافة .
وتكثر في الهضبة تكوينات متمثلة في تكوينات العرق وهي كثبان رملية ناعمة وواسعة تشكل تلال منخفضة كبحر الرمال العظيم الذي يمتد من الحدود المصرية إلى داخل ليبيا، والعرق الكبير الذي يمتد في الجزائر ومجموعة الأدهان في ليبيا والجزائر وتنتشر فيها تكوينات السرير وهي رمال خشنة وحصى كسرير القطوسه وسرير تبستي كما توجد فيها الحمادات كالحمادة الحمراء وحمادة مرزوق في ليبيا وحمادة قادميت في الجزائر .
ب - السهول الساحلية تتمثل في سهول مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، وتنتشر في الأراضي المنخفضة بين الإسكندرية والسلوم وفي ليبيا تضم السهول المتسعة ليصل أقصى اتساع لها في سهل الجفارة باستثناءات قليلة تضيق بها وهذا ما سنشرحه في الفصول القادمة. أما السهول المغاربية المطلة على البحر المتوسط فهي ضيفة ومقطعة كسهل تونس وسهل عنابة وسهل الجزائر وسهل وهران وسهل الملوية، وسهل المحيط الأطلسي ويمتد من طنجة حتى وادي دراع بطول يبلغ 800كم ويتراوح عرضه من 1 - 55كم.
المناخ :
يتأثر مناخ شمال إفريقيا بعدة عوامل أهمها :
-1 الموقع بالنسبة لدوائر العرض فتقع بين دائرتي عرض 37 شمالاً و5 شمالاً، وهذا الاتساع يعطيها تنوع مناخي.
2 - توزيع اليابس والماء على الرغم من وقوع شمال إفريقيا على عدة مسطحات كالبحر الأحمر والبحر المتوسط والمحيط الأطلسي إلا أن تأثيرها محدود.
3 ـ كما كان للتضاريس تأثير حيث تكسو الثلوج قمم المرتفعات وتؤثر الأمطار وكثافتها وتوزيع درجات الحرارة.
كذلك على توزيع وأبرز ما يميز مناخ شمال إفريقيا هو التطرف في درجات الحرارة وسوء توزيع الأمطار، وتحتضن عدة مناخات كالمناخ الاستوائي والمعتدل والصحراوي ومناخ البحر المتوسط.
وتخلو مساحات واسعة من شمال إفريقيا من الأمطار وخاصة الصحراء من هذا النطاق يسود المطر السنوي مناخ البحر المتوسط الكبرى وإلى الشمال وتختلف كمية المطر في الشريط الساحلي تبعاً للموقع والتضاريس وامتداد خط الساحل واتجاه الرياح، وإلى الجنوب من الصحراء يمتد نطاق المطر الصيفي، وخاصة الأقاليم الجنوبية من السودان حيث تبلغ كمية المطر أعلاها وتقل كلما اتجهنا شمالاً.
التربة :
يمكن تقسيم التربة في شمال إفريقيا إلى عدة أنواع أهمها :
1ـ تربة البحر المتوسط وهي تربة حمراء ويطلق عليها التيراروزا وتنتشر في شرق الجماهيرية العظمى وفي تونس والجزائر والمغرب.
2ـ التربة الفيضية وهي تربة منقولة كما في دلتا النيل وأجزاء من أراضي السودان.
3ـ تربة الاستبس: وهي تربة الحشائش ولونها أحمر وتنتشر في ساحل طرابلس في ليبيا وتونس وهضبة الشطوط.
4ـ تربة الكثبان الرملية المتماسكة وتتوزع في السودان في كردفان ودارفور.
5ـ التربة المدارية الحمراء وهي تربة مغسولة بسبب كثرة الأمطار وتنتشر في أقصى جنوب السودان .
6ـ تربة الحشائش السوداء - التشرنوزم وتنتشر في السودان في منطقة الجزيرة وحوض بحر الجبل.
