التيار النفاث هو تيار هوائي شديد السرعة ضيق محمول فوق محور شبه افقي في اعلى طبقة التروبوسفير او في الستراتوسفير ويتميز بقص ربحي عامودي وجاني شديدين والتيار النفاث النموذجي يبلغ طوله عدة الآلاف من الكيلومترات وعرضة عدة مئات من الكيلومترات وبعمق لعدة كيلومترات، يبلغ القص الريحي العمودي في التيار النفاث حوالي. 5 إلى 10 متر / ثانية لكل من واحد كيلومتر عاموديا اما القص الريحي الجاني فيبلغ 5 متر / ثانية لكل 100 كيلومتر افقيا وتم ملاحظة سرعة رياح تبلغ 500 كم / ساعة في التيار النفاث قرب طبقة التروبوبوز

اكتشف التيار النفاث في منتصف عشرينات القرن العشرين من خلال الابحاث التي قام بها الانوائي الياباني (Wasure Doishi) الذي كان يعمل مديرا لمرصد طبقات الجو العليا في مدينة (Tateno) والتي تبعد 60 كم الى الشمال الشرقي من العاصمة طوكيو، اذ تعد دراسته اول الدراسات التي ركزت على الرياح العليا، فمن خلال تجربة قام بها بتاريخ 2 كانون الأول عام 1924 باستخدامه منطاد ومراقبة سرعته واتجاهه من الارض باستخدام جهاز الثيود ولايت (Theodolite) اكتشف وجود رياح غربية عالية السرعة على ارتفاع 9000 متر من سطح الارض ولاحظ من خلال تجربته ان اتجاه الرياح السطحية كانت غربية ثم تحولت على ارتفاع 500 متر الى شمالية ثم تحولت الى شرقية ضمن ارتفاع 700 متر ثم الى غربية الاتجاه من الارتفاع 1000 متر ولغاية 9000 متر وخلال المدة من آذار 1923 ولغاية شباط 1925 قام بــ 1288 تجربة بالمناطيد لقياس الرياح العليا وبحسب فصول السنة الاربعة وتوصل الى ان اعلى سرع للرياح الغربية العليا تسجل خلال فصل الشتاء  وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم اليابانيون في حربهم ضد الولايات المتحدة الامريكية التيار النفاث لحمل مناطيد متفجرة من اليابان باتجاه الساحل الغربي لأمريكا وكندا، حيث قاموا بوضع اجهزة خاصة بالارتفاع ومؤقت للانفجار وزن معلوم للمنطاد، وبمجرد وصول هذه المناطيد للساحل الغربي مع امريكا الشمالية تبدأ بالانخفاض ثم تنفجر بمجرد العبث بها او تتسبب في حرق الغابات، وقد ارسل اليابانيين حوالي 9000 منطاد متفجر خلال المدة بين تشرين الثاني 1944 ونيسان 1945 وصل منها 300 بالون الى امريكا الشمالية تسببت في قتل 6 اشخاص غالبيتهم من الاطفال وكان التأثير النفسي لهذه المناطيد اكثر فعالية من التأثير المادي.

وفي عام 1939 استخدم الانوائي الألماني (H. Silkopf) لأول مرة مصطلح التيار النفاث Jet Streams في بحث علمي منشور ومما حفز الابحاث المتعلقة بالتيار النفاث ما واجهـة طياري القاذفات الامريكية اثناء تحليقها بارتفاعات تصل الى( 10668-9144) متر فوق المحيط الهادئ واوربا أثناء الحرب العالمية الثانية من رياح شديدة السرعة.

تنشأ التيارات النفاثة نتيجة للتباين الحراري الكبير على سطح الأرض مما. يؤدي الى نشوء تدرج ضغطي شديد في طبقات الجو العليا مما يتسبب في نشوء رياح عالية السرعة. وتظهر مناطق التباين الحراري السطحي على امتداد نطاق طولي تسمى بالجبهات فالاضطراب وعدم الاستقرارالناتج من التقاء الكتل الهوائية السطحية والمختلفة في خصائصها الحرارية والمائية سينتقل نحو الغربيات العليا مما  يسبب عدم استقرارها لتتحول الى رياح شديدة السرعة كما ان عدم وجود عائق في مسارات هذه التيارات والتي ترتفع عن سطح البحر لأكثر من 9000 متر سبب اضافي في السرعة الشديدة للرياح داخل هذه التيارات يرسم التيار النفاث على خرائط المستوى الضغطي 300 ملليبار ضمن العروض العليا وخلال فصل الشتاء في حين يرسم على خرائط المستوى الضغطي 200 ملليبار ضمن العروض الدنيا وخلال فصل الصيف ويساهم التيار النفاث دورا كبيرا في تكوين المنظومات الضغطية السطحية فقلب التيار النفاث Jet Streak)) والذي يمثل الجزء الذي تظهر فيه اقصى سرعة للرياح مسؤول بشكل كبير في تكوين المنخفضات والمرتفعات الجوية السطحية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 Steven H. Schneider, Encyclopedia Of Climate And Weather, op. cit., P.455.

2 John M. Lewis, Ooishi's Observation Viewed In The Context of Jet Stream Discovery, American Meteorological Society, Volume 84, Issue 3 (March 2003), P. 357-369.

1 Ibid, p. 357-369.

3 Frederick k. Lutgens, Edward j. Tarbuck, The Atmosphere An Introduction to Meteorology, volume 2, number 6, American meteorological society, U. S. A., 1953, p.213-214.