7ـ التربة الصحراوية: وتنتشر في مساحة واسعة في شمال إفريقيا وهي لا تصلح في الإنتاج الزراعي.
النبات الطبيعي :
يتنوع النبات الطبيعي من الغابات والحشائش ونباتات المستنقعات إلى نباتات الصحاري وتتوزع الغابات في المناطق المدارية وشبه الاستوائية في أقصى جنوب السودان وهي من النوع المختلط، حيث تغطي الأعشاب والحشائش أرض الغابة، كما تنتشر الغابات المعتدلة في الأجزاء الشمالية والغربية من بلاد المغرب العربي وتتوزع الحشائش في مساحات واسعة من شمال إفريقيا بفرعيها المعتدل والحار وتكثر في جنوب السودان ووسطه وفي أقصى شمال الصحراء الكبرى، كما تنتشر نباتات المستنقعات في السودان وبعض أجزاء شمال القارة وتسود في الصحراء النباتات الحولية والمعمرة وأغلبها من الجفافيات.
السكان :
وصل عدد السكان في شمال إفريقيا إلى (151118) ألف نسمة حسب تقدير الأمم المتحدة ويتركز معظمهم في منطقة الأطلس شمال غرب القارة ولا سيما السواحل المطلة على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، لتوفر الإمكانيات الجاذبة للسكان كما توجد مساحات واسعة تكاد تخلو من كالصحراء.
السكان:
ويتميز شمال إفريقيا بنمو سكاني مرتفع يفوق أقاليم القارة الأخرى ويبلغ معدل النمو 3% وتأتي السودان في مقدمة دول الإقليم ثم تليها ليبيا والجزائر، بينما تقل عنها في المغرب ومصر التي تصل بهما 2.1% وتسجل تونس أدنى نسبة نمو سكاني بين دول الإقليم تبلغ 2% .
وأسباب ارتفاع معدل النمو السكاني في شمال القارة يعود إلى أنها أكثر دول القارة تقدماً وامتلاكها لأسباب التقدم والتنمية الاقتصادية، وكان لوجود الثروات النفطية والغاز في كل من ليبيا والجزائر، وللمعادن في تونس والمغرب ومصر أثر كبير في توفير الأموال اللازمة للتنمية من خلال الإنفاق على مشروعات الإسكان والصحة والتعليم.
ويبلغ سكان هذا النطاق ثلث سكان القارة، ويعيش هؤلاء فوق مساحة تقدر بـ 27% من مساحة القارة ونظراً لوجود المساحات الشاسعة من الصحراء وهي مناطق طاردة للسكان ما عدا بعض الواحات فقد ارتفعت الكثافة السكانية في الدلتا ووادي النيل في مصر والسودان.
وتنقسم أنماط السكان في شمال إفريقيا إلى :
1 - البدو الرحل وأشباه الرحل ويتركز أكبر عدد من هؤلاء في السودان ويتوزعون في كردفان ودارفور كقبائل الكبابيش والبقارة، وفي صحراء شرق السودان البجه كما يعيش 4 ملايين نسمة في الصحراء الكبرى في ليبيا والجزائر والمغرب وغرب مصر وأن عدد هؤلاء يتناقص بسبب الجهود المبذولة من قبل الحكومات لتوطينهم وتحسين مستواهم.
2ـ سكان الريف وهم يمثلون الغالبية العظمى وتصل نسبتهم إلى 65% من مجموع السكان وترتفع هذه النسبة فتصل في المغرب إلى 70% من جملة عدد السكان وفي تونس إلى 2/3 من السكان .
3 - سكان المدن: زاد في الفترة الأخيرة بسبب الهجرة المستمرة من الريف إلى المدينة للحصول على فرص عمل والتمتع بالخدمات التي تقدمها المدينة، وتتوزع المدن الكبرى في مصر وشمال إفريقيا وتضم ثمانية من كبرى المدن بالإضافة إلى الخرطوم وتوأمها أم درمان .
الكثافة السكانية :
دراسة العلاقة بين السكان والأراضي التي يعيشون عليها مهمة لتعيين الكثافة وليس عدد السكان إلى المساحة ويبدو أن العلاقة بين والسكان تختلف اختلافاً كبيراً بين دول شمال إفريقيا، ففي مصر ترتفع بنسبة عالية على الرغم من أن أثر مساحاتها غير قابلة للزراعة، وتأتي المغرب وتونس بعد مصر في الكثافة العالية، بينما نجدها قليلة في ليبيا والجزائر والسودان، وترتفع الكثافة في دلتا ووادي النيل في مصر، وفي المغرب ترتفع الكثافة في الجهات الشمالية الغربية وتنخفض كلما اتجهنا نحو الجنوب الشرقي.
أما الجزائر فتتدرج الكثافة فيها من الشمال إلى الجنوب والحال نفسه في ليبيا، وفي تونس ترتفع الكثافة في المنطقة الساحلية بين بنزرت وصفاقص وتتركز الكثافة العالية في محورين في السودان الأول مع النيل وهو شريط طولي يمتد من الجنوب إلى الشمال والثاني يمثل محور السافانا ويمتد من الشرق والوسط والغرب ويتقاطع الإقليمان في منطقة الجزيرة التي تمثل قمة الكثافة العالية.
التركيب العمري :
يتميز سكان شمال إفريقيا بارتفاع نسبة الفئات العمرية الدنيا دون 20 سنة بينما تنخفض في الفئة الكبرى أكثر من 56 ويمثل السكان في هذا النطاق بمروره في مرحلة الشباب وسكان الإقليم متشابهة تقريباً في فئات السن حيث يرتكز الهرم السكاني على قاعدة عريضة وقمته مذيبة مما يدلك على أن نسبة الإعالة كبيرة التي تتحمل فيها الفئة القادرة على العمل في إعالة هذا العدد الكبير.
أما نسبة النوع فهي مختلفة بين دول النطاق الشمالي وتبلغ نسبة الإناث في الجزائر 51% وارتفاعها بسبب الحرب التي قضت على كثير من الرجال وكذلك الهجرة إلى أوروبا التي أخذت تستقطب الشباب من الذكور وتختلف في الدول التي تخف فيها الحروب ويستتب الأمن ففي تونس تصل النسبة إلى 50.3 %وهذه النسبة مختلفة بسبب تدخل عوامل كثيرة في تحديدها كطبيعة عمل الرجل وتعرضه للأخطار.
النشاط الاقتصادي :
يرتكز اقتصاد النطاق الشمالي أساساً على الزراعة التي تكون زراعة الحبوب عناصرها الهامة بسبب الدور الرئيسي الذي تقوم به كمواد غذائية ففي المغرب تزيد مساحة الحبوب على 93% من مجموع الأراضي الزراعية وتساهم في 33% من جملة الدخل القومي للبلاد مع ملاحظة كمية الإنتاج لأنها مرتبطة بأمرين هما:
1 - الأحوال المناخية وهي متذبذبة.
2 - الأساليب المستخدمة فيها سواء كانت تقليدية أو عصرية .
وفي الجزائر تعتبر الزراعة وتربية الحيوان أهم حرف السكان ويقدر مجموع العاملين فيها ثلثي السكان وتساهم في ثلث الدخل القومي وتمثل زراعة الحبوب المكان الأول وتمثل نفس المكانة في تونس إذ تساهم في حدود 40% من الدخل، وتعد زراعة الحبوب من أهم المحاصيل الزراعية ويأتي إنتاج الشعير في مقدمتها وتمثل نسبة ثلثين من محاصيل الحبوب ويأتي بعده القمح ثم الذرة، وتحتل الزراعة مركز الصدارة في النشاط الاقتصادي في مصر والسودان وتساهم بـ45% في مصر ويعمل بها حوالي 66% مجموع الأيدي العاملة.
وتأتي بالدرجة الثانية بعد الحبوب محاصيل أخرى وتمثل الحمضيات في المغرب المركز الثاني وتشكل نسبة مهمة في التجارة الخارجية المغربية . أما في تونس فيعد إنتاج الزيتون في المرتبة الثانية والمركز الأول في التصدير فيصدر نحو 50% من الإنتاج إلى خارج الدولة.
وفي الجزائر فتأتي زراعة الزيتون والحمضيات في المرتبة الثانية بعد الحبوب وفي الجماهيرية العظمى تعد زراعة الزيتون والتمور ذات موقع هام وخاصة في سهل الجفارة وسهل مصراتة والواحات .
ويتمتع محصول القطن والأرز بأهمية كبيرة في التصدير في كل من مصر والسودان فيحتل القطن في السودان المركز الأول من حيث التصدير . وتسود زراعة الخضروات واللوز والجوز والنخيل والتين، أما الإنتاج الحيواني والثروة السمكية فهي مختلفة من حيث الإنتاج في هذا النطاق في الوقت الذي يحتل فيه هذا الإنتاج مكانة مرموقة في المغرب العربي نظراً لطبيعة البلاد تسود تربية الأغنام في الأقاليم شبه الجافة والجافة، وتساهم الثورة الحيوانية بحوالي 52% من الدخل الزراعي في تونس وتعم الأجزاء الجنوبية والوسطى. وسعت الجزائر لتطوير وزيادة عدد الحيوانات فأدخلت أنواع جديدة لتحسين النوعية .
وتربى الحيوانات كالإبل والأغنام والماعز والأبقار في مساحات واسعة من الريف والبادية، أما في السودان فتربى الإبل في الأقاليم الجافة التي تمثل الجزء الشمالي وإقليم الحشائش القصيرة وتربى الأغنام والماعز في جميع أنحاء السودان. وتعد تربية الحيوان في الريف المصري توأم للإنتاج الزراعي وخاصة الأبقار، أما الإبل فتربى في الإقليم الجاف منها .
وبالإضافة إلى إنتاج الغلات وتربية الحيوان توجد ثروة سمكية كبيرة بسبب إطلالة هذا النطاق على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، والبحر الأحمر وتعد المغرب في مقدمة دول شمال إفريقيا في الإنتاج ولم يصل إنتاج الأسماك إلى المستوى المطلوب.
الثروة المعدنية :
تعد الثروة المعدنية عنصراً مهماً من عناصر الاقتصاد في دول القارة الشمالية، وتأتي المغرب في مقدمتها بسبب توفر خامات البوتاسيوم والحديد والرصاص والمنغنيز والفحم وتنتشر خامات الفوسفات والحديد والرصاص والزنك في الجزائر ويوجد في تونس الفوسفات والحديد.
أما النفط فيتركز في كل من ليبيا التي تمتلك احتياطي هائل وهذا ما سنتطرق إليه في الأوراق القادمة، وتأتي الجزائر في مركز متقدم في إنتاجه ثم مصر وتونس.
وتختلف نسبة العاملين في النشاطات الاقتصادية في إقليم شمال القارة ومن خلال قراءة لإعداد العاملين منذ عام 1970 زاد عدد العاملين في قطاع الصناعة والخدمات على حساب القطاع الأول قطاع الزراعة.
ويظهر من خلال الجدول تناقص عدد العاملين في الزراعة وتزايد عدد العاملين في قطاع الصناعة والخدمات، وهذا لا يعني أن الإنتاج الزراعي تراجع بل عوض عنه استخدام الآلة ونوعية البذور والمخصبات، ويؤكد التوسع الصناعة والخدمات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.11.UN. African Socio-Economic - Indicators - Addis Ababa - 1993 - P
- 1993 - UN, African Socio-Economic - Indicators - Addis Ababa
UN. African Socio. - Ibid - P.1.
1992 UN. African Socio-Economic - Indicators
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|